وفقًا لدراسة حديثة شملت بيانات أكثر من 126 ألف مريض، ظهرت أدلة على وجود علاقة بين حبوب منع الحمل وإصابات العضلات والأوتار قد تمنع إصابات العضلات والأوتار. في هذا المقال سنتعرف أكثر إلى هذه الدراسة ونتائجها، وكيف تساعد حبوب منع الحمل على منع هذه الإصابات.
حبوب منع الحمل
تعتبر حبوب منع الحمل الوسيلة الأكثر شيوعًا لمنع الحمل، وتبلغ فاعليتها 99% عند تناولها باستمرار كل يوم، إذ تستخدمها ما يقرب من 25٪ من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 44 عامًا كوسيلة لمنع الحمل، وتتوفر على نوعين رئيسيين:
- الحبوب المركبة التي تحتوي على كل من هرمونَي الأستروجين والبروجستيرون.
- حبوب البروجسترون فقط.
آلية عمل حبوب منع الحمل
تعمل حبوب منع الحمل على منع الإباضة، فهي تمنع نمو الجريبات ومنع إطلاق البويضات، كما تعمل على زيادة سُمك مخاط عنق الرحم، مما يخلق حاجزًا يمنع الحيوانات المنوية من دخول الرحم، وبالتالي منع وصوله إلى البويضة.
دراسة توضح العلاقة بين حبوب منع الحمل وإصابات العضلات والأوتار
الدراسة: ركزت الدراسة على مرضى تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 39 عامًا، بمؤشر كتلة جسم يتراوح بين الوزن الطبيعي إلى الوزن الزائد، وشملت كل مجموعة 42,267 مريضًا، وتضمنت الدراسة تأثير حبوب منع الحمل المختلفة: أحادية، ثنائية، ثلاثية، ورباعية الطور، وهي تركيبات مختلفة مصممة لتوفير مستويات مختلفة من الهرمونات طوال الدورة الشهرية، إذ كان الهدف مقارنة إصابات العظام والعضلات والأوتار بين النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل، وبين اللواتي لا يستخدمنها، وكذلك مقارنة الإصابات مع الذكور.
النتائج: كانت هناك بعض النتائج الواعدة، وهي:
- النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل تعرضن لإصابات أقل في العضلات والأوتار مقارنة بمن لا يستخدمنها، وكذلك مقارنة بالذكور.
- نسبة إصابات العضلات والأوتار بين مستخدمات وسائل منع الحمل 0.55% فقط، مقارنة بـ 2.55% لدى النساء اللواتي لم يستخدمنها، و3.49% لدى الذكور.
كيف تمنع حبوب منع الحمل إصابات العضلات والأوتار؟
على الرغم من الحاجة لمزيد من الأبحاث لفهم الآلية الكاملة والعلاقة بين حبوب منع الحمل وإصابات العضلات والأوتار تشير الأبحاث إلى أن حبوب منع الحمل قد تؤثر على مستويات الهرمونات مثل الأستروجين والبروجسترون، مما يساعد في الحفاظ على صحة العضلات والأوتار. النساء اللواتي يعانين من مستويات منخفضة من هرمون الأستروجين، مثلما يحدث بعد انقطاع الطمث، يكنّ أكثر عرضة لمشكلات العضلات. كما قد تحسن حبوب منع الحمل كتلة العضلات وقوتها، وتزيد من محتوى الكولاجين في الأنسجة الضامة.
ما الفوائد المحتملة الأخرى لحبوب منع الحمل؟
لا تكمن فائدة حبوب منع الحمل في منع الحمل فقط، فقد تحتوي على العديد من الفوائد الأخرى، مثل:
- تنظيم الدورة الشهرية.
- تقليل آلام وتقلصات الدورة.
- خفض خطر الإصابة بسرطان الرحم والمبيض والقولون.
- تحسين حب الشباب، ونمو الشعر غير المرغوب فيه.
- علاج بعض الاضطرابات مثل الأورام الليفية، وبطانة الرحم.
ما هو أفضل نوع من وسائل منع الحمل؟
موانع الحمل الطويلة المفعول والقابلة للعكس (LARCs)، أي يمكن استعادة الخصوبة بعد إيقاف استخدامها، تعتبر أكثر وسائل منع الحمل فعالية لمنع الحمل. أقل من 1% من المستخدمات يصبحن حوامل خلال السنة الأولى من استخدامها. تشمل موانع الحمل الطويلة المفعول والقابلة للعكس ما يلي:
- اللولب الرحمي الهرموني.
- غريسة منع الحمل.
ما هي أخطار تناول حبوب منع الحمل؟
على الرغم من الفوائد العديدة، هناك بعض المخاطر المرتبطة باستخدام حبوب منع الحمل، مثل:
- زيادة بسيطة في خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة.
- جلطات الدم.
- النوبات القلبية.
- السكتة الدماغية.
- أورام الكبد.
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- تغيرات في المزاج.
- الصداع.
- قد تتفاعل مع بعض الأدوية، مما يقلل من فعاليتها أو يسبب آثارًا ضارة.
هل توجد طرق أخرى لمنع إصابات العضلات والأوتار؟
توجد بعض الطرق الأخرى لمنع إصابات العضلات، وتشمل ما يلي:
- الإحماء والتبريد: يمكن أن تساعد تمارين التمدد والتمارين الخفيفة في إعداد العضلات والأوتار للحركة، مما يقلل من خطر الإصابة، كذلك يساعد التبريد بعد النشاط في تعافي العضلات.
- التقدم التدريجي للتمرين: تجنب الزيادات المفاجئة في شدة التمرين أو مدته؛ لمنع الإصابات الناتجة عن الإفراط في الاستخدام. ينصح بزيادة كثافة ومدة التدريبات تدريجيًا، وذلك للسماح للجسم بالتكيف والتقوية بأمان.
- التدريب المتقاطع: ينصح بممارسة مجموعة متنوعة من التمارين والأنشطة في روتين اللياقة البدنية لتقليل الضغط المتكرر على أوتار أو عضلات معينة أثناء التمرين. هذا يساعد على منع إصابات العضلات والأوتار بسبب الإفراط في الاستخدام.
- الراحة والتعافي: يجب التأكد من الحصول على الراحة الكافية بين التدريبات لمنح الجسم الوقت لإصلاح وإعادة بناء الأنسجة العضلية.
- التغذية والترطيب: يجب المحافظة على نظام غذائي متوازن، مثل تناول كميات كافية من البروتين والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى المحافظة على رطوبة الجسم لدعم صحة العضلات والأوتار بشكل عام.
في النهاية، تُظهر الدراسات الحديثة وجود علاقة بين حبوب منع الحمل وإصابات العضلات والأوتار قد تساعد على تقليل هذه الإصابات، مما يفتح أبوابًا جديدة لفهم الفوائد الصحية لهذه الحبوب، ومن خلال الجمع بين التدابير الوقائية واستخدامها؛ يمكن للنساء تحقيق صحة عضلية، وأوتار أفضل، وبالتالي تقليل خطر الإصابات العضلية الوترية.