صحــــتك

تطورات جديدة واعدة في علاج مرض كرون

تطورات جديدة واعدة في علاج مرض كرون

مرض كرون أو داء كرون هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز الهضمي، وهو من أمراض المناعة الذاتية. وقد ساعدت التطورات الأخيرة في علاج مرض كرون على تحديد الوقت المناسب لتكثيف العلاج للمرضى، كما أنها قدّمت خيارات علاجية جديدة، واقترحت استراتيجيات أفضل للمرضى الذين يفقدون الاستجابة للعلاج، فما هي أحدث التطورات في علاج مرض كرون ؟

العلاج التنازلي يفوق العلاج التدريجي لمرض كرون

أظهرت تجربة سريرية تسمّى PROFILE أن العلاج المُبكر والمُكثَّف "التنازلي" للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بمرض كرون يتفوَّق على العلاج التقليدي "التدريجي أو التصاعدي"، ودعا الباحثون في الدراسة إلى اعتماد هذا النهج في علاج معظم المرضى.

شمَلت الدراسة 386 مريضًا تم تقسيمهم عشوائيًا إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: شملت المرضى الذين خضعوا للعلاج التنازلي باستخدام أدوية مثبطات عامل نخر الورم (TNF) ومثبطات المناعة.
  • المجموعة الثانية: شملت المرضى الذين خضعوا للعلاج التدريجي باستخدام العلاجات التقليدية والستيرويدات.

وبعد 48 أسبوعًا، أظهرت النتائج فعالية استثنائية للعلاج التنازلي، فقد بلغ معدل تهدئة المرض بدون الحاجة إلى الستيرويدات أو الجراحة في المجموعة الأولى 79%، بينما بلغ المعدل 15% فقط في المجموعة الثانية.

وأفاد الباحثون في مجلة لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد العلمية، بأن العلاج التنازلي قد أدى إلى حدوث آثار جانبية أقل مقارنة بالعلاج التدريجي، بما في ذلك حدوث نوبات زيادة المرض (168 مقابل 315 حالة)، وحدوث أعراض جانبية خطيرة (15 مقابل 42 حالة)، وحدوث مضاعفات تتطلّب الجراحة (حالة واحدة مقابل 10 حالات).

ونظراً لأن معظم المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا يستوفون المعايير المُدرَجة في التجربة، بما في ذلك وجود أعراض نشطة، وارتفاع مستوى البروتين سي- التفاعلي أو بروتين الكالبروتكتين، والتهاب القولون، أوصَى مؤلفو الدراسة باعتماد العلاج التنازلي كمعيار للرعاية لمعظم مرضى كرون في أقرب وقت ممكن بعد التشخيص.

الموافقة على بديل حيوي لدواء ستيلارا المستخدم في علاج مرض كرون

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على دواء وزلانا (Wezlana) الجديد في علاج مرض كرون. وهو بديل حيوي لدواء يوستكينيوماب (ستيلارا) لعلاج الصدفية اللويحية، والتهاب المفاصل الصدفي، ومرض كرون المعتدل إلى الشديد لدى البالغين والأطفال بعمر 6 سنوات فما فوق، ولكن لم توافق بعد على استخدامهما لعلاج اضطرابات الأمعاء لدى الأطفال.

تحتوي النشرات المرفقة لكلا الدواءين على نفس التحذيرات، بما في ذلك زيادة خطورة انتقال العدوى. ولكن هذا الدواء الجديد لن يكون متاحًا في الصيدليات حتى عام 2025، وذلك وفقًا للاتفاق الذي أبرمته شركة أمجن (Amgen)، الشركة المصنعة لدواء وزلانا، وشركة جونسون آند جونسون، الشركة المصنعة لـدواء ستيلارا (Stelara).

بيانات واعدة لزيادة جرعة CT-P13 في علاج مرض كرون

أظهرت البيانات المقدَّمة في مؤتمر كرون والتهاب القولون نتائج واعدة لزيادة جرعة CT-P13، وهو بديل حيوي لدواء إنفليكسيماب (ريميكاد)، في علاج مرضى داء الأمعاء الالتهابي (IBD) الذين فقدوا الاستجابة بعد تلقيهم العلاج التحريضي بـدواء إنفليكسيماب (infliximab)، فقد أدت زيادة الجرعة إلى تحسّن الاستجابة السريرية وإلى تهدئة المرض (خمود المرض).

وأوضح الباحثون إلى أن زيادة جرعة إنفليكسيماب عن طريق الحقن الوريدي هو خيار متاح للمرضى الذين يفقدون الاستجابة للعلاج التحريضي، ولكن هناك بيانات محدودة حول زيادة جرعة CT-P13 تحت الجلد لدى مرضى التهاب الأمعاء. ولذلك قاموا بإجراء تحليل لاحق لدراستي LIBERTY-UC وLIBERTY-C، وهما تجربتان سريريتان عشوائيتان، لتقييم فعالية عقار CT-P13 كعلاج وقائي لمرضى التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.

تلقى المشاركون إما حقن CT-P13 تحت الجلد بجرعة 120 ملغ، وإما دواء وهميًا كعلاج وقائي بدءًا من الأسبوع العاشر بعد تلقيهم العلاج التحريضي، ثم جرعة كل أسبوعين. وفي الأسبوع الثاني والعشرين، أتيح للمرضى الذين استجابوا للعلاج في البداية ولكنهم فقدوا الاستجابة لاحقًا إمكانية زيادة جرعة CT-P13 إلى 240 ملغ. ومن بين 231 مريضًا بداء كرون شاركوا في التجربة، قام 16.9% منهم بزيادة جرعة CT-P13، وكانت النتائج كما يلي:

  • بلغ معدل الاستجابة السريرية 61.5%.
  • بلغ معدل الهدوء السريري للمرض 53.8%.
  • أظهر 28.2% منهم استجابة للتنظير الداخلي، إذ بلغ معدل هدوء المرض لديهم 12.8%، ومعدل هدوء المرض بدون استخدام الستيرويدات القشرية (الكورتيكوستيرويدات) 31.8%.

ولم تُسجَّل أي مخاوف جديدة تتعلق بالسلامة خلال الدراسة.

دواء سكايريزي يُظهر فعالية تفوق دواء ستيلارا في علاج مرض كرون الذي تم علاجه مسبقًا

وفقًا لبيانات التجربة السريرية SEQUENCE التي تم عرضها في مؤتمر المنظمة الأوروبية لمرض كرون والتهاب القولون، أظهر البالغون المصابون بمرض كرون الذين فشل علاجهم باستخدام مثبطات عامل نخر الورم (TNF)، استجابة أفضل عندما استخدموا دواء ريسانكيزوماب (سكايريزي) مقارنةً بدواء أوستيكينوماب (ستيلارا).

شمَلت التجربة 527 مريضًا بالغًا مصابًا بمرض كرون أظهروا استجابة غير كافية لعلاج واحد على الأقل من مثبطات عامل نخر الورم في السابق، وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: تلقت جرعة 600 ملغ من عقار ريسانكيزوماب عبر الوريد في الأسابيع 0 و4 و8، يليها جرعة 360 ملغ من ريسانكيزوماب تحت الجلد كل 8 أسابيع وحتى الأسبوع 48.
  • المجموعة الثانية: تلقت جرعة أولية من عقار أوستيكينوماب عبر الوريد حسب وزنهم، ثم جرعة 90 ملغ من أوستيكينوماب تحت الجلد كل 8 أسابيع.

وأظهرت النتائج ما يلي:

  • في الأسبوع 24، حدث هدوء المرض عند 59.6% من المرضى الذين تلقوا ريسانكيزوماب مقابل 42.6% من المرضى الذين تلقوا أوستيكينوماب.
  • كانت معدلات تهدئة المرض في الأسبوع 48 متشابهة.
  • كانت معدلات الاستجابة السريرية للمرضى الذين تلقوا عقار ريسانكيزوماب أفضل بشكل ملحوظ في الأسبوع 24 (69.8% مقابل 54.3%) والأسبوع 48 (67.5% مقابل 46.8%).

يُذكر أن ريسانكيزوماب (risankizumab) هو مثبط لإنترلوكين IL-23 p19، وقد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج البالغين المصابين بمرض كرون المعتدل إلى الشديد في يونيو 2022. وأوستيكينوماب (ustekinumab) هو مثبط لإنترلوكين IL-12/23 p40، وقد تمت الموافقة عليه في عام 2016 لعلاج البالغين المصابين بمرض كرون المعتدل إلى الشديد أيضًا.

مثبطات عامل نخر الورم تقلل من خطر إصابة الأطفال بالناسور الشرجي 

أظهر تحليل لاحق لدراسة رصدية عُرِضت في مؤتمر كرون والتهاب القولون، أن العلاج المبكر باستخدام مثبطات عامل نخر الورم (TNF) يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالناسور الشرجي (حول فتحة الشرج) لدى الأطفال والمراهقين المصابين بمرض كرون.

حلّل الباحثون بيانات 447 مريضًا تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات علاجية:

  • المجموعة الأولى: شملت المرضى الذين لا يتلقون أي أدوية مثبطة للمناعة.
  • المجموعة الثانية: شملت المرضى الذين يتلقون مثبطات المناعة، مثل الثيوبيورين أو الميثوتريكسات، ولكن بدون العلاج باستخدام مثبطات عامل نخر الورم.
  • المجموعة الثالثة: شملت المرضى الذين يتلقون مثبطات عامل نخر الورم مع أو بدون مثبطات المناعة أو أدوية أخرى.

وأظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 78% في خطر الإصابة بالناسور الشرجي لدى المرضى الذين يتلقون علاجًا باستخدام مثبطات عامل نخر الورم بالمقارنة مع الذين يتلقون مثبطات المناعة، وانخفاض بنسبة 83% بالمقارنة مع الذين لا يتلقون أي أدوية مثبطة للمناعة.

يصيب الناسور الشرجي حوالي 30% من الأطفال خلال 6 سنوات من تشخيص إصابتهم بمرض كرون، وأشار الباحثون إلى أنه يصعب علاجه، وغالبًا ما يتكرر، وأضافوا أن الوقاية منه ستوفر تكلفة العلاج وتحسن جودة حياة الأطفال.

آخر تعديل بتاريخ
17 أبريل 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.