أعراض غزارة الطمث
مرحلة بدء الدورة الشهرية قد تكون غزيرة، أو قد تحدث غزارة الطمث وطول مدة نزول الدم في بداية مرحلة انقطاع الطمث، لكن إذا لم تكن الدورة الشهرية لديك في بدايتها خلال سن المراهقة أو في فترة الانقطاع وكانت غزيرة فيجب استشارة الطبيب في حال كانت الأعراض غير معتادة. تشمل هذه الأعراض ما يلي:
- وجود نقع من خلال واحدة أو أكثر من الفوط الصحية أو السدادات القطنية (فوط التامبون) كل ساعة لعدة ساعات متتالية.
- الحاجة إلى استخدام أداة حماية صحية مضاعفة للسيطرة على تدفق دم الحيض.
- الحاجة إلى الاستيقاظ لتغيير أداة الحماية الصحية في الليل.
- استمرار النزيف أكثر من أسبوع.
- استمرار مرور جلطات دموية مع تدفق دم الحيض أكثر من يوم.
- صعوبة ممارسة الأنشطة اليومية نتيجة لغزارة تدفق دم الحيض.
- ظهور أعراض الأنيميا مثل التعب أو الإرهاق أو ضيق التنفس.
أسباب غزارة الطمث
يمكن أن يكون نزيف الدورة الشهرية كثيفًا أو مطولًا بشكل غير طبيعي، وتنقسم الأسباب المحتملة لذلك إلى ثلاث فئات هي: المشكلات المتعلقة بالرحم، والمشكلات المرتبطة بالهرمونات، والأمراض والاضطرابات الأخرى. تتضمن الأسباب الشائعة ما يلي:
عدم توازن الهرمونات
في دورة الحيض العادية، يَضبط التوازن بين هرموني الإستروجين والبروجسترون تكوين بطانة الرحم التي تنفصل أثناء الطمث، وإذا حدث عدم توازن في الهرمونات، تزداد بطانة الرحم سماكة، وتنفصل تدريجيًا مسببة النزف الغزير الطويل الأمد.
خلل في المبايض
إذا كانت المبايض لا تطلق بويضات في أثناء دورة الحيض (انقطاع الإباضة)، ففي هذه الحالة لا يفرز الجسم هرمون البروجسترون مثلما يفرزه في أثناء دورة الحيض العادية، وهذا يؤدي إلى عدم توازن الهرمونات ما قد يؤدي إلى غزارة الطمث.
الأورام الليفية في الرحم
تظهر هذه الأورام غير السرطانية (الحميدة) في الرحم أثناء سنوات الإنجاب، ويمكن أن تتسبب هذه الأورام بحدوث نزف حيضي غزير أكثر من المعتاد، أو ممتد لفترة طويلة.
الزوائد أو الناميات
يمكن أن يتسبب نمو الزوائد الحميدة الصغيرة على بطانة الرحم (زوائد الرحم) في النزيف الحيضي الغزير، أو الممتد لفترات طويلة، وغالبًا ما تحدث زوائد الرحم لدى السيدات اللاتي يكنّ في سن الإنجاب نتيجة لارتفاع مستويات الهرمونات.
العضال الغدي
تحدث هذه الحالة عندما تلتحم غدد من بطانة الرحم مع عضلات الرحم، وغالبًا ما تتسبب بحدوث النزيف الغزير والدورة الشهرية المؤلمة، وغالبًا ما تصاب السيدات في منتصف العمر ممن لديهن أطفال بالعضال الغدي.
اللولب الرحمي
تعتبر غزارة الطمث أحد الآثار الجانبية المعروفة لاستخدام اللولب الرحمي غير الهرموني لتحديد النسل، وعندما يكون اللولب الرحمي سببًا في ازدياد النزيف الحيضي، قد تحتاج المرأة إلى إزالته.
مضاعفات الحمل
قد تكون فترة الحيض بغزارة لمرة واحدة وفي موعد متأخر بسبب الإجهاض، أما إذا حدث النزيف في فترة الحيض العادية، فلا يحتمل أن يكون الإجهاض هو السبب، كذلك يمكن أن يتسبب الحمل خارج الرحم (وهو عبارة عن غرس البويضة الملقحة داخل قناة فالوب بدلًا من الرحم) بحدوث غزارة الطمث.
مرض السرطان
نادرًا ما يؤدي سرطان الرحم وسرطان المبيض وسرطان عنق الرحم إلى النزيف الحيضي الزائد.
اضطرابات النزيف الموروثة
يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات تخثر الدم مثل داء فون ويللبراند، وهو حالة تقل أو تضعف فيها كفاءة أحد عوامل تجلط الدم المهمة، في الإصابة بالنزيف الحيضي غير العادي.
الأدوية
يمكن أن تساعد عقاقير معينة، مثل الأدوية المضادة للالتهابات ومضادات التجلط، في إيقاف النزيف الحيضي الغزير أو المستمر لفترة طويلة. وقد يسبب استخدام أدوية سيولة الدم زيادة في دم الطمث.
الأمراض الأخرى
يمكن أن توجد عدد من الأمراض الأخرى مثل مرض التهاب الحوض (PID) ومشكلات الغدة الدرقية وانتباذ بطانة الرحم ومرض الكبد أو الكلية، المصاحبة لغزارة الطمث.
مضاعفات حدوث غزارة الطمث
استمرار تدفق الدم بغزارة أو لفترة طويلة قد يؤثر على الجسم بسبب الفقدان الشديد للدم، فقد تشعرين بالضعف العام والإرهاق والدوار، وقد يعطل ذلك قدرتك على ممارسة الحياة والنشاطات اليومية المعتادة ويجعل قدرتك على التحرك بحرية أكثر صعوبة. وتشمل المضاعفات ما يلي:
- فقر الدم بسبب نقص الحديد.
- تشنجات حيضية مؤلمة (عسر الطمث).
- الإرهاق والتعب.
- شحوب الجلد
تشخيص غزارة الطمث
يتم الاستفسار عن التاريخ المَرضي للمريضة والحالات الصحية التي تعاني منها، وقد يتم فحص الحوض بحثًا عن أي مشكلات، وقد يُطلب منك الاحتفاظ بدفتر يوميات عن الأيام التي حدث فيها نزيف والتي لم يحدث فيها، بما في ذلك ملاحظات عن مدى غزارة التدفق لديكِ، وما مقدار أدوات الحماية الصحية التي احتجت إليها للسيطرة على النزيف.
ويمكن اختبار عينة من الدم لقياس نقص الحديد (الأنيميا) والأمراض الأخرى، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو اضطرابات تجلط الدم، وقد يتم عمل مسحة أو اختبار مسحة باب لفحص عنق الرحم، حيث تُجمع فيها خلايا من عنق الرحم وتُختبر تحت المجهر لمعرفة ما إذا كانت هناك عدوى أو التهاب أو تغيرات قد تكون سرطانية أو تؤدي إلى السرطان.
وقد يأخذ الطبيب بالمنظار عينة من الأنسجة من داخل الرحم ليفحصها اختصاصي علم الأمراض (Pathologist)، كما يتم عمل فحص بالسونار على الحوض والمبايض والرحم، واعتمادًا على نتائج التحاليل والفحص، قد تكون هناك حاجة لإجراء فحوص أخرى أكثر تشخيصية، مثل تصوير الرحم أو تنظير الرحم.
علاج غزارة الطمث
يعتمد العلاج الخاص بغزارة الطمث على عدد من العوامل، مثل صحتك العامة، وسبب الغزارة، والرغبة بالحمل من عدمها ... وسيأخذ الطبيب بعَين الاعتبار عمر المريضة وتاريخها الطبي واحتياجاتها ورغباتها حول الدورة الشهرية. فعلى سبيل المثال؛ قد ترغب بعض النساء في علاجات توقف الدورة الشهرية تماماً، وقد تفضل أخريات استمرار الدورة الشهرية. وتشمل خيارات العلاج المتاحة ما يلي:
-
مكملات الحديد
إذا كنت تعانين من فقر الدم أيضًا، فقد يوصي الطبيب بتناول مكملات الحديد بانتظام، أما إذا كانت معدلات الحديد لديك قليلة ولكنها لم تصل إلى حالة الإصابة بالأنيميا بعد، فيمكنك البدء بمكملات الحديد بدلاً من الانتظار حتى الإصابة بالأنيميا.
-
مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID)
تساعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل إيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي وغيرهما) أو نابروكسين (أليف)، في تقليل فقدان الدم أثناء فترة الحيض، كذلك تساعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية على التخلص من التشنجات الحيضية المؤلمة (عسر الطمث).
-
حمض الترانيكساميك (Tranexamic acid)
يساعد حمض الترانيكساميك (ليستيدا)، وكذلك يعرف بالاسم التجاري (femic 500 أو تافيكسيل)، في تقليل فقد دم الحيض، ويجب عدم تناوله إلا وقت النزيف.
-
وسائل منع الحمل الفموية
بالإضافة إلى توفر وسائل تحديد النسل، يمكن أن تساعد وسائل منع الحمل الفموية في تنظيم دورات الحيض وتقليل نوبات النزيف الحيضي الزائد أو المستمر فترة طويلة.
-
هرمون البروجسترون الفموي
عندما يُتناول هرمون البروجسترون مدة 10 أيام أو أكثر لكل دورة حيض، فقد يساعد في تصحيح عدم توازن الهرمونات وتقليل غزارة الطمث.
-
اللولب الرحمي الهرموني (Mirena)
يُطلِق اللولب الرحمي نوعًا من هرمون البروجستين يسمى ليفونورجيستريل، ويعمل هذا الهرمون على ترقيق بطانة الرحم وتقليل تدفق دم الحيض والتشنجات.
متى يتم اللجوء إلى الجراحة لعلاج غزارة الطمث ؟
قد تحتاجين إلى علاج جراحي لغزارة الطمث إذا لم ينجح العلاج بالعقاقير، وتتوفر العديد من الإجراءات الجراحية لتخفيف أعراض غزارة الطمث، وسيحدد الطبيب الإجراء المناسب حسب الحالة، ويتم الأخذ بالاعتبار سبب النزيف وشدته وعمر المريضة وصحتها العامة وتفضيلاتها الشخصية وتوقعاتها. تتضمن خيارات العلاج الجراحي ما يلي:
- التوسيع والكحت أو تجريف بطانة الرحم، لكحت أو شفط الأنسجة من بطانة الرحم وتقليل النزيف الحيضي.
- انصمام الشريان الرحمي، لتقليص أي ورم ليفي في الرحم عن طريق إجراء قسطرة وسد الشريان الرحمي وقطع مصدر إمداده بالدم.
- الاستئصال بالموجات فوق الصوتية المركزة، ويستخدم هذا الإجراء الموجات فوق الصوتية لتدمير الأنسجة المصابة بالورم الليفي، ولا يلزم هذا الأمر عمل شق جراحي في هذا الإجراء.
- استئصال الورم العضلي الرحمي.
- استئصال بطانة الرحم، يدمر الطبيب بطانة الرحم تدميرًا نهائيًا باستخدام مجموعة من الأساليب، وبعد استئصال بطانة الرحم، تخف فترات الحيض لدى معظم النساء كثيرًا.
- استئصال جزئي لبطانة الرحم، يَستخدم هذا الإجراء الجراحي حلقة سلكية للجراحة الكهربائية لإزالة بطانة الرحم.
- استئصال الرحم.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
على ماذا تدل غزارة الدورة الشهرية؟
عندما يكون هناك خلل في توازن الهرمونات تصبح بطانة الرحم سميكة للغاية، ثم تبدأ تنسلخ على شكل حيض غزير أو بقع دموية غير متوقعة بين الدورة الشهرية والأخرى، وهناك العديد من الحالات التي تسبب ذلك مثل الخلل الهرموني والسمنة ومقاومة الإنسولين ومتلازمة تكيس المبايض.
ما سبب نزول خثرات دم أثناء الدورة؟
يحتوي الدم الذي يخرج في الدورة الشهرية بالفعل على بروتينات تحفز التخثر، وعندما يحدث تدفق كبير للدم تبدأ بروتينات التخثر الموجودة في الدم بالعمل معاً مما يؤدي إلى نزول خثرات دم مع دم الدورة الشهرية.
متى يكون دم الحيض غير طبيعي؟
إذا كان عليك تغيير الفوطة الصحية أو السدادات القطنية كل ساعة أو ساعتين، أو استمر النزيف لأكثر من 7 أيام، أو لاحظت خروج تخثرات دموية كبيرة مع دم الدورة، فهذا يدل على نزول دم حيض غير طبيعي، وقد يدل على وجود مشكلة صحية تستدعي مراجعة الطبيب.
نصيحة من موقع صحتك
إذا استمر نزيف الحيض أكثر من 7 أيام، أو كنتِ تحتاجين إلى تغيير الفوطة الصحية أو السدادة القطنية كل ساعة، فننصح بالتوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة السبب والحصول على تشخيص وتقديم العلاج المطلوب، فيمكن أن يكون النزيف لأسباب متعلقة بالهرمونات أو بحالات طبية، وفي بعض الأحيان قد يكون النزيف أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، أو نتيجة لمضاعفات مرتبطة بالحمل، وتعتمد العلاجات على طبيعة الحالة والسبب الكامن وراء ذلك، ننصحك باستشارة الطبيب المختص لاختيار الإجراء المناسب للحالة وعدم تجاهل الأعراض لتجنب الإصابة بالمضاعفات.