صحــــتك
17 يونيو 2023

أحب صديقتي حد التعلق المَرَضي.. ما العمل؟

أنا إنسانة هادئة وكتومة، لا أتحدث مع أحد في أي شي يخصني، ولو كان شيئًا عادياً، ونصلي ونذكر ربي، وأحب أن أتعلم، ومهتمة بالجانب هذا أكتر من أي شيء، ولكن مشكلتي هي (حب التعلق) بصديقتي، أحبها وأشارك معها كل تفاصيل حياتي، وهي تحبّني كذلك، ولكن ليس كَمَرَضي أنا بالتعلق، أتألم كثيراًـ ولا أحكي لها حتى لا أزعجها مني، لأني أعرف أني على خطأ، وأن هذا مَرَض، وهي الآن تزوّجت، وأعرف أن حياتها ستختلف عن السابق، وأنا متعلقة بها جدا، وأبكي طوال الوقت، فأريد أن تبقى صداقتنا كما هي، لكن أتخلص من التعلق الشديد المتعب لي، فما الحل؟

DefaultImage

عزيزتي؛

أسأل الله أن يهوّن عليكِ تلك المشاعر الصعبة، التي تمرّين بها من قلق وخوف واهتزاز كبير يتعرّض له جهازك النفسي، من فكرة تغيير ما كان بينكما من أُنْس وتواصل، وعندكِ الحق في أن هذا التعلق تعلّقاً مَرَضياً يحتاج لوقفة جادة منك للتخلص منه، ونتخلص من أمر ما يزعجنا أولا حين نريد فعلاً التخلص منه بصدق، فتخلُّصك سيكون من هذه الدرجة المزعجة من التعلق بها، وليس بها هي شخصياً، والفارق كبير بينهما.

وثاني أمر، أن نعرف لماذا هو موجود لدينا؟ فالتعلّق يأتي من حرمان شديد حدث للشخص وهو صغير، من الشبَع ومن الاستئناس وأخذ مشاعر القرب والدفء العاطفي، والتواجد بشكل يكاد يستمر من مرحلة الرضيع من عمره؛ أي أول عامين تقريباً من عمره، ويحدث كذلك بصورة أكبر لدى الشخص إذا وُلِدَ بجهاز نفسي حساس، حساسيته تجعل استقبال انشغال الأم عنه لفترة استقبالا متضخمًا عن غيره من الأطفال ذوي حساسية أقل، وأعود فأقول: يظل الشخص -ما دام غير واعٍ بذلك- رضيعاً في علاقاته، حتى وإن كان في السبعين من عمره.

حتى الرضيع يتمّ فطامه بخطوات رحيمة محسوبة، حتى لا يحدث له صدمة تؤثر عليه، يدركها بعض الآباء وليس كلهم، لذا لهذه العوامل التي لا يمكن تفاديها بشكل تام، مثل حساسية الطفل نفسه الذي ولد بها، لا يوجد حل إلا أن يتحمّل الشخص مسؤولية "كبران نفسه بنفسه"، فقد نجد مشكلات لم نكن نحن السبب في حدوثها لنا، ولكن تظل مسؤولية إصلاحها تخصُّنا، ونحذِّر الوقوع في فخّ الغضب من الأهل، وجعله شماعة لعدم تحمل مسؤوليتنا الغضب من الأقدار، فهذه أمور نؤْجر عليها إن صدقنا العزم والأخذ بالأسباب، وأخذ الأسباب تتضمّن المساعدة الطبية المتخصصة إن لم نتمكن من ذلك بأنفسنا. ولأنكِ مرتبطة بالله عز وجل يمكنني أن أقول لكِ أن تتذكري أن يكون رجاؤك واستئناسك به سبحانه؛ فهو الباقي الذي لا يتغير.

ويمكنكِ أن تذكّري نفسك دوماً بأن صديقتكِ هي صديقة مقربة وليست أمك، وإن كانت أمكِ تحيا معك، أو لا زالت على قيد الحياة، فلنقتدي منها، وتأخذي منها احتياجك الذي تحتاجينه حتى مع وجود صعوبة في ذلك، فهذا هو مسار التصحيح إن لم تتمكني من طلب المساعدة المتخصصة، وهذه الخطوة على ثقلها تحتاج لجهد مُبْصِر؛ فتتذكري أن طبيعتها وطبيعة علاقتكما تحتاج لتغير الاتجاه، فلا تنتظري ردود أفعال في ذهنكِ، سواء عاطفية أو أن تكون سريعة، ولكنها ستحدث ستحدث بالبوح والقرب وفتح الباب المغلق بهدوء ورويَّة، وإن لم تكن والدتك موجودة فيمكنك أن تتفقدي نساء ناضجات كبيرات في حياتكِ تكون كالأم لكِ، وتنضجي أكثر وأكثر حين تَقْبَلين عدم وجود أم كما تحتاجينها وتتعاملين مع الموجود من عطاء والدتكِ، أو من تكون في مكانتها، وتستأنسي بعلاقتك بالله، وبنضوج نفسكِ من الداخل التي تتمكن من تقديم احتياجك لها حين تسمحين لها بذلك، وإنْ وجدتِ ذلك ليس سهلا عليكِ فلا تترددي في التواصل مع معالج نفسي يساعدك في رحلة تغييرك، دمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
17 يونيو 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.