في الوضع الطبيعي، يتدفق الدم من الشرايين إلى الشعيرات الدموية ثم إلى الأوردة. وتنتقل العناصر الغذائية والأكسجين في الدم من الشعيرات الدموية إلى أنسجة الجسم. أما في الناسور الشرياني الوريدي، وهو اتصال غير طبيعي بين شريان ووريد، يتدفق الدم من الشريان إلى الوريد مباشرةً، متجاوزًا بعض الشعيرات الدموية. وعند حدوث ذلك، فإن الأنسجة الموجودة أسفل الشعيرات الدموية التي تم تجاوزها لا تتلقى الإمداد الكافي من الدم.
وتوجد النواسير الشريانية الوريدية في الساقين عادةً، ولكنها يمكن أن تظهر في أي مكان بالجسم. وغالبًا ما يتم إنشاء النواسير الشريانية الوريدية جراحيًا لاستخدامها في حالة الغسيل الكلوي للأشخاص المصابين بأمراض الكلى الشديدة.
هل توجد علامات للناسور الشرياني الوريدي؟
لن تظهر غالبًا أي أعراض لحدوث النواسير الشريانية الوريدية الصغيرة في الساق أو الذراع أو الرئة أو الكلى أو الدماغ ولا تتطلب عادةً علاجًا سوى مراقبة الطبيب. أما النواسير الشريانية الوريدية الكبيرة، فقد تُسبب ظهور الأعراض، مثل:
- ظهور تورّم في سطح الجلد واحمراره.
- أوردة منتفخة أرجوانية اللون يمكنك رؤيتها في الجلد، تشبه الدوالي الوريدية.
- تورُّم في الذراعين أو الساقين.
- انخفاض ضغط الدم.
- التعب.
- فشل القلب.
ويعد ظهور الناسور الشرياني الوريدي في الرئة حالة مرضية خطيرة ويمكن أن يُسبب ما يلي:
- صعوبة التنفس، لا سيما عند ممارسة الرياضة.
- زرقة الجلد.
- تعجر الأصابع.
- السكتة الدماغية.
أسباب الناسور الشرياني الوريدي
1. قسطرة القلب
قد يحدث الناسور الشرياني الوريدي كأحد مضاعفات إجراء يُسمى قسطرة القلب. خلال قسطرة القلب، يتم إدخال أنبوب طويل رفيع يُطلق عليه القسطرة في الشريان أو الوريد الموجود في المنطقة الأربية أو الرقبة أو الذراع، وتمريره من خلال الأوعية الدموية إلى القلب. وفي حالة مرور الإبرة المستخدمة في القسطرة عبر شريان ووريد أثناء الإجراء الذي تخضع له، وتم توسيع الشريان، فيمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث الناسور الشرياني الوريدي. وعلى الرغم من أن هذا أمر شائع قد يُسبب الإصابة بالناسور الشرياني الوريدي، فإنه لا يزال نادر الحدوث.
2. الإصابات التي تخترق الجلد
يمكن أيضًا أن يحدث الناسور الشرياني الوريدي بعد التعرّض لإصابة خارقة، مثل جرح ناجم عن طلقة نارية أو طعنة. قد يحدث هذا إذا كان الجرح في جزء من الجسم يوجد به وريد وشريان متجاوران.
3. الولادة بناسور شرياني وريدي
يُولد بعض الأشخاص ولديهم ناسور شرياني وريدي (خِلقي). وعلى الرغم من عدم وضوح سبب الإصابة على وجه التحديد، فإنه في حالة النواسير الشريانية الوريدية الخِلقية لا تنمو الشرايين والأوردة بشكل سليم في الرحم.
4. أمراض وراثية
يمكن أن تنشأ النواسير الشريانية الوريدية في الرئة (النواسير الشريانية الوريدية الرئوية) بسبب مرض وراثي (داء ريندو-أوسلَر-ويبَر) يؤدي إلى نمو الأوعية الدموية بشكل غير طبيعي في جميع أنحاء الجسم، وخاصةً في الرئتين.
5. العملية الجراحية (إجراء الناسور الشرياني الوريدي)
قد يخضع الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي في مرحلة متأخرة أيضًا لإجراء جراحي لعمل الناسور الشرياني الوريدي بقصد تسهيل إجراء الغسيل الكلوي. إذا تم إدخال إبرة الغسيل الكلوي في الوريد مرات كثيرة، فقد يتعرّض هذا الوريد إلى التندُّب والتدمير. ويساهم عمل ناسور شرياني وريدي في توسيع الوريد عن طريق توصيله بشريان مجاور، مما يُسهِّل من إدخال الإبرة لإجراء الغسيل الكلوي ويؤدي إلى تدفق الدم بشكل أسرع. وعادةً ما يتم عمل هذا الناسور الشرياني الوريدي في الساعد.
مضاعفات الناسور الشرياني الوريدي
- فشل القلب، نظرًا لأن الدم يتدفق بشكل أسرع عبر الناسور الشرياني الوريدي مما في حالة تدفقه عبر المسار الطبيعي للشرايين والشعيرات الدموية والأوردة، مما يدفع القلب إلى ضخ الدم بقوة أكبر لتعويض انخفاض ضغط الدم. ومع مرور الوقت، فإن تزايد شدة ضخ القلب للدم يمكن أن يُضعف عضلة القلب، مما يُفضي إلى فشل القلب.
- الجلطات الدموية، وخاصة في حالة الناسور الشرياني الوريدي الموجود في الساق. وهي حالة مرضية قد تشكل خطرًا يهدد الحياة في حالة انتقال الجلطة إلى الرئتين.
- ألم الساق، أو العرج.
- السكتة الدماغية في حال تكون جلطة دموية وانتقالها للدماغ.
- النزيف.
تشخيص وعلاج الناسور الشرياني الوريدي
لتشخيص الإصابة بالناسور الشرياني الوريدي، سوف يستخدم الطبيب السماعة ليستمع إلى تدفق الدم عبر المنطقة التي يعتقد أنه قد يوجد بها ناسور. وإذا سمع الطبيب صوت النفخة التي تدل على صوت الدم وهو ينتقل من الشريان للوريد، سيجري اختبارات أخرى للتأكد، مثل:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية المزدوجة Duplex ultrasonography، وهو يعد الطريقة الأكثر شيوعًا وفعالية للتحقق من وجود الناسور الشرياني الوريدي في الأوعية الدموية للساقين أو الذراعين.
- تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية.
- تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي (MRA).
ومن الممكن أن يقترح الطبيب مراقبة الناسور الشرياني الوريدي فقط، وخاصةً إذا كان صغيرًا ولا يُسبب أي مشكلات صحية أخرى. فبعض النواسير الشريانية الوريدية الصغيرة تلتئم دون علاج. أما إذا كان الناسور الشرياني الوريدي يتطلب علاجًا، فقد يوصي الطبيب بما يلي:
1. الضغط الموجّه بالموجات فوق الصوتية
إذا كنت مصابًا بناسور شرياني وريدي في الساق ويمكن رؤيته بسهولة عند التصوير بالموجات فوق الصوتية، فإن العلاج باستخدام الضغط الموجّه بالموجات فوق الصوتية قد يكون خيارًا مناسبًا لك. في هذا العلاج، يتم استخدام مسبار التصوير بالموجات فوق الصوتية لضغط الناسور ومنع تدفق الدم إلى الأوعية الدموية التالفة. لا يستغرق هذا الإجراء سوى 10 دقائق تقريبًا، إلا أنه ينجح مع واحد من كل ثلاثة أفراد فقط.
2. الانصمام بالقسطرة
في هذا الإجراء، يتم إدخال قسطرة في شريان بالقرب من مكان الناسور الشرياني الوريدي. يستخدم الأطباء الأشعة السينية وتقنيات التصوير الأخرى لتوجيه القسطرة إلى الناسور، ويتم وضع أنبوب ملتف أو دعامة صغيرة في مكان الناسور لتغيير مسار تدفق الدم. يظلّ العديد من الأشخاص الذين يخضعون لإجراء الانصمام بالقسطرة في المستشفى لمدة 24 ساعة أو أقل ويمكنهم استئناف جميع أنشطتهم اليومية في غضون أسبوع.
3. الجراحة
إن النواسير الشريانية الوريدية الكبيرة التي يتعذّر علاجها عن طريق إجراء الانصمام بالقسطرة قد تتطلب الجراحة. ويعتمد نوع الجراحة التي ستحتاج إليها على حجم الناسور الشرياني الوريدي ومكانه.
* المصدر
