داء الأمعاء الالتهابي Inflamatory bowel disease هو مصطلح يطلق على مجموعة من الأمراض الالتهابية التي تطاول الأمعاء، وتشمل هذه المجموعة الأنواع التالية:
- مرض كرون ويسبب ألمًا وتورمًا في الأنبوب الهضمي، ويمكن أن يؤثر على أي جزء من هذا الأنبوب بدءأ من الفم وانتهاء بفتحة الشرج، غير أنه يشاهد أكثر في الأمعاء الدقيقة والجزء العلوي من الأمعاء الغليظة.
- التهاب القولون التقرحي، ويؤدي إلى تورم وتقرحات في الأمعاء الغليظة التي تضم القولون والمستقيم.
- التهاب القولون المجهري، وهو التهاب معوي لا يمكن اكتشافه إلا بواسطة المجهر.
* أسباب داء الأمعاء الالتهابي
ما زال السبب الدقيق لداء الأمعاء الالتهابي في طي الكتمان، غير أن هناك من يرجح كفة وجود خلل مناعي ذاتي ناجم عن ردة فعل الجهاز المناعي تجاه الأنسجة المعوية، وعلى ما يبدو أن هناك مكونا وراثيا يجعل الشخص الذي يملك تاريخا عائليا للإصابة أكثر عرضة لتطوير تلك الاستجابة المناعية غير المناسبة.كما تلعب المحفزات البيئية دورا في قدح زناد الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي، وتضم هذه المحفزات التدخين، والإجهاد، والأدوية، والاكتئاب، والأطعمة فائقة المعالجة.
* الأطعمة فائقة المعالجة وداء الأمعاء الالتهابي
وجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يكون عاملا بيئيا يرتبط بزيادة في مخاطر الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة المخبوزات المعبأة، والوجبات الخفيفة، والمشروبات الغازية، والحبوب السكرية، والوجبات الجاهزة التي تحتوي على إضافات غذائية، واللحوم والأسماك التي أعيد تكوينها.ومن أجل استكشاف وجود علاقة ما بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وداء الالتهاب المعوي، قام فريق دولي من الباحثين بجمع معلومات غذائية مفصلة شملت أكثر من 116 ألف شخص من البالغين الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و70 سنة، ويعيشون في 21 دولة منخفضة ومتوسطة وعالية الدخل، الذين كانوا يشاركون في دراسة الأوبئة الريفية الحضرية المحتملة التي يطلق عليها اختصارا PURE.
وخلال فترة الدراسة أصيب 90 شخصا بداء كرون، و377 شخصا بالتهاب القولون التقرحي، وبعد أخذ العوامل الأخرى المؤثرة في عين الاعتبار، خلص الباحثون إلى نتيجة مفادها أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة كان مرتبطا بزيادة مخاطر التعرض لداء التهاب الأمعاء، فعلى سبيل المثال، سجل المشرفون على الدراسة زيادة بنسبة 82 في المئة في خطر التعرض لداء التهاب الأمعاء بين أولئك الذين استهلكوا 5 حصص أو أكثر يوميا من الأطعمة فائقة المعالجة.
في المقابل لم يرتبط تناول اللحوم الحمراء والبيضاء غير المصنعة ومنتجات الألبان والنشاء والفواكه والخضروات والبقوليات، بداء التهاب الأمعاء، ونظرا لعدم ارتباط الأطعمة الأخيرة بتطور داء التهاب الأمعاء، فإن هذا يعني أن الطعام نفسه قد لا يكون المسؤول، بل طريقة ودرجة معالجته.
لا شك في أن نتائج الدراسة التي خلص إليها العلماء تدعم الفرضية القائلة بأن تناول الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يكون عاملا بيئيا يشجع على زيادة مخاطر التعرض لداء الأمعاء الالتهابي، ومع ذلك فإنه لا يمكن إيجاد علاقة سببية لأن الدراسة قامت على الملاحظة، وأتت نتائجها بناء على المعلومات التي باح بها المشاركون ذاتيا من دون الأخذ بعين الاعتبار التغيرات الغذائية بمرور الوقت، ناهيكم عن عوامل أخرى ربما لم يأخذها الباحثون في الحسبان والتي يمكن أن تؤثر بدورها على النتائج التي توصلوا إليها، الأمر الذي يتطلب إجراء المزيد من الدراسات لرصد العوامل المساهمة المحتملة.
* ملاحظات أخرى يمكن استخلاصها من دراسة pure
- على الرغم من النتائج التي أفضت إليها الدراسة فإنه من غير الواضح بعد ما إذا كان استبعاد الأطعمة فائقة المعالجة من قائمة وجبات مرضى داء التهاب الأمعاء مفيدا لهم، من هنا الحاجة إلى سبر هذا المسار لوضع النقاط على الحروف.
- كشفت الدراسة أن أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا كانت من بين أعلى المناطق التي يستهلك سكانها الأطعمة فائقة المعالجة، بالمقارنة من مناطق أخرى من العالم.
- احتلت أميركا الجنوبية المرتبة الأولى في استهلاك الأطعمة المحلاة المكررة، تليها منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
- شهدت الصين أعلى نسبة استهلاك للصوديوم.
- أوضحت الدراسة أن المجموعات الفرعية للأطعمة فائقة المعالجة مثل الوجبات المالحة، والمشروبات الغازية، واللحوم المصنعة، والأطعمة المحلاة المكررة، ارتبطت بأعلى خطر للإصابة بداء التهاب الأمعاء.
* هل يمكن الوقاية من داء الأمعاء الالتهابي؟
لا يوجد أي شيء يمكن عمله للوقاية من داء الأمعاء الالتهابي، إلا أن أحداث بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة يساعد في التحكم في أعراض المرض، ما يجعل نوباته أخف وطأة وأقل حدة وشدة، وتضم هذه:- تناول وجبات صغيرة كل ساعتين إلى 4 ساعات.
- غبعاد الأطعمة والأشربة التي تثير نوبات داء الأمعاء الالتهابي.
- الحد من المشروبات المنبهة والغازية.
- الامتناع عن المشروبات الكحولية.
- الحصول على قسط وافر من النوم.
- ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة.
- إدارة التوتر، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء واليوغا.
- شرب المزيد من الماء لمنع التعرض إلى الجفاف.
- هجر التدخين.
* لا تنسَ
قد يظن بعضهم، إن لم نقل الكل، أن الأطعمة فائقة المعالجة تضر بالأمعاء فقط، فهناك دراسات أشارت اليها بأصابع الاتهام على أنها تقف وراء حزمة من المشاكل الصحية، فهي تعصف بصحة القلب، وتقصف العمر، وتسبب السمنة، وتساهم في اندلاع بعض أنواع السرطان، وترفع ضغط الدم، وتثير اضطرابات استقلابية مشبوهة وغيرها، وسجلت العقود الأخيرة زيادة فاحشة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، خاصة عند صغار السن، وهنا تكمن المصيبة، ولا شك في أن التسويق المكثف لتلك الأطعمة فائقة المعالجة جعلها حاضرة في الأذهان إلى درجة أن الناس ينجذبون إليها من دون الوعي بأنها غير صحية، نعم إنها ليست صحية، وكيف تكون كذلك ما دامت تعج بالدهون والسكر والملح، إلى جانب إضافات مثيرة للجدل، ومن هنا فعلى كل شخص أن يبتعد عنها الآن وقبل فوات الأوان.
المصادر:
PURE Study Points Finger at Processed, Fatty Foods in IBD
Inflammatory Bowel Disease (IBD) | CDC
Inflammatory Bowel Disease: Symptoms, Treatment & Diagnosis