إذا كان لديك طفل فمن المحتمل أنك تعرف صعوبات التعامل مع طفل مريض، في حين أن العديد من هذه الأمراض مزعجة، إلا أنها لحسن الحظ ليست خطيرة في العادة، ومع ذلك يجب أن تعرف أساسيات الأمراض الأكثر شيوعاً التي قد يصاب بها طفلك.
مع ظهور اللقاحات، أصبحت كثير من أمراض الطفولة نادرة، لكن عديدًا من الأمراض الأخرى ما زالت قائمة، ويمكن أن تصيب الأطفال خلال مرحلة النمو، وتتراوح هذه الأمراض من العدوى الشائعة مثل الخُناق، إلى الأمراض الغامضة والنادرة مثل مرض كاواساكي.
أمراض تصيب الأطفال يجب على الأهل معرفتها
فيما يلي نستعرض بعض الحقائق المتعلقة بأمراض الطفولة، لكن احرص على استشارة طبيب الأطفال من أجل التشخيص والعلاج المناسبَيْن:
-
الفيروس التنفسي المخلوي (RSV)
يعد هذا الفيروس السببَ الرئيسي لالتهاب القصيبات (التهاب المجاري الهوائية الصغيرة)، والالتهاب الرئوي عند الرضع.
تبدأ العدوى بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بما في ذلك الحمّى وسيلان الأنف والسعال، ويصاب ما يصل إلى 40% من الأطفال الصغار المصابين لأول مرة بعدوى RSV بأزيز ملحوظ عند التنفس، وسيتطلب ما يصل إلى 2% من الحالات الدخول إلى المستشفى، ويصيب هذا الفيروس نسبة أقل من الأطفال الأكبر سناً، والبالغين، وتكون أعراضه أقل شدة واعتدالاً.
-
التهاب الأذن
يعد التهاب الأذن من أكثر أمراض الطفولة شيوعاً، فهم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن من الأشخاص البالغين، وقد يكون ذلك بسبب أنابيبهم السمعية الصغيرة والموجودة أفقياً. تربط هذه الأنابيب الأذنَيْن بالحنجرة، وقد يتم انسدادهما عندما يتسبب الزكام في حدوث التهاب، إذ يتراكم السائل بسبب هذا الانسداد داخل الأذن الوسطى خلف الطبلة، مما يسمح بتكاثر الجراثيم.
تشمل الأعراض: الحمّى، والألم، وسحب الطفل لأذنه، وصعوبة النوم، وتكون أغلب التهابات الأذن -عادة- ناتجة عن الفيروسات، وتختفي من تلقاء نفسها. تساعد لقاحات الأطفال في الوقاية من العدوى البكتيرية التي يمكن أن تسبِّب التهاب الأذن، وتتطلب بعضُ التهابات الأذن العلاجَ بالمضادّ الحيوي في حال تأكد أن المسبِّب لها هي بكتيريا.
-
الخُناق
السِّمَة المميّزة للخُناق هي السعال الشديد، والذي يحدث غالباً في الليل، ويبدو وكأنه نباح، وسبب السعال هو التهاب في القصبة الهوائية العليا، وعادة ما يكون سببها فيروسيًا. عليكم الانتباه إذا أصبح التنفس ضعيفاً بشدة، فقد تكون هناك حاجة إلى العلاج في المستشفى، ومع ذلك يتحسن معظم الأطفال من تلقاء أنفسهم في غضون أسبوع تقريباً، ويعتبر الخُناق أكثر شيوعاً بين الأطفال دون سن الخامسة.
-
مرض اليد والقدم والفم
يسبِّب مرض اليد والقدم والفم حمًّى، مع ظهور بثور في داخل الفم وباطن اليدين والأرداف وباطن القدمين، ويحدث عادة بسبب فيروس كوكساكي A16، وينتشر هذا الفيروس بين الأطفال خلال الصيف وأوائل الخريف. معظم الحالات ليست خطيرة، لكنها حالة معدية جداً، وتستمر من أسبوع إلى عشرة أيام.
-
التهاب باطن العين
الدموع والاحمرار والحكّة وتقشّر الرموش كلها علامات على التهاب الملتحمة، والتي تعرف باسم Pinkeye، وغالباً ما ينتج هذا الالتهاب عن نفس الفيروسات التي تُسبِّب نزلات البرد، وتنتشر هذه العدوى بسرعة في المدارس ومراكز الرعاية النهارية. لذا، استشِرْ طبيب الأطفال لتحديد ما إذا كان طفلك بحاجة إلى العلاج، لكن معظم الحالات تتعافى من تلقاء نفسها في غضون 4 إلى 7 أيام.
-
فيروس الروتا
قبل إدخال لقاحٍ فعّال، كان فيروس الروتا هو السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالإسهال لدى الأطفال الصغار. تتمثل أعراضه الرئيسية في القيء والإسهال المائي، مما قد يؤدي إلى إصابة الأطفال بالجفاف بسرعة كبيرة.
أما في الوقت الحالي، فيتوفّر لقاحان للروتا فيروس، وتشير الدراسات إلى انخفاض كبير في عدد الحالات الجديدة.
-
مرض كاواساكي
هو مرض نادر للغاية، ويصيب الأطفال دون سن الخامسة، وتشمل الأعراض ارتفاعًا في درجة الحرارة طويلة الأمد، تستمر لأكثر من خمسة أيام، وطفحًا جلديًا، وانتفاخًا واحمرارًا في القدمَيْن واليدَيْن، واحتقانًا في العينَيْن، واحمرارَ وتشقَّقَ الشفاهِ. يمكن للمرض أن يضرَّ القلب إذا لم يتم علاجه، وقد يكون قاتلاً، كما أن الأطباء لم يكتشفوا بَعْدُ سببَ مرض كاواساكي.
-
جدري الماء
من أهم أعراضه الحكّة الشديدة، لكن يمكن الآن الوقاية من جدري الماء من خلال اللقاح. يمكن أن يسبب جدري الماء مضاعفات خطيرة عند الأطفال حديثي الولادة، والبالغين، والنساء الحوامل، وقبل وجود لقاح الجدري كان حوالي 11 ألف حالةٍ من الحالات تحتاج إلى دخول المستشفى كل عام.
-
التهاب السحايا
هو التهاب أو عدوى تصيب الأنسجة حول الدماغ والنخاع الشوكي، وتتمثّل أعراضه الرئيسية عند المراهقين والبالغين في الصداع والحمّى وتيبّس الرقبة، أما الأطفال الصغار فقد يعانون من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا أو تهيّج شديد. عادة ما يكون التهاب السحايا الفيروسي خفيفاً، ولكن التهاب السحايا الجرثومي أكثر حِدَّة، مع مضاعفات وخيمة في حال لم يتم علاجه بسرعة. وتتوفر لقاحاتٌ للوقاية من بعض الأسباب البكتيرية لالتهاب السحايا.
-
القوباء
هي عدوى بكتيرية تصيب الجلد، وغالباً ما تتسبب في ظهور مجموعة من البثور الصغيرة على الجلد، التي يتسرب ما بداخلها، مسببة قشورًا ذهبية، ويمكن أن يؤدي لمس السائل بداخلها إلى انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، أو لأشخاص آخرين، وغالباً ما تسببه بكتيريا المكوّرات العنقودية، وهذا النوع من القوباء أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و6 سنوات، وإذا تم علاجها بالمضادات الحيوية فعادة ما تلتئم القروح دون ترك ندبات.
-
القوباء الحلقية (ringworm)
هي عدوى جلدية، فالقوباء الحلقية سببها في الواقع فطري، ولا تسببها الديدان، كما يشير الاسم، ويَتسبَّب هذا الفطر في نشوء حلقة حمراء متقشّرة على الجلد، أو بقعة مستديرة على فروة الرأس من تساقط الشعر. تنتشر الفطريات بسهولة من طفل لآخر، لذا يجب تجنّب مشاركة المشط والفرشاة والملابس والمناشف. يتم العلاج من خلال الأدوية المضادة للفطريات.
-
الإنفلونزا
تتشابه الأعراض بين نزلات البرد والإنفلونزا، لكن تَتسبَّب الإنفلونزا بشكل أكثر شيوعاً بارتفاع درجة الحرارة، والقشعريرة، وآلام الجسم، والتعب الشديد، والغثيان، والقيء. بينما يتحسن معظم الأطفال من تلقاء أنفسهم، يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى أعراض خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي، خاصة عند الأطفال الأصغر سناً، لذا يوصِي مركز السيطرة على الأمراض (CDC) بالتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا لأي شخص، بما في ذلك البالغون.
-
الحساسية الموسمية
الحساسية الموسمية التي تُسمّى أحياناً حُمّى القش ليست عدوى، لكنها رد فعل لجزيئات مجهرية مثل حبوب اللقاح. قد تشمل الأعراض: العطس، والعيون الدامعة، والسيلان، وانسداد الأنف، وقد تحدث فقط في الربيع أو الخريف. لا يوجد علاج لحُمّى القش، لكن هناك طرق وأدوية مساعِدة للسيطرة على الأعراض.
-
متلازمة راي
ربما سمعت أنه لا ينبغي أبداً إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين، ومتلازمة راي هي السبب في هذا المنع، فقد تصيب هذه الحالة المهدِّدة للحياة الأطفالَ الذين يتناولون أدوية تحتوي على الأسبرين أثناء مرض فيروسي مثلاً.
تشمل الأعراض: تغيرات جذرية في السلوك، ونوبات صرع، وقد تصل إلى الغيبوبة. أصبحت متلازمة راي نادرة جداً منذ أن حذَّرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها من إعطاء الأسبرين.
-
التهاب الحلق
يصاب معظم الأطفال بالتهاب الحلق بين الحين والآخر، وعادة يكون بسبب فيروس الزكام، لكن كيف يمكنك معرفة إذا كان سببها فيروس البرد أو البكتيريا العقدية؟ يمكنك التمييز من خلال الأعراض أو الفحص السريري لدى الطبيب، أو أخذ مسحة من الحلق لعمل مزرعة وتحديد المُسبِّب.
يشير العطس والسيلان إلى نزلات البرد الفيروسية، أما الإصابة بالبكتيريا العقدية فيشمل التهاب الحلق مع صداع يستمر لأكثر من أسبوع، أو ألم وصعوبة في البلع، أو سيلان لعاب مفرط، أو طفح جلدي، أو صديد في مؤخرة الحلق، بالإضافة إلى الحُمّى. يتم معالجة التهاب الحلق باستخدام المضادات الحيوية.
المصادر:
https://www.webmd.com/children/ss/slideshow-childhood-illnesses-to-know
https://wakeforestpediatrics.com/common-childhood-illnesses/
