تحدث الأمراض المنقولة بالغذاء، والتي يتم الإبلاغ عنها كل عام ويبلغ عددها 600 مليون في جميع أنحاء العالم، بشكل رئيسي عن طريق مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والسموم المرتبطة بها. ومن بين هذه الكائنات الضارة، تساهم البكتيريا الغذائية بشكل كبير في عدد حالات الأمراض المنقولة بالغذاء، وقدّرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن البكتيريا الغذائية تسبب جزءًا كبيرًا من 250 مرضًا من الأمراض المنقولة بالغذاء التي تم تحديدها.
ما هي البكتيريا؟
البكتيريا هي كائنات مجهرية وحيدة الخلية يمكنها التكاثر لا جنسيًا، وتُعد من أقدم أشكال الحياة المعروفة على وجه الأرض، وهي كائنات شائعة جدًا، ويمكن العثور عليها في الغذاء والمعدات والتربة والماء والهواء، وحتى جلد الإنسان والجهاز المعوي، تشير التقديرات إلى أن لدينا خلايا بكتيرية في أجسامنا أكثر بعشر مرات من الخلايا البشرية.
هناك العديد من أنواع البكتيريا المختلفة الموجودة حولنا. في حين أن معظم البكتيريا لا تسبب المرض للإنسان، فإن هناك أنواعًا قليلة فقط من البكتيريا التي تُسبب الأمراض، ويطلق على تلك الأنواع اسم مسببات الأمراض. يمكن أيضًا للبكتيريا أن تُسبب الأمراض عن طريق إنتاج مواد مؤذية أو سموم (toxins)، وتشمل بعض الأمثلة:
- بكتيريا السالمونيلا (Salmonellosis).
- بكتيريا قولونية (E. coli).
- المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
يمكنك تقليل خطر الإصابة بالمرض عن طريق اتخاذ خطوات لتقليل تعرضك لهذه الأنواع من البكتيريا. في الواقع، هناك طرق مختلفة لقتل البكتيريا المسببة للأمراض في الماء، أو في الطعام، أو على الأسطح من حولنا.
دعونا نلقي نظرة فاحصة على درجات الحرارة التي يمكن أن تقتل البكتيريا، بالإضافة إلى الخطوات الأخرى التي يمكنك اتخاذها للتخلص من البكتيريا الضارة المحتملة في منزلك.
ما هي درجة الحرارة التي تقتل البكتيريا في الماء؟
يمكن أن توجد عدة أنواع من الكائنات المسببة للأمراض في الماء، بما في ذلك البكتيريا. بعض الأمثلة على الأمراض البكتيرية التي يمكن أن تصاب بها من المياه الملوثة تشمل:
- السالمونيلا (Salmonellosis).
- داء الشيغيلات (shigellosis).
- التهاب المعدة والأمعاء الناجم عن الإشكريكية القولونية، وكذلك بعض أنواع بكتيريا الضمة (Vibrio).
- الزحار (dysentery).
- حمى التيفود (typhoid fever).
- الكوليرا (cholera).
نظرًا لتقدم وسائل معالجة المياه الحديثة، فإن هذا ليس شيئًا يثير قلقنا كثيرًا. ومع ذلك، هناك بعض الظروف التي يمكن أن توجد فيها البكتيريا في الماء، وتشمل هذه السيناريوهات:
- انقطاع خدمة المياه العادية بسبب كسر في خط توصيل المياه أو وقوع كارثة طبيعية.
- عدم التأكد أثناء السفر من جودة المياه أو سلامتها.
- تمت معالجة المياه أو تداولها أو تخزينها بشكل غير آمن.
تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن البكتيريا تُقتل بسرعة عند درجات حرارة أعلى من 149 درجة فهرنهايت (65 درجة مئوية)، درجة الحرارة هذه أقل من درجة حرارة الماء المغلي.
للتأكد من أنك قمت بقتل البكتيريا المسببة للأمراض التي قد تكون موجودة في الماء، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بما يلي:
- إذا كان الماء عكرًا، قم بتصفيته من خلال مرشِّحات أو قطعة قماش نظيفة قبل غليه.
- قم بتسخين الماء حتى يغلي.
- اترك الماء يغلي لمدة دقيقة واحدة على الأقل.
- أبعِد الماء عن مصدر الحرارة واتركه ليبرد.
- بمجرد أن يبرد الماء، قم بتخزينه في حاوية نظيفة محكمة الغلق.
نصائح إضافية لقتل البكتيريا في الماء
إذا لم يكن لديك إمكانية الوصول إلى مصدر للحرارة، فهناك أشياء أخرى يمكنك القيام بها لقتل البكتيريا في الماء. على سبيل المثال، يمكنك استخدام المبيضات المنزلية لتطهير المياه باتباع الخطوات الآتية:
- اختَر مبيض الكلور العادي غير المعطر، وتحقق من الملصق للتأكد من أنه مناسب للتطهير أو التعقيم، وأن العنصر النشط هو هيبوكلوريت الصوديوم.
- إذا كانت المياه عكرة، قم بتصفيتها باستخدام مرشح أو قطعة قماش نظيفة.
- باستخدام قطارة نظيفة، أضف كمية مناسبة من المبيض إلى الماء، تجد على الملصق مخططًا يوضح مقدار الإضافة بناءً على حجم المياه وتركيز المبيض المنزلي.
- حرك الماء واتركه لمدة 30 دقيقة على الأقل.
يوجد أقراص لتعقيم المياه متاحة تجاريًا أيضًا. إذا اخترت استخدام هذه المنتجات، فتأكد من اتباع التعليمات الموجودة على ملصق المنتج بعناية.
ما هي درجة الحرارة التي تقتل البكتيريا في الطعام؟
يمكن أن تكون بعض أنواع البكتيريا سببا محتملاً للتسمم الغذائي. تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ستة أمريكيين يصاب بالتسمم الغذائي كل عام. بعض الأطعمة الشائعة المرتبطة بالتسمم الغذائي البكتيري تشمل:
- الدواجن النيئة أو غير المطبوخة جيداً (السالمونيلا، العطيفة، Salmonella, Campylobacter).
- اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا (الإشكريكية القولونية والسالمونيلا، E. coli, Salmonella).
- المأكولات البحرية والمحاريات النيئة أو غير المطبوخة جيدًا (الضمة والسالمونيلا والشيجيلا، Vibrio, Salmonella, Shigella).
- المنتجات الطازجة (الإشكريكية القولونية، والسالمونيلا، والليستيريا) (E. coli, Salmonella, Listeria).
- البيض (السالمونيلا، Salmonella).
- منتجات الألبان غير المبسترة (السالمونيلا والإشكريكية القولونية والعطيفة والليستيريا).
هناك عدة طرق مختلفة يمكن أن تتعرض بها للبكتيريا المسببة للأمراض في الأطعمة. بعض الأمثلة تشمل:
- تناول اللحوم أو الدواجن أو الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.
- استهلاك المنتجات الطازجة التي لم يتم غسلها.
- تناول منتجات الألبان غير المبسترة.
- السماح للأطعمة القابلة للتلف بالبقاء في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة.
- عدم غسل يديك قبل التعامل مع الطعام أو تحضيره.
- التلوث المتبادل، حيث تنتقل البكتيريا من طعام إلى آخر.
تنمو البكتيريا المسببة للأمراض بسرعة في الطعام عند درجات حرارة تتراوح بين 40 إلى 140 درجة فهرنهايت (5 إلى 60 درجة مئوية). من أجل قتل هذه البكتيريا، من المهم طهي جميع الأطعمة عند درجة حرارة داخلية آمنة.
يسرد مركز السيطرة على الأمراض (CDC) إرشادات درجة الحرارة الآتية لعدة أنواع شائعة من الطعام:
- الدواجن الكاملة أو المفرومة: 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية).
- قطع من اللحم، لحم البقر، لحم الضأن، أو لحم العجل: 145 درجة فهرنهايت (64 درجة مئوية).
- اللحوم المفرومة: 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية).
- السمك: 145 درجة فهرنهايت (64 درجة مئوية).
- بقايا الطعام: 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية).
نصائح إضافية لسلامة الأغذية
بالإضافة إلى التأكد من طهي الطعام إلى درجة الحرارة المناسبة، يمكن أن تساعد الاستراتيجيات الآتية أيضًا في تقليل خطر التسمم الغذائي:
- تأكد من غسل يديك قبل وبعد إعداد الطعام، وقبل الأكل، وبعد التعامل مع اللحوم النيئة.
- افصل اللحوم النيئة أو البيض عن الأطعمة الأخرى لمنع التلوث المتبادل، ويشمل ذلك تخزينها بعيدًا عن الأطعمة الأخرى في الثلاجة، واستخدام لوح تقطيع منفصل أثناء تحضير الطعام.
- تأكد من تنظيف أي أسطح أو حاويات أو أدوات بعد كل استخدام، خاصة إذا كانت على تلامس مع اللحوم النيئة.
- قم بتخزين أي أطعمة قابلة للتلف أو بقايا الطعام على الفور في الثلاجة، ولا تسمح لهذه الأنواع من الأطعمة بالبقاء في درجة حرارة الغرفة لمدة تزيد عن ساعتين.
- تأكد من غسل أي منتج طازج جيدًا قبل تناوله أو استخدامه في الوصفة.
- تأكد من ذوبان الأطعمة في الثلاجة أو في الميكروويف، وانتبه إلى أن ذوبان الطعام على سطح الطاولة يمكن أن يؤدي إلى تعزيز نمو البكتيريا.
ما الذي يمكن أن يساعد في قتل البكتيريا في منزلك؟
بالإضافة إلى استخدام الحرارة، هناك مجموعة متنوعة من الخطوات الأخرى التي يمكنك اتخاذها للتخلص من البكتيريا الضارة في منزلك.
قتل البكتيريا الموجودة على الأسطح
يمكن أن تحتوي العديد من الأسطح في منزلك أيضًا على البكتيريا المسببة للأمراض، وينطبق هذا بشكل خاص على الأسطح التي تلمسها كثيرًا مثل مقابض الأبواب والحمامات.
على الرغم من أن استخدام منتجات التنظيف العادية يمكن أن يساعد في تقليل البكتيريا الموجودة على الأسطح المنزلية، فإن المطهرات يمكن أن تقضي عليها تمامًا. بعض الأمثلة على المطهرات التي يمكن أن تقتل البكتيريا على الأسطح تشمل:
- المنتجات التي تحتوي على الكحول، مثل الإيثانول وكحول الأيزوبروبيل.
- المبيضات المنزلية.
- المنتجات التي تحتوي على مركبات الأمونيوم.
لتطهير الأسطح في منزلك، اتبع النصائح الآتية:
- اتبع تعليمات المنتج: عادة يأتي كل منتج مع مجموعة التعليمات الخاصة به، بما في ذلك مقدار الاستخدام ووقت الاتصال المثالي والأسطح المناسبة لاستخدام المنتج عليها.
- ارتداء القفازات: حاول ارتداء القفازات أثناء التطهير، وهذا مهم بشكل خاص إذا كان المنتج الذي تستخدمه يمكن أن يسبب تهيج الجلد.
- التحقق من التهوية: بعض المطهرات يمكن أن تنتج أبخرة قوية. تأكد من أن المنطقة التي تقوم بتنظيفها تتمتع بتهوية جيدة، وإذا كان ذلك ممكنًا، افتح النافذة.
- التركيز على الأسطح الكثيرة اللمس، فليس كل سطح منزلي يحتاج إلى التطهير، فكِّر في الأسطح التي تلمسها كثيرًا وركز عليها. تشمل بعض الأمثلة أسطح العمل، ومقابض الصنابير، ومقابض الأبواب، ومفاتيح الإضاءة، والدرابزين.
- تنظيف مسبق: إذا كان السطح يحتوي على الكثير من الأوساخ، فقم بتنظيفه بالصابون والماء الدافئ أو أي منتج تنظيف منزلي آخر قبل تطهير السطح.
- لا تخلط المنتجات: يمكن لبعض المنتجات أن تنتج أبخرة خطيرة عند خلطها معًا، أحد الأمثلة على ذلك هو المبيضات والأمونيا.
بالإضافة إلى استخدام المطهرات، فإن فتح الستائر قد يقلل أيضًا من البكتيريا الموجودة على الأسطح المنزلية. وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يقلل من بعض أنواع البكتيريا الموجودة في الغبار المنزلي.
قتل البكتيريا الموجودة على الأقمشة
ومن الممكن أيضًا أن تتواجد البكتيريا على الأقمشة، مثل الملابس والمناشف وبياضات الأسرة. بشكل عام، يمكن أن يساعد غسل هذه الأقمشة وتجفيفها كما تفعل عادة في تقليل البكتيريا الموجودة على هذه العناصر أو القضاء عليها.
وجدت دراسة أجريت عام 2014 أن التجفيف داخل المجفف بعد الغسيل بدرجة حرارة عالية كان مهمًا لتقليل البكتيريا الموجودة على الأقمشة.
ماذا عن الفيروسات؟
الفيروسات هي ميكروبات صغيرة أصغر بكثير من البكتيريا، تتكون من الحمض النووي الريبوزي (RNA) أو الحمض النووي (DNA) المحاط بغلاف بروتيني. قد تكون بعض الفيروسات أيضًا محاطة بغشاء يسمى المظروف.
مثل البكتيريا، يمكن أن تسبب الفيروسات المرض للإنسان، وتتضمن بعض الأمثلة على الأمراض الفيروسية التي قد تكون على دراية بها ما يلي:
- نزلات البرد.
- الإنفلونزا.
- كوفيد-19.
- مرض الحصبة.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
- التهاب الكبد الفيروسي.
بشكل عام، العديد من الفيروسات حساسة للعوامل البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة.
يمكنك القضاء على الفيروسات من منزلك بنفس طريقة القضاء على البكتيريا أو الجراثيم الأخرى، وهذا يتضمن:
- تطهير الأسطح المنزلية.
- الماء المغلي إذا لزم الأمر.
- طهي الأطعمة إلى درجة الحرارة المناسبة.
نهايةً، في حين أن معظم البكتيريا غير ضارة، فإن بعضها يمكن أن يسبب المرض للإنسان، وتسمى هذه "البكتيريا المسببة للأمراض". تعتبر درجة الحرارة إحدى الوسائل التي يمكنك من خلالها قتل البكتيريا المسببة للأمراض في منزلك. يمكنك القيام بذلك عن طريق:
- الماء المغلي قد يكون ملوثاً بالبكتيريا والميكروبات الأخرى.
- التأكد من طهي الأطعمة إلى درجة حرارة داخلية آمنة.
- غسل الأقمشة على دورة ساخنة والتجفيف السريع بالمجفف.
المطهرات هي طريقة أخرى لقتل البكتيريا في منزلك. على سبيل المثال، يمكنك استخدام المنتجات المطهرة أو مواد التبييض على الأسطح المنزلية الشائعة. عند استخدام المطهرات، اتبع دائمًا تعليمات المنتج بعناية.
