صحــــتك

أدوية الستاتينات هل نحتاجها للوقاية فعلا؟

الصورة
الدكتور عامر شيخوني
هل خافضات الكوليسترول تسبب التصلب الجانبي الضموري؟
هل نحتاج دائمًا إلى تناول أحد أدوية الستاتينات لتخفيض الكوليسترول؟

نُشرت كثير من الدراسات على مدى أكثر من ثلاثة عقود مضت بشأن وجود علاقة مهمة بين ارتفاع الكوليسترول في الدم وحدوث مرض تصلب الشرايين، وهو المرض القاتل الأول عند الإنسان الآن بسبب ما ينتج عنه من أزمات قلبية وسكتات دماغية ... وقد أوصت الجمعيات والهيئات الصحية في أكثر دول العالم بضرورة تخفيض الكوليسترول إذا كانت مستوياته عالية، خاصة إذا وجد لدى هؤلاء الأشخاص عوامل خطورة إضافية لإصابتهم بمرض تصلب الشرايين ونتائجه.

يقوم الأطباء باستخدام حاسبات معينة لتقدير احتمال إصابة شخص ما بمرض تصلب الشرايين على مدى عشر سنوات قادمة، وقد صدرت بعض هذه الحاسبات في الإنترنت. استند تصميم هذه الحاسبات على دراسات علمية إحصائية سابقة، وتبنت نتائجها جمعية القلب الأمريكية AHA، فأصدرت توصيتها سنة 2013 بأن كل شخص لديه احتمال خطورة الإصابة بمرض تصلب الشرايين أكثر من 7.5 بالمئة على مدى عشر سنوات تالية من الأفضل أن يتناول أحد أدوية الستاتينات التي تخفض مستوى الكوليسترول في الدم، مثل أتورفاستاتين أو سيمفاستاتين.

 

حسب هذه التوصية السارية حاليًّا، فإن نحو 8 بالمئة من الأمريكيين (أي نحو 45.4 مليون شخص) يفضل أن يأخذوا أحد أدوية الستاتينات على الأقل. قامت دراسة حديثة بإعادة النظر في دقة هذه الحسابات، ونُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA على الإنترنت بتاريخ 10 يونيو 2024.

كيف أجريت الدراسة الجديدة عن حساب احتمال الإصابة بمرض تصلب الشرايين؟

قام باحثون من جامعة بيتسبرغ الأمريكية بالتعاون مع باحثين من جامعات أخرى في بوسطن وميشيغان في أمريكا بدراسة بيانات 3785 شخصًا سليمًا من غير المصابين بمرض تصلب الشرايين، تراوحت أعمارهم بين 40 إلى 75 سنة، ويمثّلون مختلف شرائح المجتمع الأمريكي. قام الباحثون بقياس احتمال إصابة المشاركين بتصلب الشرايين على مدى عشر سنوات تالية وفق حاسبة جمعية القلب الأمريكية AHA سنة 2013، ومقارنتها بنتائج احتمال إصابتهم بهذا المرض وفق حاسبة جديدة تم تصميمها سنة 2023 استندت إلى دراسات جديدة.

 

كما وتم فيها حذف تأثير عامل الانتساب إلى عِرق معين من السكان، وإضافة عوامل أخرى جديدة تتعلق بالسمنة والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي وعمل الكلية واستخدام أدوية الستاتينات بالتحديد. أُجريت الدراسة في الفترة من 2017 حتى 2020، وأُجري التحليل الإحصائي في الفترة من 27 ديسمبر 2023 حتى 31 يناير 2024.

 

ما هي نتائج حساب ضرورة تناول أحد أدوية الستاتينات وقائيًّا؟

كانت نتائج التحليل الإحصائي المقارن في هذه الدراسة الجديدة عن حساب احتمال الإصابة بمرض تصلب الشرايين وضرورة تناول أحد أدوية الستاتينات أم لا وفق ما يلي:

1 – وفق حساب جمعية القلب الأمريكية لسنة 2013، كان متوسط احتمال الإصابة خلال عشر سنوات هو 8 بالمئة من السكان، بينما بلغ هذا الاحتمال وفق الدراسة الجديدة 4.3 بالمئة فقط.
 

2 – كان احتمال الإصابة بشكل عام أقل في الحاسبة الجديدة منه في الحاسبة السابقة لدى جميع الفئات العمرية، والجنس، والأعراق المختلفة.
 

3 – استخدام الطريقة الجديدة في حساب احتمال الإصابة بمرض تصلب الشرايين على مدى عشر سنوات تالية يمكن أن يخفض عدد الأشخاص البالغين الذين يحتاجون إلى تناول أحد أدوية الستاتينات من 45.4 مليون أمريكي إلى 28.3 مليون. أي أن نحو 17.3 مليون أمريكي لا يحتاجون إلى توصيتهم بتناول أحد أدوية الستاتينات للوقاية من الإصابة بمرض تصلب الشرايين على مدى عشر سنوات تالية. وأن نحو 4.1 مليون شخص بالغ ممن يأخذون أحد أدوية الستاتينات في أمريكا حاليًّا لا يحتاجون إلى ذلك.
 

4 – أظهَرت الدراسة أن نحو 15.8 مليون أمريكي ممّن توصي الدراسة الجديدة بفائدة تناولهم أحد أدوية الستاتينات لوقايتهم من الإصابة بمرض تصلب الشرايين على مدى عشر سنوات تالية، لا يأخذون أيًّا من هذه الأدوية.
 

5 – ظهَر في هذه الدراسة أن التقدم في العمر بعد سنة السبعين هو أقوى عوامل خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين.
 

قبل تطبيق هذه الحسابات الجديدة، يجب أن تتبناها الجمعيات والهيئات الطبية الأمريكية وتُدخِلها في لائحة توصياتها في إجراءات الوقاية والعلاج. ولا ريب أن استخدام الحاسبات الطبية لا يحل محل المعرفة والخبرة العملية للطبيب الممارس، ولكنها أدوات مساعِدة في اتخاذ القرار المناسب لكل مريض، لأن هناك عوامل كثيرة تتداخل في حدوث مرض تصلب الشرايين وتأثيره على سلامة القلب والدماغ والعين والكلية ... وإن استخدام أحد أدوية الستاتينات هو عامل واحد فقط من عوامل كثيرة تتداخل في هذا المرض. كما أن الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار أهمية الغذاء والرياضة وتغيير نمط الحياة في الوقاية من مرض شرايين القلب والدماغ. 

آخر تعديل بتاريخ
14 يونيو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.