والدتي عصبية وتدعو علينا ومندفعة ومريضة اكتئاب
والدي متوفى منذ 17 سنة وأمي عصبية وعنيدة جدا لأقصى درجة ومتحكمة ومسيطرة وهذا سبب مشاكلها مع والدي ومع الناس من حولنا وكانت على طول تضربنا وما اتذكر آخر مرة حضنتني بها. الحنية بنظرها هي تأكلنا وبتجيبلنا هدوم مؤخرا بقى عندها اضطرابات في الذاكرة بسبب السكري وطباعها بقت اصعب واتشخصت اكتئاب وبتاخذ أدوية المشكلة فى تصرفاتها معانا الشتيمة والخناق والدعاء علينا أمام أولادنا لو لم يتم تنفيذ ما تريد ولو مفيش فلوس معاها ده بيعصبها أكثر ويخليها تعمل مشاكل وتشتري حاجات أو تركب مواصلات من غير فلوس وهي مدركة
عزيزتي؛
ما أصعب ما تتحدثين عنه، حين تتحول الأدوار الطبيعية داخل العائلة فتصبح الابنة هي الأنضج والأم هي التي تحتاج لتوعية ومساعدة! وأرى في ما قلت أن تتم عدة خطوات بدون أي مواربة، أولاها وأهمها على الإطلاق أن يتم إخبار طبيبها الذي يتابعها بباقي سلوكياتها التي تتسم بدرجة من الاندفاعية، وعدم النضوج وعدم احتساب العواقب التي تتبع تلك التصرفات، فربما يكون تشخيصها ليس فقط مجرد اكتئاب، وبالتالي تتغير أنواع أدويتها وجرعاتها، وإن لم يحدث ذلك؛ فلا مفر من اتخاذ خطوات حاسمة تجاه تصرفاتها التي فيها إهانة لك، أو تورط في متابعة قرارات تتخذها دون تحمل تبعات ما تقرره، فتقومين بتوصيل رسالة "أن ما تفعله غير مقبول بعد ذلك تحت أي مبرر"، فتبدئين بالقول بوضوح حين تصدر منها عصبية أو إهانة؛ بأن تنظري لها وتقولي لها "من فضلك لا تهينيني، فأنا لا أقبل ولن أتحمل هذا".
إن لم تستجب أو زادت في فعلها، فقومي بترك المكان أنت وأولادك، فأخذك لهذا الموقف سيجعلها تختبر حقيقته، فقد تزيد في عنادها، أو تبدأ في الشكوى منك وفضحك أمام الناس، أو ربما أكثر ؛ فلا تتأثري وتجعلي كل تلك الطرق تزحزحك عن حقك في الاحترام وعدم تورطك في ما لم تقومي باختياره، وكأن كل طرق الضغط بما فيها الدعوات أو الحديث حول البر وغيره لا يجعلك تستجيبين لتلك الطريقة، حتى لو لم يقم باقي إخوتك باتخاذ نفس الموقف.
لذا.. أهم من توصيل الرسالة أن تكون فعلا ملء كل نفسك دون شك أو إحساس بالذنب في غير محله أو حتى من باب التجربة لما أقترحه أنا عليك؛ لأن أي رسالة جديدة في علاقة استمرت لسنوات بشكل معين وخاصة حين يكون الطرف الآخر فيها أحد الوالدين يتم استنباط حقيقة إيمانك بها "نفسياً"؛ أي "ستشعر" بصدق أو عدم صدق جديتك في رفض الإهانة والـ"الترقيع" وراء تصرفاتها غير المسؤولة. وهذا الأمر نفسي بدرجة امتياز وضعه الله سبحانه فينا جميعا نحن البشر، فنشعر بحقيقة ما يحدث حتى لو ظاهريا يُقال عكسه! فقد يقول لك شخص إنه يحبك ولكنك تشعرين بغيرته، أو كرهه! أو عدم راحتك في وجوده.
ولا تقومي بتلك الخطوة الفارقة أبدا إلا حينما تجدين أنها تملأ كل كيانك وأن لديك الاستعداد الحقيقي لتنفيذها حتى النهاية مهما حدث، فإن حدث ذلك تماما بداخلك؛ ستصل لها الرسالة وستتغير!، وتستوعب أن تصرفاتها لن تجد من يقوم بتصحيحها، وإهانتها ستفقدها وجودك فعلا أنت وأولادك، وهكذا، ولا أعتقد أنك تتصورين أني لا أقدّر مقام الأم ولكن هي تحتاج منك مساعدة صحية غير ما تعودت على فعله لسنوات ولم تجدي نتيجة جيدة له، دمتم جميعا بخير .