اكتشفت خيانة أمي لأبي رغم حبه لها ومعاملته الطيبة
أنا فتاة 15 سنة، تدهورت حالتي النفسية منذ اكتشاف خيانة أمي لأبي، مع أن أبي رجل طيب، ودائما ما يُحْضِر لها الهدايا، وعلاقتهما جيدة، لكن مؤخرا تغيرت وأصبحتْ تجلس بغرفة وتضع مكياجها، وتُكلِّم رجلا عبر الهاتف وترسل له صورها وصورًا مخلِّة وقذرة، كلَّمتها في المرتين الأولين، ظلت تُنكر وتقول لي أنها أم صديقتي، وقالت لي حسنا لتجنب المشاكل ستحظرها ولن أتكلم معها مع أن ذلك الرجل كان واضعا صورته على بروفيل قائلا إنه زوج صديقتها ووضعته بالبروفايل لديها، وحاولت زرع أفكار أنني أتوهم لكن المرة الثالثة أصبحت غاضبة ونزعت هاتفي.
ابنتي الكريمة:
قلبي عندك، فحين تتبدل الأدوار وتتعهد الابنة تصرفات الأم، ويتحول مصدر الأمان لمصدر ازعاج وألم يحدث بداخلنا الكثير من المشاعر الصعبة، والحقيقة أن الذين يقعون في مثل تلك المعاناة صاروا أكثر من ذي قبل، فهذه ربما تكون ثالث أو رابع رسالة بنفس الحال تُرْسَل لنا من ابن أو ابنة، ناهيك عمن أراهم رأي العين.
أعود لكِ فأقول: لا يمكن السكوت على هذا الوضع المنحرف نفسياً بأي شكل من الأشكال، وأعلم تمام العلم أنك صغيرة، وتخافي من ردود أفعال كثيرة تتوقعينها، ولكن السيناريو الأصعب هو البقاء والصمت على ما يحدث، فالبقاء هكذا سيؤثّر على نفسيتك ونظرتك للزواج والزوجة والزوج، وسيؤثّر على العلاقة الطبيعية بينك وبين أمك، وقد يسبب ضغوطًا وتفلتًا خُلُقيًا في العلاقة بينكما، وغيرها من المصائب التي لا حصر لها.
لذلك، أودّ أن أذكرك أنّ مَن يفعل الخطأ مهما كانت مكانته أو قوته؛ هو الأضعف وهو الذي يخاف، حتى لو جعله خوفه يتصرف تصرفات خرقاء، فاثْبتي ولا تخافي أبدا من أي رد فعل تقوله لكِ؛ حين تخبرينها أنك ستقولين لوالدك، أو لأحد من أهلك، أو أهلها، فلا بد من وقف هذه اللعبة التي تحدث بينكما من الكر والفر، والإثبات والتفلت، فأمك تتصرف الآن تصرفات غير سوية وغير مسؤولة، وتحتاج لإفاقة حتى وإن كانت في شكل مزعج لها.
ربما يساعدك في ذلك أن تبدئي قبل إخبارها بأنك ستتحدثين مع والدك، أو أحد من أهلك أو أهلها؛ أن تُحدّثيها أنك لن تظلي في هذا الوضع من إثبات تصرفاتها المخجلة، وهي تدافع وتتملص، وأنك سئمت ذلك، وأنها عليها أن تحترم عقلك وذكاءك، وتكفّ عن تلك اللعبة التي تسبب لكِ الاشمئزاز، وكوني واضحة وواثقة وحاسمة، وأنك فكرتِ في الأسباب التي تجعلها تفعل ذلك رغم وجود زوج لها يرعاها، وغالباً سيكون لأسباب لا تعرفينها بينهما كزوجين على مستوى المشاعر أو القرب أو الجنس، تجعل الأم التي لا تحمل وعيًا ونضوجًا ومتانة نفسية وخُلقية تقع في مثل ما تقع فيه أمك الآن.
وصيتي أن تسمعيها وتقدري ما تعاني منه، ولكن ارفضي تصرفاتها وخيانة والدك، واقترحي عليها أن تصلح بينها وبين نفسها وربها وزوجها، أو تتركه بشرف لتتزوج من تريد؛ لأنه أشرف لها ولكم جميعاً، وتكون تلك المصارحة مرة واحدة فقط لا تتكرر أبداً، وإلا ستكونان قد دخلتما نفس اللعبة بشكل آخر، وتحددا في تلك المرة وقتاً لهذا الإصلاح إن كان اختيارها، أو إنهاء علاقتها بوالدك فورا دون أي حسابات أخرى غير حقيقية ستقولها، والدليل أنها تفعل ما تفعل دون أي حسابات، بما فيها معرفتك بما تفعل، والاستمرار فيه دون أدنى مسؤولية أو اعتبارات.
أعلمُ أن ما أقوله ليس سهلا، ولكن مرة ثانية أذكّرك أنها الأضعف في هذا الموقف، أو تجنّبي كل ذلك؛ بأن تخبريها أن هذا الوضع لا يمكن التكيّف معه، وأن عليك الاستعانة بمن هو أكبر وأقدر على علاج تلك المشكلة، وكوني قبلها محددة من هو أو هي تلك الشخصية، وكلما كانت شخصية تحترمها وتهابها هي وتتسم بالحكمة؛ كلما كان ذلك أفضل، ودعي الأمر برمّته مع تلك الشخصية.
وتذكّري دوماً أنك لست مسؤولة عن إصلاح وإنقاذ ما بينهما كزوجين، ولست السبب في أي أمر تجدينه سيئًا من وجهة نظرك بينهما، وأن ما يحدث نتيجة تقصير أمك وأبوك معاً فيما بينهما، وأنه لا يصح إلا الصحيح، مهما كانت العواقب؛ فستكون أفضل من عواقب الغد إن بقي الحال على ما هو عليه، وأن خسارتك لأي شيء أو شخص مهما رأيتيه كبيراً؛ فخسارتك لنفسك وسواها واحترامك لها ستظل هي الأكبر بلا أدنى مواربة، دمت بخير.