صحــــتك
24 نوفمبر 2018

اعتمادية وتعلق مرضي وقبول للأذى

أنا عندي اعتمادية صريحة جدا، وتعلق مرضي، يعني أنا ممكن أتحمل من الشخص اللي قدامي كمية ضغط، وأذى نفسي كبيرة جدا فعلا بس مقدرش أتحمل بعده عني.. مقدرش أبعد حتى لو بعدي فيه الراحة.. مش قادرة لسببين.. إنى مش هعرف أبعد نهائي علشان أنا متعلقة بالشخص جدا، وعشان لو هو هيبقى حزين بسبب بعدي فأنا مستحيل أبعد.. يعني ممكن أموت بين إيديه بس مبعدش عنه وأسيبه حزين، إزاي أعالج موضوع التعلق الجنوني ده عشان أنا تعبانة ومشوشة جداً.. من فضلك ساعدني
اعتمادية وتعلق مرضي وقبول للأذى
أهلا وسهلا بك يا فرح،
جزء كبير جدا من رحلة التغيير هو أن تري ما الذي يحدث في علاقاتك، ولا تستهيني بذلك؛ فعلاج المشكلة لن يحدث قبل أن تسميها أولا، وتري آثارها عليك، وعلى من حولك، ورسالتك لنا هو أول دليل على رغبتك الفطرية - التي لم تشوه بعد - في وجودك داخل علاقات صحية بعيدا عن العلاقات المرضية.

الأصل في العلاقات الصحية التي تدوم فعلا هو أن يكون أساس بنائها الحب والقبول لا الخوف والقلق، وكلما زادت درجة المخاوف؛ تحولت إلى علاقات مؤذية بدلا من أن تكون علاقات مريحة آمنة.



تعلقك بالآخرين بسبب الرعب من الهجر، والخوف من الوحدة، والشعور بعدم استحقاق حب الآخرين لك دون شروط، هو ما يجعلك عبئا على الطرف الآخر حتى مع تحملك أذاه لك، وتحملك لأذاه لك هو نفسه الذي يزيد عبء وجودك عليه في العلاقة، ودون أن تدري تتصورين أن تحملك للأذى هو ضمان بقاء الشخص معك، والحقيقة أنك بذلك تحكمين الدائرة على عنقك، وعلى عنق الطرف الآخر، وتتحول المشاعر من حب، وثقة، وراحة، وتكامل، ومرونة، إلى كره، وشك، وعذاب، واختناق، وتصلب.


فالأشخاص الأسوياء لا يشعرون بالراحة مع شخص يتسول المشاعر، ولا يشعرون بالحياة مع شخص لا يكون ندا لهم!؛ فتموت بمرور الوقت الحياة من تلك العلاقة، ويحل محلها الموت في ثوب الحياة تحت مبررات مزيفة، والحقيقة فيها مرض يجعل الاثنين معا في العلاقة بتواطؤ نفسي خبيث؛ ليحصل كل منهما على احتياج نفسي لا علاقة له بإسم العلاقة التي تجمعهما؛ كأن تكونا صديقتين، وعنوان العلاقة هو الصداقة والتي يكون مضمونها الثقة، والبراح، والراحة، والتكامل، والاهتمامات المشتركة، الخ، ولا يحصل أي منكما عل ما يتطلبه عنوان العلاقة بينكما- التي هي الصداقة-، ولكن تظلا في العلاقة لأن كل منكما يحصل على احتياج آخر له سبب نفسي غير الصداقة حتى وان تشدقتما دوما بتلك الصداقة كأن يكون لدى احدكما جوع شديد لمن يسمعه فقط يسمعه، أو أن يهتم لوجوده أي شخص، الخ، لذا ما تتحدثي عنه هو اضطراب يحتاج لعلاج؛ لأنه ليس صحيا، ولن يسعدك، ولن يسعد من معك في علاقة، وهو يبعد كثيرا عن هدفك؛ فهدفك من المؤكد أن تكوني سعيدة، ويسعد من معك، لذا تلك الأسباب الغير صحية كعدم احتمال ألم الآخر بالابتعاد عنه، أو تحمل الأذى من الطرف الآخر بسبب حبك له هو السبب الخارجي الظاهر لمعاناة نفسية عميقة لا تدركينها تتعلق بحرمانك من درجة من الحب الغير مشروط، أو رعاية نفسية، أو امان كنتي تحتاجينه منذ صغرك ولم تحصلي عليها، والمتخصص هو أقدر شخص سيتمكن من مساعدتك في تخطي تلك المعاناة بسلام أن اردت ذلك فعلا...هيا ابدئي.
آخر تعديل بتاريخ
24 نوفمبر 2018
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.