مرض كرون، أو داء كرون، هو مرض مناعي يصيب الجهاز الهضمي، وهو أحد أمراض الالتهابات المزمنة في الجهاز الهضمي، ويسبب هجمات من ألم البطن، والإمساك، والإسهال، وارتفاع الحرارة، وانسداد الأمعاء أو تشكل نواسير (وَصلات وقَنوات) داخلية وخارجية أحيانًا.
يعالَج هذا المرض حاليًّا بالحمية المناسبة، والأدوية المضادة للالتهابات، مثل مشتقات الكورتيزون، والسلفاسالازين، ومثبطات المناعة، والمضادات الحيوية حسب اللزوم. وقد يَخضَع المريض لعمليات جراحية لإزالة انسداد الأمعاء وعلاج النواسير إن وجِدت.
فهل حدثَت تطورات جديدة مهمة في علاج هذا المرض الهضمي المزمن؟
1 – دواء أوباداسيتينيب Upadacitinib
ربما كانت أهم التطورات الجديدة في هذا المجال هي موافقة هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية مؤخرًا على استخدام دواء أوباداسيتينيب (رينفوك Rinvoq) في علاج داء كرون، وهذا الدواء هو الأول من نوع الأدوية المناعية المضادة نوعيًّا التي تسمّى JAK inhibitors التي ثبتَ نجاحها من قَبل في علاج الروماتيزم، والصَّدَفية، والتهاب القولون التقرّحي وغيرها من الأمراض المناعية.
يُؤخَذ الدواء الجديد عن طريق الفم، وله أعراض جانبية قليلة. ولا يُنصَح باستخدامه إلا عندما لا تنجَح العلاجات المعتمَدة في ضبط المرض، أي أنه الخطّ الثاني في العلاج. وقد أثبتَت دراسات على 1523 مريضًا من المصابين بداء كرون نجاعَة هذا الدواء الجديد في تحسين الأعراض السريرية، والاستجابة الجيدة حسب نتائج التنظير الهضمي.
2 – فيدوليزوماب Vedolizumab
أظهرت الدراسات أيضًا فعالية الدواء المناعي فيدوليزوماب Vedolizumab (إنتيفيو Entyvio) المضاد لجزيئاتٍ تسبب الالتصاقات في علاج داء كرون والتهاب القولون التقرّحي.
3 – تغيرات النوم والتنفس والمشي قد تُنذر بحدوث هجمة من داء كرون
أظهرت دراسة جديدة على 125 مريضًا بداء كرون أن ظهور اضطرابات جديدة في نمَط النوم، مثل الاستيقاظ في الليل، وارتفاع معدل التنفس، وبطء خطوة المشي، ربما تُنذر بقُرب حدوث هجمة جديدة من داء كرون. أمكَن تسجيل هذه التغيرات بوَضع حسّاسات إلكترونية في المنزل، وكان التوقّع صحيحًا بنسبة 80 بالمئة من الحالات. كما أمكَن التوقّع بحدوث هجمة عن طريق حسّاسات تقيس نسبة CRP، و TNF، و Interleukin-6 في العَرَق.
4 – دهون الأمعاء ربما تسبّب تضيقات الأمعاء في داء كرون
من المعروف أن الدهون المحيطة بالأمعاء الدقيقة تقترب أكثر نحو جدار الأمعاء الدقيقة وتحيط بها أحيانًا في داء كرون، وكان يعتقد أن هذه الظاهرة هي من نتائج داء كرون، ولكن دراسات جديدة أظهرت أن هذه الدهون الحشوية ربما تفرز حموضًا دهنية تؤدي إلى حدوث التضيقات والانسدادات المعروفة في داء كرون. وقد ثبتَت هذه الملاحظة في دراسة تمّت على نماذج في حيوانات التجربة، وأمكَن مَنع حدوث التضيقات والانسدادات في الأمعاء بإعطاء أدوية تمنَع تأثير الحموض الدهنية على الأمعاء، وربما يكون هذا أساسًا لتطوير أدوية جديدة في المستقبل.
5 – كثير من الأطفال المصابين بداء كرون يأخذون أدوية غير مناسبة
أظهرَت دراسة أمريكية على نحو 700 طفل مصاب بداء كرون أن أكثر من ربع الأطفال المصابين يأخذون أدوية غير مناسبة لهم، مثل السلفاسالازين، الذي يفيد في حالات التهاب القولون التقرحي، ولكنه لا يفيدهم عند إصابتهم بداء كرون.
6 – هناك ارتباط بين الإكزيما الجلدية والإصابة بالأمراض الهضمية الالتهابية
بعد دراسة حالة 2.2 مليون طفل، و 3.3 مليون بالغ، يبدو أن المصابين بأمراض الحساسية الجلدية، مثل الإكزيما لديهم احتمال أكبر بمقدار الضعف للإصابة بداء كرون والتهاب القولون التقرحي، خاصة عند الأطفال. وارتبطَت شدة الإصابة الجلدية أيضًا بزيادة احتمال الإصابة بالأمراض الهضمية الالتهابية. وهذا يعني ضرورة انتباه الأطباء أكثر بمتابعة حالة الجهاز الهضمي عند المصابين بأمراض الحساسية الجلدية.
المصادر:
Recent Developments in Crohn's Disease | MedPage Today
A Close Look at the Data Backing Upadacitinib's Approval in Crohn's | MedPage Today