إن أداء فريضة الصيام خلال شهر رمضان لأصحاب أمراض الكلى أمر يجب التعامل معه بمنتهى الحيطة والحذر؛ إذ يجب على أولئك المرضى أخذ الاحتياطات اللازمة حال صومهم الشهر الفضيل، وذلك لتجنب أية مضاعفات صحية سلبية لا تحمد عقباها. لذا نتخير لكم عددا من النصائح الموجهة لمرضى الكلى للحفاظ على صحتهم خلال رمضان.
متى يمكن لمريض الكلى أن يصوم؟
بشكل عام تختلف إمكانية الصيام لمرضى الكلى من مريض إلى آخر وفق حالته الصحية وطبيعة مرضه، لذا يجب على المصابين بأمراض الكلى استشارة الطبيب المعالج للوقوف على شدة المرض ومرحلة تطوره بجانب تقييم المخاطر الصحية المحتملة، وذلك لتقرير إمكانية الصيام خلال رمضان من عدمها.- بالنسبة للمصابين بمرض الكلى المزمن
يتم تقسيم التطور المرضي لأولئك المرضى الذين يعانون من تدهور تدريجي بوظائف الكلى على المدى الطويل إلى خمس مراحل، وينصح المرضى في المرحلة الثالثة وما فوقها من مرض الكلى المزمن بعدم الصيام، وذلك بسبب عدم قدرة الكلى على الإيفاء بوظائفها في الحفاظ على سوائل الجسم في مستوياتها الطبيعية، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من تدهور الكلى وتفاقم حالتها حال الصيام. بالإضافة إلى هذا فإن الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة يؤدي إلى الجفاف.- أما بالنسبة للمرضى المصابين بفشل كلوي حاد
فلا يمكنهم الصيام إلى أن يتم استعادة صحتهم وشفائهم.- أما عن المرضى الذين يقومون بالغسل الكلوي
لا يمكنهم الصيام خلال الأيام التي يقومون فيها بإجراء تلك العملية، ويرجع ذلك إلى أنه خلال عملية الغسل الكلوي يتلقى المرضى سوائل عبر الوريد مما يبطل الصيام، بينما يمكن لأولئك المرضى الصيام في أيام الأسبوع الأخرى التي لا يقومون فيها بالغسل الكلوي حال موافقة الطبيب على ذلك الأمر.- بينما المرضى الذين تعرضوا لجراحات نقل وزراعة الكلى
ينصح بعدم قيامهم بفريضة الصيام خلال الشهر الفضيل؛ إذ يجب عليهم الالتزام بأخذ أدويتهم الموصوفة بجرعاتها المحددة الدقيقة في مواعيدها المضبوطة. كما أن العديد من أولئك المرضى قد يكونون مصابين بداء السكري، وفي تلك الحالة فإن الصوم قد يكون ذا عواقب وخيمة للغاية على صحتهم.
نصائح غذائية
يجب على مرضى الكلى استشارة متخصص في التغذية للحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن أثناء الصيام، وذلك لضمان حمايتهم من أية مضاعفات صحية محتملة، وبشكل عام ينصح بتجنب الأطعمة التي تحتوي على أملاح، وبتقليل تناول الحلويات والأطعمة الغنية بالدهون، بجانب متابعة الكميات التي يشربونها من الماء والسوائل المختلفة، كما يجب على مرضى الكلى الحرص على تناول وجبة السحور لتفادي التعب والإرهاق، إذ إنهم يحتاجون إلى عدد أكبر من السعرات الحرارية مقارنة بالأصحاء.ينصح مرضى الكلى بعدم الحصول على كميات كبيرة من الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور خاصة خلال رمضان، لذا يوصى بتجنب ملح الطعام الذي يحتوي على الصوديوم، بجانب الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل الطماطم والبطاطس والبامية والخضروات المورقة الخضراء والموز والمانجو والبلح والمشمش والخوخ والكنتالوب، بالإضافة إلى تلك الأطعمة التي تحتوي على الفوسفور كالبقول والمكسرات ومنتجات الألبان والمشروبات الغازية.
وبالنسبة للمرضى الذين يستعملون أدوية خافضة لنسبة الفوسفور في الجسم، يجب عليهم تناول تلك الأدوية خلال الوجبات وليس قبلها أو بعدها.
وبالنسبة لمرضى الكلى في مرحلة ما قبل الغسل الكلوي، يجب اتباع نظام غذائي يقلل من الأطعمة الغنية بالبروتين؛ وذلك لتجنب إضافة عبء زائد على الكليتين، الأمر الذي قد يؤدي إلى فشل كلوي وزيادة نسبة اليوريا بالجسم. وعلى النقيض نجد أن مرضى الكلى الذين يقومون بالغسل الكلوي يحتاجون إلى تناول كمية كبيرة من البروتين وخاصة البروتين الحيواني. وذلك لتعويض البروتين المفقود خلال عملية الغسل الكلوي.
أما عن شرب الماء والسوائل الأخرى، فيجب على مرضى الكلى في مرحلة ما قبل الغسل الكلوي شرب 2 إلى 3 لتر من السوائل بشكل يومي، وذلك حال قيامهم بإخراج البول بكميات طبيعية. أما بخلاف ذلك، يجب على أولئك المرضى تقليل السوائل التي يشربونها لتجنب احتباس المياه بالجسم مما يؤثر على القلب والرئتين.
وبالنسبة لمرضى الكلى الذين يقومون بالغسل الكلوي، يجب الحرص على عدم شرب أكثر من لتر واحد من السوائل يوميا بعد الإفطار لتجنب احتباس المياه في الجسم وتأثيراته على القلب والرئتين. وأخيرا يجب دوما استشارة الطبيب المعالج كونه صاحب القرار الرئيسي في الصوم من عدمه لمرضى الكلى خلال رمضان. ولنتذكر دوما أن رخصة الإفطار قد أباحها الله للمرضى الذين قد يعانون من عواقب صحية وخيمة حال الصيام.