تعرفت على شاب وأصبح تعلقنا تعلقًا مرضيًّا
تعرفت على شاب عبر الانترنت منذ 6 سنوات تقريبا كنت شديدة الاعجاب به فهو المتقن لكتاب الله صاحب الصفات والقيم المبهرة وهذه شهادة اشهدها له .. يعمل بما يعلم ويتقي الله.. كنت كالمغيبة وكنت أداة يحركها الشيطان نحوه، مات جده وهو كثير التعلق به فكان ينعاه ويكثر ذكره فعلمت عنه الاخلاص وزدت اعجابا به كنت اخترع السبل لاحادثه (كتابة) وكان كثير الصد لي وكثيرا ما يكان ينهي كلامه بإنه سوف ينتحر فكنت ادعي الخوف عليه ومع الوقت تعلق بي جدا .. ومنذ سنة تحولت علاقتنا لعلاقة حب لم أشعر يوما به صدقا لكنه الخوف من العنوسة مع حبي لصفاته الحسنة، تحولت مكالمتنا لصوتية وتدوم لـ24س حرفيا ننام والهاند فري في الاذن.. علمت عنه الكثير . كان يجرح نفسه بشفرة حلاقة، "يشيط بسرعة" كثير الغيرة لدرجة أنه يرفض قولي لأي رجل "ازيك" ويرفض سلامي على ابن خالي وحديثي مع زوج اختي ويقول هذا ديننا.. متحكم بطريقة صعبة كان يعتبر نفسه زوجي ويقول "لولا الظروف كنا هنكون متجوزين"، وهم وخدينك مني" فأعطى نفسه كل الحقوق وتحكم حتى في عملي وذهابي لأختي.. المكالمة مفتوحة فيسمع حواراتنا في البيت وفي المقابل كنت أسمع حوارات بيته وكان الغرض في البداية أعرفهم لأنه من محافظة بعيدة جدا.. رأيته حازما جدا في شغله وتعامله مع الناس لكنه طيب القلب يساعد الكل يقف على الكلمة ويراعي النفس.. لا يخلف وعده أبدا ولا يكذب ولو قطع .. لديه مشكلة مع الأصوات النمطية ويعاني من اضطرابات في الجهاز الهضمي وعنده حساسية تنفسية وتزداد سرعة ضربات القلب إن تعرض لضغط.. حياته الأسرية مشوهة نوعا ما فقد عانى في طفولته من إصرار والدته على حفظ كتاب الله بإتقان فحرم اللعب وتعرض للضرب المؤذي" بيعلم".. عانى الوحدة وكان يجد فيّ طوق نجاة
كنت أعلم هذا ووعدته وأقسمت على البقاء .. كنت أراه يحتاج إلى حنان واحتواء "وأنا كنت أعطى بلا حساب" وكنت أجدني أحتاج إلى رجل وأسرة وأبناء.. قلت أن في بيتنا سيجد الترابط الاسري المفقود والحنان المسلوب وسأكون سببا في صلاح حاله فهو على كل حال رجل مسؤول يعمل من أجل زواجنا ويدخر وصادق حدث والدي ولا يزال متمسكا إلى اللحظة. لكني وجدت في قلبي ضيقا فهو دائم التواجد معي عبر الهاتف لا أذهب عذرا (لأخذ شاور) إلا والهاتف معي دائم السيطرة على تحركاتي وهو يستشيرني في شؤونه أيضا برغبته .. كنت أحفظ القرآن وأذاكر.
فوجدتني لا أحفظ ولا أتقدم خطوة بجواره بل بالعكس أشعر بعد الفراق بخواء .. هو ذكي لماح لا يحتاج لمجهود ليحفظ أو يكتسب خبرة وعلم فالتفاوت بيننا واضح ، هو لديه علم وأنا " على قدي" .. لا يأخذ بيدي ولا يتركني لأنهض شديد التعلق .. وأنا أفعل الشيء أجتهد لأنجزه بتوتر خشية أن أتأخر عليه ( الذهاب لغرفتي) رغم أنه معي على الهاتف لكنه يحب تواجدي في مكان هادئ لنتحدث أو نصمت بجوار بعضنا .. كنت لا أرضيه مهما حاولت ويطلب مني أن أستأذنه عند الخروج من غرفتي للصالة فهذا من آداب الحديث وعلى النقيض كان يفعل هو..
سؤالي جزاكم الله خيرا هل ستنجح هذه العلاقة إن رضيت بعودتها وتزوجنا بعد تخرجه من كلية الطب سيتخرج بعد عامين .. هو رغم كونه طالبا يتمتع بعلم غزير في المجال الطبي وفي مجالات أخرى ويعلم بتعبه النفسي ويعلم الفرق بين التعب الدائم وغيره ( لا أتذكر قوله ) .. سألته مرة أنت مقتنع بعلاقتنا قال لي اقتناع ما بقتش مقتنع ( بعد الخلافات الأخيرة المستمرة ) قلت له ما تبعد قالي مش قادر.. التعلق دا هيكون نظامه ايه بعد الزواج هيزيد ولا هيبقى ولا هيروح لو ملك.. أنا شديدة الخطأ مذنبة وبعترف والذنب دا مؤرقني لدرجة كبيرة.
عزيزتي؛
أحمد الله حمداً كثيراً أنك أرسلت رسالتك الآن ، فلقد درسنا ورأينا واختبرنا من خلال مئات البشر صعوبة شخصيات غير مستقرة نفسياً لدرجة المرض "فرادى"، وكيف تؤثر بالسلب بدرجات متفاوتة على من ينخرط معها في علاقة قريبة، مثل اضطراب الشخصية الحدية التي لا تتحكم في انفعالاتها لدرجة القيام بجرح نفسها مراراً والتفكير في الانتحار، خاصةً الفئة منهم التي يعاني صاحبها من فراغ نفسي لا يتحمله ويستبدله بشخص يجعله يلعب دور "رمانة الميزان التي تبقيه على قيد الحياه"، ويالها من مصيدة نفسية مرهقة، بحيث تجعل هذا الشخص الذي تم اختياره ؛يشعر بذنب كبير إن لم ينقذه.
وتتلامس كذلك سطورك مع من يعانون من الاضطراب ثنائي القطب، وبينهما فارق لا يهم الآن شرحه، وكذلك تلك الشخصيات التي تعاني من اعتمادية نفسية شديدة تجعل الشخص رضيعاً لا يتمكن من تحمل فترة بسيطة بعيداً عن أمه، وإلا سيموت ولن يجد من يلبي له احتياجاته الأساسية للبقاء حياً، أو بعيدا عن المخاطر فهو مجرد رضيع نفسياً!، وإن بلغ من العمر أرذله، وكذلك الشخصية التي تحمل في علاقاتها الكثير من الألعاب النفسية بشكل يكاد يكون نمطا في علاقاتهم مثل تلك اللعبة التي يمارسها معك، بأني سأجعلك تطلعين على خصوصيات حياتي كلها فها أنا أجعلك ذات مكانة "خاصة جداً"؛ لأطلب بهذه اللعبة كل التحكم.
وغالباً تلك الشخصيات التي ذكرت في ما عدا التي تعاني الاعتمادية النفسية، نجدها ذكيه وقادرة على الإنجاز العلمي بالذات! ولحظك، الذي لا أتمكن من وصفه بشكل دقيق، اجتمعت كل تلك الاضطرابات في شخص هذا الرجل! والأصعب أنه يعلم أنه يعاني نفسيا بشدة ولم يتمكن بكل إمكانياته تلك أن يأخذ قراراً شجاعاً بالعلاج النفسي؛ فهل هناك أخطر من ذلك؟ وأسأل الله ألا يتخصص نفسية وعصبية حتى لا تتحول تلك المشكلات التي يحملها؛ لكوارث إنسانية مع مرضاه.
ورغم انزعاجي من كمية تلك الاضطرابات في شخصه، إلا أنني توقفت كثيرا عندك أنت، فبقاؤك وتركك تلك العلاقة لهذا التطور من التحكم الذي يصل لعدّ أنفاسك عليك، ووقتك، وعلاقاتك، بل واستحمامك، والتعلق الذي صار كالظل بلزاجة تدهش، والتهديد بالانتحار المرعب، والعطاء الذي لا يحمل أي عطاء، بل ومع إعلانه أنه صار غير مقتنع بالزواج لكثرة الخلافات، ومع ذلك تكررين التأكيد على مدى جديته وسعيه في الزواج منك وتصور أن كل هذا حب، أو غيره مثلاً؛ هو "المؤشر الأخطر على الإطلاق"، ويحتاج منك "إفاقة" عاجلة أرجو من الله ألا تكون بعد فوات الأوان.
فالرجل طبيب ذكي يحمل مهارات وإمكانيات متعددة ومريض نفسي بدرجة ستحتاج، إن اعترف وقرر، العلاج لسنوات حتى يستقر نفسياً ويكون أهلا ليكون في علاقة طبيعية. لذا أقول لك بوضوح إنه إن لم يخضع طبيب المستقبل هذا لعلاج متخصص لسنوات ستمرضين أنت نفسياً بلا أدنى شك، وإن قررت الزواج منه دون علاج حقيقي حتى يقرر المعالج بنفسه شفاءه؛ فسترتكبين جرماً كبيراً في حق نفسك، وحق من سيأتون دون حول منهم ولا قوة من هذا الزواج، وواجبكِ الآن، بجانب طلبك أن يعالج تحت إشراف متخصص كشرط للزواج، أن تستكشفي ما هي المنطقة النفسية بداخلك التي تحتاج لاجتهاد ورعاية حتى وإن تطلبت علاجا نفسيا لك أيضاً، والتي جعلتك ترضين بهذا، بل وتستحثين الخطى تجاه مثل تلك العلاقة كما فعلت معه في البداية؛ لأنها إن لم يتم رأب صدعها فاحتمال تكرارها وارد جدا.
أدعو الله أن يبصرك فاللهم أني بلغت اللهم فاشهد..
