صحــــتك

الكوليسترول وصحة المرأة

الكوليسترول وصحة المرأة

نسمع كثيراً عن الكوليسترول والدهون الثلاثية، ونربطها عادة بالأطعمة غير الصحية، ولكن الحقيقة أن بعض الأطعمة التي تبدو صحية قد تسهم في زيادة مستويات الكولسترول إن احتوت على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة والسكر المكرر.

تكون الكثير من النساء عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول، ولا تدرك معظمهن ذلك، حيث وجدت دراسة أن نسبة الكوليسترول لدى 45% من النساء فوق سن الـ20 تصل إلى 200 ملغم/ديسلتر أو أكثر، وذلك يعني أنها مرتفعة. فما تأثيرات الكوليسترول؟ وهل يؤثر على النساء بشكل مختلف؟ لنتعرف على هذا كله، ولكن أولاً:

ما الكوليسترول؟

نعرف جميعاً أن ارتفاع مستويات الكوليسترول مضر بالصحة، ولكن هل نعرف ما الكوليسترول؟ ومن أين يأتي؟ وهل كله مضر؟

يُعرف الكوليسترول بأنه مادة دهنية توجد في جميع الخلايا عند الحيوانات لأنه ضروري لنشاطها الحيوي الطبيعي عند الحيوانات، ولكن جميع الخلايا النباتية لا تحتاج إليه ولا تصنعه، والنباتات لا تحتوي على الكوليسترول. وهو موجود بشكل طبيعي في خلايا أجسامنا، ويتم إنتاجه إما في داخل الجسم، أو بالحصول عليه جاهزاً مع الطعام. يحتاج جسم  الإنسان إلى الكوليسترول لإنتاج هرمونات ضرورية مثل الأستروجين والبروجسترون، بالإضافة إلى الفيتامين د، وهو ضروري أيضاً لإنتاج الأحماض الصفراوية في الكبد، والتي تساعد على امتصاص الدهون أثناء عملية الهضم.

يشير ما سبق إلى أن الكوليسترول ضروري للإنسان الطبيعي، ولكنْ هناك نوعان من الكوليسترول، أحدهما جيد والآخر سيء. وقد يؤدي ارتفاع نسبة الكوليسترول السيء إلى ترسبه في شرايين الجسم، وتُعرف هذه الترسبات باللويحات التي تسبب تصلب جدران الشرايين، وهي أحد أبرز أسباب الجلطات وسكتات الدماغ وغيرها من المشكلات الوعائية.

يشمل معدل الكوليسترول الكلي عدة عناصر هي:

  • البروتين الدهني المنخفض الكثافة، ويُعرف هذا بالكوليسترول السيء، ويؤثر بشكل مباشر في تكون اللويحات في الشرايين.
  • البروتين الدهني ذو الكثافة المنخفضة جداً، وهذا النوع هو من بوادر البروتين الدهني منخفض الكثافة، أي أنه يدخل في تركيبه.
  • البروتين الدهني العالي الكثافة، وهو الكوليسترول الجيد. يعتقد الخبراء أن وجود نسبة من هذا النوع تصل إلى 50 ملغم/ديسلتر تسهم في خفض مستويات الكوليسترول السيء.

يلتصق الكوليسترول السيء على جدران الشرايين، ويدخل إليها، مما يحفز استجابة التهابية تؤدي إلى تشكل لويحات، وتؤدي هذه اللويحات إلى تصلب الشرايين وإضعاف قدرتها على التمدد، والذي يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى بعض أعضاء الجسم الأساسية مثل القلب، كما يرفع ضغط الدم، وقد تنفصل أجزاء من هذه اللويحات، أو تتمزق، وتسبب تشكل الجلطات الدموية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية. قد يبدأ تراكم الكوليسترول هذا في سن الـ20.

ماذا عن الدهون الثلاثية؟

الدهون الثلاثية هي نوع آخر من الدهون يوجد في الدم، وتتكون هذه الدهون عندما يحول الجسم السعرات الحرارية الفائضة عن حاجته إلى دهون لحفظها في أنسجة الجسم، وقد يسهم ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية أيضاً في تشكل اللويحات. يزيد ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الجسم من خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء أكثر من تأثيره على الرجال.

ما مستويات الكوليسترول الطبيعية؟

يتم قياس مستويات الكوليسترول عبر فحص دم يُجرى في المختبر، ويقاس بوحدة الملليغرام لكل ديسلتر (ملغم/ديسلتر). ينصح بأن تكون مستويات الكوليسترول السيء أقل من 70 ملغم/ديسلتر عند مرضى الذبحة الصدرية والسكري، بينما ينصح أن تكون مستويات الكوليسترول الجيد أكثر من 50 ملغم/ديسلتر، وألا تتجاوز مستويات الدهون الثلاثية حاجز الـ150 ملغم/ديسلتر، وأما بالنسبة لمستوى الكوليسترول الكلي فيجب أن يكون أقل من 200 ملغم/ديسلتر. يفضل مراجعة الطبيب لإجراء الفحص والحصول على تقرير ونصائح مفصلة حول النتيجة.

لم يؤثر الكوليسترول بشكل مختلف بالنساء؟

تملك النساء بشكل عام مستويات أعلى من الكوليسترول الجيد مقارنة بالرجال، وذلك بسبب هرمون الأستروجين ، ولكن تنخفض مستويات هذا الهرمون بعد انقطاع الطمث، وهذا يؤدي إلى تغيرات أيضاً في مستويات الكوليسترول، حيث تبدأ مستويات الكوليسترول الجيد بالانخفاض، بينما ترتفع مستويات الكوليسترول السيء، وهذا يفسر لماذا تعاني النساء اللاتي كن يمتلكن مستويات جيدة من الكوليسترول قبل انقطاع الطمث من مشكلات ارتفاع الكوليسترول بعد انقطاع الطمث. تلعب أيضاً عوامل أخرى مثل الوراثة وأسلوب الحياة دوراً في ارتفاع الكوليسترول.

كيف نسيطر على مستويات الكوليسترول؟

يمكن السيطرة على مستويات الكوليسترول بخفضه أو منعه من الارتفاع من خلال تناول النظام الغذائي المناسب، أو تطبيق بعض التغييرات في أسلوب الحياة، مثل الرياضة. قد يصف لنا الطبيب بعض الأدوية إذا كنا نعاني من ارتفاع الكوليسترول أو من خطر ارتفاعه، ويعتمد قرار الطبيب على خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والسكتة وغيرها من العوامل، ولهذا يجب مراجعة الطبيب لإجراء فحص الكوليسترول وتقييم المخاطر.

يُعد النظامُ الغذائي وأسلوبُ الحياة الصحيان عامليْن مهمين للسيطرة على مستويات الكوليسترول حتى عند النساء اللواتي نصحهن الطبيب بأخذ أدوية لخفض الكوليسترول، فهي تزيد من فعالية الأدوية. من أبرز الخيارات الصحية لخفض الكوليسترول ما يلي:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تجنب التدخين.
  • ممارسة الرياضة 3 أيام في الأسبوع على الأقل، ولمدة نصف ساعة على الأقل في كل يوم منها. أو المشي قليلاً بعد الوجبة الرئيسية.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على القدر الكافي من الخضار، ومصادر البروتين الصحية كالدجاج والسمك، ونسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان مثل الفاصوليا والشوفان، حيث تسهم هذه في خفض مستويات الكوليسترول السيء.
  • تجنب المشروبات والعصائر المحتوية على السكر المضاف، وتناول الماء والفواكه والمشروبات غير المحلاة بدلاً منها.
  • قلل من تناول الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات البسيطة كالمنتجات المخبوزة والحلويات.
  • استخدم زيت الزيتون بدلاً من مصادر أخرى للدهون كالزبدة، واستخدم البهارات بدلاً من الملح.
  • احصل على الدهون من مصادر تحتوي على دهون أحادية غير مشبّعة، كزيت الزيتون والمكسرات، والأسماك الدهنية كالسلمون، فقد تسهم هذه في خفض مستويات الكوليسترول السيء، وخصوصاً إن تم إدماجها في النظام الغذائي بدلاً من مصادر للدهون المشبعة.

المصدر:

https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/why-cholesterol-matters-for-women

آخر تعديل بتاريخ
22 مارس 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.