من الناحية الطبية، يعني انقطاع الطمث عدم وجود دورة شهرية لمدة 12 شهراً متتالياً على الأقل. ومع ذلك، فإن الانتقال من وجود دورات شهرية منتظمة أو غير منتظمة إلى عدم وجود دورات شهرية على الإطلاق قد يستغرق وقتاً أطول بكثير من عام واحد، وبالنسبة لبعض النساء، قد تمتد هذه الفترة إلى 8 سنوات أو أكثر. إذاً، ما هي العوامل التي تؤثر على متى سيبدأ هذا التحول؟ هل يمكنك فعل أي شيء للتغيير عند بدء انقطاع الطمث؟
وفي حين أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في تحديد العمر الذي يبدأ فيه انقطاع الدورة الشهرية، يعتقد العلماء أن نظامكِ الغذائي وعادات ممارسة الرياضة، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، وعوامل نمط الحياة الأخرى قد تكون مؤثّرة أيضاً.
متى يبدأ انقطاع الطمث عند معظم السيدات؟
هناك مجال واسع من الوقت عندما يتعلق الأمر بانقطاع الطمث الطبيعي ومقدمات انقطاع الطمث، إذ يقول المتخصصون في مجال الصحة إنه يمكن أن يبدأ في الأربعينيات من العمر، لكن متوسط العمر في الولايات المتحدة مثلاً هو 51 عاماً.
وقد يؤثر تاريخ عائلتك وعِرقك على المعدل العام. على سبيل المثال، تُظهِر الدراسات أن النساء ذوات البشرة السوداء واللاتينيات غالباً ما يبدأ لديهن انقطاع الطمث قبل عامَين تقريباً من النساء البيض والآسيويات.
هل يمكنك فعل شيء لتأخير انقطاع الطمث؟
إذا كنتِ تقتربين من العمر الذي تتوقّعين فيه انتهاء الدورة الشهرية، يعتقد الباحثون أنه ربما لا يوجد الكثير مما يمكنك فعله لتغيير هذا التوقيت. ولكن على مدار العمر، قد تساهم عدة عوامل في انقطاع الطمث الطبيعي لاحقاً. وعلى الرغم من أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول العادات والصفات التي تطيل الحياة الإنجابية، فإن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر، ومنها:
تاريخ الحمل والرضاعة
إذا كنت ترضعين أطفالك رضاعة طبيعية لمدة سبعة إلى اثني عشر شهراً خلال فترة طفولتهم، فقد انخفض احتمال بدء انقطاع الطمث لديكِ قبل سن 45 عاماً.
وقد قامت دراسة حديثة بتحليل تاريخ الحمل والرضاعة الطبيعية لأكثر من 100000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و42 عاماً، وعند تعديل مدة الرضاعة الطبيعية، وجَد الباحثون أن الحمل لمرة واحدة يقلل من خطر انقطاع الطمث المبكر بنسبة 8%، والحمل مرتَين بنسبة 16%، والحمل الثالث بنسبة 22%. كما أن الرضاعة الطبيعية لمدة 25 شهراً مجتمعة تقلل من انقطاع الطمث المبكر بنسبة 27% مقارنة بالنساء اللاتي يرضعن أقل من شهر.
حبوب منع الحمل
تشير الدراسات إلى أن استخدام حبوب منع الحمل خلال سنوات الإنجاب يرتبط بتأخير انقطاع الطمث، خاصة بالنسبة للنساء ذوات البشرة السوداء. لكن يجب إجراء المزيد من الأبحاث لفهم سبب تأخير حبوب منع الحمل لانقطاع الطمث.
ويرى بعض الباحثين أنه من خلال منع إطلاق البويضات، تعمل حبوب منع الحمل على إطالة الحياة الإنجابية، لأن انقطاع الطمث يبدأ بمجرد استنفاد مخزون البويضات. ويقول باحثون آخرون إن عدد البويضات ليس هو ما يؤدي إلى انقطاع الطمث، بل عمل جُريبات المبيض.
المستوى التعليمي
وفقا لإحدى الدراسات التي شملت ما يقرب من 2200 امرأة، فإن النساء المتعلمات يصلن إلى سن انقطاع الدورة الشهرية في وقت متأخر من الحياة مقارنة بالنساء غير المتعلمات. وفي مراجعة بحثية درست 46 دراسة شملت 24 دولة، وجَد الباحثون علاقة واضحة بين المستوى التعليمي وتأخر سن انقطاع الطمث الطبيعي، لكن أسباب هذا الارتباط الإحصائي ليست واضحة تماماً حتى الآن.
النظام الغذائي
يرتبط تضمين الكثير من الفاكهة والبروتينات في نظامك الغذائي بتأخير انقطاع الدورة الشهرية الطبيعي لاحقاً، وكذلك استهلاك المزيد من السعرات الحرارية بشكل عام. وفي الواقع، وجَد الباحثون أن ارتفاع مؤشِّر كتلة الجسم ينبئ بتأخير انقطاع الطمث في وقت لاحق. كما وجَدت إحدى الدراسات البريطانية الكبيرة أن تناول الأسماك الدهنية والبقوليات الطازجة يؤخر انقطاع الطمث لعدة سنوات.
وجَدت دراسة أخرى أن تناول الفيتامين د في منتجات الألبان يقلل من احتمال انقطاع الطمث المبكر بنسبة تصل إلى 17% مقارنة بالنساء اللاتي يستهلكن كميات أقل من هذا الفيتامين. وقد تختلف الاحتياجات الغذائية الشاملة لجسمك، لذا؛ من الجيد أن تناقشي أي تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي مع طبيبك.
ماذا يعني تأخر انقطاع الطمث لصحتك العامة؟
على الجانب الإيجابي، يرتبط انقطاع الطمث المتأخر بانخفاض خطر الإصابة بهَشاشة العظام والكسور، وعندما تصل السيدات إلى سن انقطاع الطمث في سن متأخرة، يكون لديهن أيضاً خطر أقل للوفاة نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
لكن على الجانب الآخر، يشكل تأخّر انقطاع الطمث خطراً أكبر للإصابة بسرطان الثدي وبطانة الرحم والمبيض، ما يستوجب القيام بالفحص الدوري للكشف المبكر.
ما الذي يسرّع من بدء انقطاع الطمث؟
بالإضافة إلى تاريخ عائلتكِ وأصلك العِرقي ولون بشرتك، هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من احتمالية وصولك إلى سن انقطاع الطمث قبل 1-3 سنوات من المعدل العام، وهي:
- التدخين.
- الحمية النباتية.
- الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة، والمعكرونة المكرَّرة، والأرز.
- انخفاض التعرض لأشعة الشمس على مدار حياتك.
- انخفاض الدخل والمستويات التعليمية.
كلما زاد عمركِ، انخفضت احتمالية أن يؤدي التغيير في عاداتك إلى تغيير بداية انقطاع الدورة الشهرية الطبيعي. ولكن، إذا كنتِ قلقة بشأن طول حياتك الإنجابية، أو كنتِ ترغبين في تجنب بعض المشكلات الصحية التي تصاحب انقطاع الطمث المبكر جداً أو المتأخر جداً، فاستشيري طبيبك حول التغييرات التي يمكنك إجراؤها مسبقاً لخلق حياة أكثر صحة.