طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. تُعَد البكتيريا والطفيليات كائنات حية دقيقة وحيدة الخلية، البكتريا بشكل عام موجودة في كل مكان، وهى يمكن أن تتكاثر دون الحاجة لوجود عائل. في الواقع، إن معظم البكتيريا تكون مفيدة، أو غير ضارة على الأقل، ولكن الأقلية التي لا تتجاوز الواحد بالمئة منها هي التي يمكن أن تثير المتاعب والمشكلات الصحية. في حين أن الطفيليات تحتاج إلى عائل لتستطيع البقاء على قيد الحياة، وهي تستخدم ذلك العائل ليوفر لها المأوى والغذاء، وعلى الرغم من أن العديد من الطفيليات لا تؤثر سلباً على العائل، فإن بعضها يمكن أن يُنتج السموم التي تجعل العائل يصاب بالمرض.
قد تسبب البكتيريا والطفيليات المنقولة بالغذاء، مثل الديدان الشريطية والجيارديا والأسكاريس، آثارًا صحية خطيرة، إذا تُركت الطفيليات والبكتيريا التي تنقلها الأغذية دون رادع، فقد تكون مميتة، وتشكل السيطرة عليها مصدر قلق بالغ للحكومات ومنتجي الأغذية على حد سواء.
طفيليات وبكتيريا في طعامنا..
فيما يلي ثمانية من الطفيليات والبكتريا والتي يمكن أن تكون متضمنة في الطعام، إلى جانب بعض الطرق المباشرة للوقاية من المرض والعدوى.
1- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. الإشريكية القولونية E. coli
هي مجموعة كبيرة من البكتيريا، وعلى الرغم من أن أغلب سلالاتها غير ضارة، ولكن بعضها يمكن أن يسبب المرض الشديد، مثل التهاب القولون النزفي، وترتبط أحد سلالاتها بالتسمم الغذائي، وهي سلالة E. Coli O157:H7، والتي يمكن أن تسبب أعراضًا شديدة، مثل تقلصات في المعدة، وقيء، وحمى، وإسهال غالبًا ما يكون دمويًا.
* مصادر الإصابة بالإشريكية القولونية
قد تتعرض للإصابة بالإشريكية القولونية من الماء أو الطعام الملوثَين بالبكتيريا، خاصةً الخضراوات النيئة، واللحم المفروم غير الكامل الطهي، وكذلك منتجات الألبان غير المبستر. يمكن للإشريكية القولونية الانتقال بسهولة من شخص إلى آخر، لا سيما عندما لا يغسل المصابون بالعدوى أيديهم بشكل صحيح.
* طرق الوقاية من الإصابة بالإشريكية القولونية
ينبغي القيام بغسل اليدين جيداً وطهي اللحوم جيداً، وخاصةً اللحم المفروم، بالإضافة إلى الدواجن، كما يجب تجنب منتجات الألبان أو العصائر غير المبسترة، والاهتمام بنظافة الأسطح المختلفة في المطبخ وأدوات التقطيع والطهي، وأيضاً يجب عدم ابتلاع الماء أثناء نزول المسبح، لأنها يمكن تؤدي إلى الإصابة بالإشريكية القولونية.
2- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. التوكسوبلازما Toxoplasma
هي عدوى طفيلية تسبب مشكلات صحية خطيرة، وخاصة لدى الرضع والحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، وتكون أعراضها مشابهة للإنفلونزا، مثل تورم الغدد اللمفاوية وآلام العضلات، وقد تستمر الآلام لشهور، كما يمكن أن تسبب مشكلات في الرؤية واحمرار العين بمرور الوقت.
* مصادر الإصابة بعدوى التوكسوبلازما
تعد اللحوم الملوثة وغير المطهوة جيداً من الأسباب الرئيسية للإصابة بعدوى التوكسوبلازما، وكذلك استخدام أواني طهي أو ألواح تقطيع غير نظيفة، بالإضافة إلى ملامسة براز القطط أو شرب ماء ملوث. ويمكن أن ينتقل هذا الطفيلي من الأم إلى طفلها أثناء الحمل.
* طرق الوقاية من عدوى التوكسوبلازما
ينبغي القيام بطهو الطعام جيداً، وكذلك تجميد اللحوم بشكل صحيح، وغسل الخضراوات والفواكه جيداً قبل تناولها، وتجنب تناول منتجات الألبان غير المبسترة، كما يجب تنظيف ألواح التقطيع وأدوات المطبخ، والاهتمام بغسل اليدين جيداً بالماء والصابون، ويُنصح بارتداء قفازات عند تنظيف صندوق فضلات القطط.
3- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. الجيارديا Giardia
تتسم عدوى الجيارديا بتقلصات مؤلمة في المعدة، وانتفاخ وغثيان ونوبات من الإسهال المائي. قد يستغرق ظهور الأعراض ما يصل إلى أسبوع إلى أسبوعين، ومن 2 إلى 6 أسابيع حتى تهدأ. وفي حالات نادرة، يمكن أن تستمر الأعراض لأشهر أو حتى سنوات.
* مصادر الإصابة
ينتشر الجيارديا عن طريق تناول الطعام الملوث أو شرب المياه الملوثة، وهو منتشر في جميع أنحاء العالم تقريباً، ولكنه أكثر شيوعاً في البلدان النامية التي تفتقر إلى العناية الصحية ومراقبة جودة المياه، والمناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي، كما أن العدوى به أكثر شيوعًا لدي الأطفال من البالغين.
* طرق الوقاية من عدوى الجيارديا
يمكنك الوقاية من داء الجيارديا عن طريق غسل يديك بشكل متكرر، وشرب المياه من المصادر البلدية المعالَجة، وعدم ابتلاع الماء عند السباحة، وطهي اللحوم جيداً.
4- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. السالمونيلا Salmonella
يطلق اسم السالمونيلا على مجموعة من البكتيريا التي تسبب عدوى السالمونيلا، وتعتبر من أكثر الأسباب البكتيريا شيوعاً لمشكلات الجهاز الهضمي والمعدة، إذ تسبب الإسهال والألم الشديد في البطن، وتكون أكثر شدة لدى النساء الحوامل والأطفال الصغار وكذلك كبار السن، وخاصةً عند المعاناة من ضَعف المناعة، إذ إن بكتيريا السالمونيلا يمكن أن تعيش في الأمعاء، وتنتشر بسهولة في حالة عدم اتباع سبل النظافة الصحيحة وأساليب الطهي الصحي.
* مصادر الإصابة بالسالمونيلا
تنتقل العدوى عادة عن طريق تناول لحوم الدواجن أو البيض غير المطهوّ جيدًا، ويمكن أحيانًا أن تنتقل العدوى عن طريق تناول اللحوم غير المطهوة جيدًا، ومنتجات الألبان غير المبسترة، أو المأكولات البحرية الملوثة، أو المنتجات الطازجة الملوثة، كما أن تناول الخضراوات والفواكه النيئة وهي ملوثة ودون طهيها جيداً يمكن أن يسبب الإصابة بالسالمونيلا، وهناك وسيلة أخرى لنقل العدوى، وهي الاتصال بالحيوانات المصابة.
* طرق الوقاية من الإصابة بالسالمونيلا
وللوقاية من الإصابة بالسالمونيلا، يُنصح بطهي الطعام جيداً قبل تناوله للتخلص من البكتيريا، إذ يساهم الطهو الكامل في قتلها، كما يجب غسل الخضراوات والفواكه النيئة جيداً قبل تقشيرها أو تقطيعها أو تناولها. وينصح بتجنب منتجات الألبان غير المبستر، وكذلك البيض النيء، كما يجب القيام بغسل اليدين باستمرار بطريقة صحيحة، وخاصةً بعد التعامل مع اللحوم النيئة أثناء تقطيعها وطهيها، وأخيراً ينبغي تنظيف أسطح المطبخ والأدوات المستخدمة في تقطيع الطعام وطهيه.
5- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus
عادة ما تتواجد المكورات العنقودية الذهبية على الجلد والحنجرة والأنف لدى الأشخاص الأصحاء، وكذلك لدى الحيوانات، وفي هذه الحالة لا تسبب المرض، أما في حالة انتقالها إلى المنتجات الغذائية، فسوف تتكاثر وتقوم بإنتاج سموم ضارة، وتسبب الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وتشنجات المعدة. وتزداد احتمالية الإصابة بها لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل مرض السكري وأمراض الأوعية الدموية وأمراض الرئة والأكزيما.
* مصادر الإصابة بالبكتيريا العنقودية الذهبية
هناك عدة مصادر للبكتيريا العنقودية الذهبية مثل منتجات الألبان غير المبستر واللحوم المصنعة، بالإضافة إلى منتجات المخابز مثل المعجنات والفطائر الغنية بالكريمة والشوكولاتة والأطعمة الجاهزة بشكل عام.
* طرق الوقاية من البكتيريا العنقودية الذهبية
لتقليل مخاطر الإصابة بالبكتيريا العنقودية الذهبية، يجب حفظ الطعام في درجة الحرارة المناسبة له، والحرص على تنظيف المطبخ باستمرار، كما ينبغي غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، وتجنب إعداد الطعام أو تقديمه في حالة الإصابة بعدوى في الأنف أو العين، وكذلك في حالة وجود التهابات جلدية في اليدين أو جروح.
6- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. الليستريا المستوحدة Listeria monocytogenes
يطلق عليها أيضاً اسم "داء الليستريات"، وهي عدوى شديدة الخطورة تؤثر على مجموعة من الأشخاص أكثر من غيرهم، وهم: الأطفال الصغار، النساء الحوامل، وكبار السن، كما تزداد احتمالية الإصابة بها في حالة المعاناة من ضعف الجهاز المناعي، ويمكن أن تنمو الليستريا في درجات حرارة الثلاجة على عكس أنواع البكتيريا الأخرى.
* مصادر الإصابة بالليستريا المستوحدة
يمكن أن تنتقل الليستريا المستوحدة عن طريق الأطعمة المبردة الجاهزة للأكل مثل اللحوم الباردة والنقانق والحليب غير المبستر، بالإضافة إلى اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطهوة جيداً.
* طرق الوقاية من الليستريا المستوحدة
لتقليل مخاطر الإصابة بالليستريا، ينبغي طهي كافة أنواع الأطعمة جيداً، وإعادة تسخين الأطعمة المطبوخة مسبقاً، كما يجب غسل الخضراوات والفواكه جيداً قبل التقشير والتقطيع والأكل، ويستلزم فصل اللحوم والدواجن غير المطبوخة عن الأطعمة المطبوخة حتى لا تنقل العدوى إليها.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب غسل اليدين جيداً، وتخزين الطعام في درجة الحرارة المناسبة له، مع الحرص على تنظيف الثلاجة والمطبخ باستمرار، وكذلك الأدوات المستخدمة في الطهي.
7- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. الدودة الشريطية Tapeworm
هناك عدة أنواع من الديدان الشريطية التي يمكن أن تجد طريقها إلى الجسم عن طريق الطعام.
عند الإصابة بالدودة الشريطية يمكن أن تكون الأعراض غير موجودة، حيث يمكن أن يعيش الأشخاص مع الدودة الشريطية دون أن يعرفوا ذلك لعدة أشهر أو حتى سنوات. عندما تصاب بعدوى الدودة الشريطية، قد تواجه فقدان الوزن وألمًا في البطن، وتهيجًا في فتحة الشرج.
* مصادر الإصابة بالدودة الشريطية
عامل الخطر الرئيسي للإصابة بعدوى الديدان الشريطية هو تناول اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطهوة جيدًا، بالإضافة الى إهمال النظافة الشخصية، كذلك عدم وجود مياه نظيفة للشرب وللاستحمام ولتحضير الطعام.
* طرق الوقاية من الدودة الشريطية
يمكنك الوقاية من الإصابة بالديدان الشريطية عن طريق طهي جميع اللحوم التي تتناولها جيدًا، وغسل جميع الفواكه والخضراوات قبل تناولها أو طهيها.
كما يجب القيام بغسل اليدين باستمرار بطريقة صحيحة، وخاصة بعد التعامل مع اللحوم والأسماك النيئة أثناء تقطيعها وطهيها، وأخيراً ينبغي تنظيف أسطح المطبخ والأدوات المستخدمة في تقطيع الطعام وطهيه.
8- طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. الديدان الدبوسية Pinworms
تشمل الديدان الدبوسية، والتي تُعرف أيضًا باسم الديدان الخيطية. في حين أن الديدان الدبوسية عادة ما تؤثر على الأطفال فقط، فإن أي شخص معرَّض لخطر العدوى.
تعيش الديدان لمدة تتراوح بين 5 إلى 6 أسابيع في الأمعاء قبل أن تموت، تاركة وراءها البيض الذي يفقس ويستقر.
العرض الأكثر شيوعًا لعدوى الدودة الدبوسية هو الحكة حول فتحة الشرج، وهو أحد الأعراض التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بشكل أكبر، حيث يقوم الأطفال بخدش المنطقة المصابة ونقل الديدان والبيض مرة أخرى إلى الفم والوجه.
* مصادر الإصابة بالدودة الدبوسية
تنتج عدوى الدودة الدبوسية عن ابتلاع بويضات الدودة الدبوسية أو استنشاقها دون قصد، وقد تنتقل البويضات الصغيرة إلى الفم عن طريق الطعام أو الشراب أو الأصابع الملوثة. تفقس البويضات في الأمعاء بمجرد ابتلاعها وتنضج لتصبح دودًا بالغًا في أسابيع قليلة، كما أنها تنتشر بسهولة شديدة. إذا أصيب أحد أفراد الأسرة بالعدوى، فيجب علاج جميع أفراد الأسرة.
* كيفية الوقاية من الإصابة بالدودة الدبوسية
على الرغم من أنها غير ضارة في الغالب، يتم علاج الديدان الدبوسية بشكل عام بالأدوية، لكن يمكن تجنبها عن طريق غسل اليدين جيداً بشكل متكرر، وغسل الخضراوات والفواكه النيئة جيداً قبل تقشيرها وتقطيعها وتناولها.
طفيليات وبكتيريا في طعامنا.. الخلاصة
- قد تسبب البكتيريا والطفيليات المنقولة بالغذاء آثارًا صحية خطيرة.
- تشمل مسببات الأمراض الشائعة المنقولة بالغذاء البكتيريا (مثل السالمونيلا، والليستيريا، والإشريكية القولونية)، والطفيليات مثل التوكسوبلازما.
- يعد أهم مصادر الإصابة بالطفيليات والبكتريا هو تناول اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطهوة جيدًا، واللحوم المصنعة ومنتجات الألبان غير المبستر، والخضراوات والفواكه النيئة. بالإضافة إلى إهمال النظافة الشخصية ونظافة الأسطح والأدوات، كذلك عدم وجود مياه نظيفة للشرب.
- تشمل الأعراض الشائعة بالطفيليات والبكتريا: الغثيان، والقيء، والإسهال، وآلام البطن. اعتمادًا على الكائن المُعدي المصاب، قد يصاب الفرد أيضا بالحمى وآلام في الجسم وأعراض أخرى تشبه أعراض الإنفلونزا.
- لتقليل خطر الإصابة بالطفيليات والبكتريا ينصح بطهي الطعام جيداً قبل تناوله، كما يجب غسل الخضراوات والفواكه النيئة جيداً قبل تقشيرها أو تقطيعها أو تناولها. وينصح بتجنب منتجات الألبان غير المبستر، وكذلك البيض النيء، كما يجب القيام بغسل اليدين باستمرار بطريقة صحيحة، وخاصةً بعد التعامل مع اللحوم النيئة أثناء تقطيعها وطهيها، وأخيراً ينبغي تنظيف أسطح المطبخ والأدوات المستخدمة في تقطيع الطعام وطهيه.