27 فبراير 2017
أنا ضحية.. أحب زوجي وتعيسة في زواجي
متجوزة وتعيسة في حياتي، زوجي بعد 7 سنين قالي انه خلاص مش بيحبني بسبب جزء منها نفسي، وان هناك حاجز نفسي بينا، وبسبب تصرفاتي وأفعالي معاه؛ عانيت بسبب حبي الشديد له، ومازلت أعاني و لا أعرف السبب، احتاج دائما الحب والاهتمام ولا أجده منه، وأخبرني انه يعيش معي من أجل الأولاد ولا توجد حياه زوجيه بيننا.. أشعر بالحزن والضياع وأني دائما ضحية، وأشعر بالذنب بسبب تحميل نفسي كل شي حصل، لا أستطيع آن أخذ قرار في أي اتجاه بسبب الأولاد و المجتمع و شعور داخلي لا أعرفه . لم أعد أحبه و لا أشعر بأي شى إيجابي كلي شعور سلبي
أحتاج "دائما" للحب، أحتاج "دائما" للاهتمام، عانيت مع زوجي بسبب حبي "الشديد" له، أشعر "دائما" أني "ضحية" وأحمل نفسي أسباب حدوث "كل" شيء.. هنا في تلك الكلمات التي تعبر عما بداخلك تكمن حقيقة مشكلتك، ورغم أنك تتصورين أن مشكلتك في تغير مشاعر زوجك تجاهك، وكذلك ما ذكرته في نهاية رسالتك؛ بأنك لم تعودي تحبينه، إلا أن ذلك ليس حقيقة ما يعطل مسار حياتك؛ وما يعطل مسارها هو هذا "النهم" الذي لا يرتوي، نهم الاحتياج للتعبير عن الحب، والاهتمام، وهذا الشعور العميق بالذنب، والتقصير، والدونية، وما استتبعه من الشعور الأصيل بأنك ضحية في كل علاقاتك حتى علاقتك بزوجك الذي أحببته بشدة.
كل إنسان منا لديه احتياجات نفسية أساسية تولد معه في فطرته منذ لحظة ميلاده؛ منها أنه يحتاج أن يشعر، ويصدق أنه يستحق الحب، ويستحق الاهتمام، وهذه الاحتياجات هي حقوق لنا، أول من يعطيها لنا والدانا تحديدا؛ فحين تكون العلاقة بيننا وبينهم في حالة إرواء لتلك الاحتياجات بالجرعة المناسبة في مناخ آمن من التهديد، أو المخاوف، أو القهر نكبر مستقرين نفسيا، وعاطفيا؛ ونتمكن حينها من عمل علاقة صحية بأنفسنا، وبأي آخرين، ويكون بناؤنا النفسي "متينا"؛ لا يرتبك مع تنوع العلاقات في حياتنا بأشكالها، وعمقها، وطبيعتها المختلفة.
ولكن حين يحدث خلل في تلك العلاقة الأصلية باحتياجاتها الفطرية من الحب غير المشروط بأفعال، أو طاعة، أو تفوق دراسي، أو غيره، وكذلك الاهتمام النفسي، وليس الاهتمام بالمتعلقات الخارجية من إطعام، وكساء، وتعليم، وغيره؛ نختل في علاقتنا بأنفسنا؛ فنفقد في كثير من الأحيان رؤية اتجاه البوصلة نحو أنفسنا - كما عبرت بوجود شعور داخلي لا تعرفينه، ونحو غيرنا؛ فنقع في مثل شهير جدا متكرر نراه في العلاقات القريبة والصداقة، والزواج؛ فيها يطلب الشخص الذي كبر على الحرمان من الحب، والاهتمام جرعات كبيرة "خانقة" من شريكه، ويتحول الحب اللطيف المرن، الذي يسبب السعادة، ويفجر الطاقة، والحركة، والبهجة؛ لتعلق ثقيل الظل مجهد؛ فمشاعر الضحية تلك مشاعر قديمة لا تخص زواجك من الأساس، ولكنك أحضرتها فيه، والشعور بالذنب والضياع إن لم تلتصقي بآخر يظل يكرر على أسماعك ليل نهار بحبه بكل الطرق تخص ماضي نشأتك المحروم، أو الذي كان فيه جرعات زائدة غير صحية من الرعاية والاعتمادية النفسية.
البداية إذن لن تكون من عند زوجك، ولكن البداية ستكون من عندك أنت، ومن خلال خبرتي أؤكد لك أن تغيرك حتما سيغير صورتك التي وصلت لزوجك من خلال السنوات السبع الماضية، وهنا أوصيك بالتواصل مع معالج نفسي يساعدك في رحلة تغييرك، وحتى تقومين بتلك الخطوة يمكنك تفهم تلك النقاط:
كل إنسان منا لديه احتياجات نفسية أساسية تولد معه في فطرته منذ لحظة ميلاده؛ منها أنه يحتاج أن يشعر، ويصدق أنه يستحق الحب، ويستحق الاهتمام، وهذه الاحتياجات هي حقوق لنا، أول من يعطيها لنا والدانا تحديدا؛ فحين تكون العلاقة بيننا وبينهم في حالة إرواء لتلك الاحتياجات بالجرعة المناسبة في مناخ آمن من التهديد، أو المخاوف، أو القهر نكبر مستقرين نفسيا، وعاطفيا؛ ونتمكن حينها من عمل علاقة صحية بأنفسنا، وبأي آخرين، ويكون بناؤنا النفسي "متينا"؛ لا يرتبك مع تنوع العلاقات في حياتنا بأشكالها، وعمقها، وطبيعتها المختلفة.
ولكن حين يحدث خلل في تلك العلاقة الأصلية باحتياجاتها الفطرية من الحب غير المشروط بأفعال، أو طاعة، أو تفوق دراسي، أو غيره، وكذلك الاهتمام النفسي، وليس الاهتمام بالمتعلقات الخارجية من إطعام، وكساء، وتعليم، وغيره؛ نختل في علاقتنا بأنفسنا؛ فنفقد في كثير من الأحيان رؤية اتجاه البوصلة نحو أنفسنا - كما عبرت بوجود شعور داخلي لا تعرفينه، ونحو غيرنا؛ فنقع في مثل شهير جدا متكرر نراه في العلاقات القريبة والصداقة، والزواج؛ فيها يطلب الشخص الذي كبر على الحرمان من الحب، والاهتمام جرعات كبيرة "خانقة" من شريكه، ويتحول الحب اللطيف المرن، الذي يسبب السعادة، ويفجر الطاقة، والحركة، والبهجة؛ لتعلق ثقيل الظل مجهد؛ فمشاعر الضحية تلك مشاعر قديمة لا تخص زواجك من الأساس، ولكنك أحضرتها فيه، والشعور بالذنب والضياع إن لم تلتصقي بآخر يظل يكرر على أسماعك ليل نهار بحبه بكل الطرق تخص ماضي نشأتك المحروم، أو الذي كان فيه جرعات زائدة غير صحية من الرعاية والاعتمادية النفسية.
البداية إذن لن تكون من عند زوجك، ولكن البداية ستكون من عندك أنت، ومن خلال خبرتي أؤكد لك أن تغيرك حتما سيغير صورتك التي وصلت لزوجك من خلال السنوات السبع الماضية، وهنا أوصيك بالتواصل مع معالج نفسي يساعدك في رحلة تغييرك، وحتى تقومين بتلك الخطوة يمكنك تفهم تلك النقاط:
- الماضي نصدقه أكثر من الحقيقة؛ ﻷنه تكرر كثيرا حين كنا صغارا لا نعي، ولكن من لحظة الإدراك نصبح مسؤولين عن تصديق الحقيقة؛ فالحقيقة أنك تستحقين الحب، والاهتمام غير المشروطين حتى وإن لم تصلك تلك الرسالة في الماضي؛ فالجهل النفسي، والجهل التربوي الذي يحيط بنا في غالب تفاصيل حياتنا هو ما ينتج عنه تلك الأدوار المؤذية كدور الضحية، ودور المنقذ، ودور الجاني، وغيرهم من الأدوار المؤذية دون أن ندري؛ بحثا عن احتياجات هي بالأساس حقوق لنا؛ فلتنفضي عنك تلك الأدوار المؤذية، وتتدربي على تصديق حقيقة أنك تستحقين الحب.
- الحب ليس معناه الذوبان بين اثنين، ولا حقيقته أن يبتلع الشريك شريكه بداخله ادعاء بعمق العاطفة، أو قصة الحب الفظيعة؛ الحب يسبب رشاقة في النفس، وقدرة على العطاء أكثر، وسلاما نفسيا؛ فكلما زادت المعاناة في علاقة تسمى حبا احتاجت لمراجعة حقيقية.
- تحتاجين الآن دون تأخير أن تتخلصي من مشاعر الإحساس بالذنب؛ ﻷنها معطلة ولا هدف حقيقي من ورائها؛ فأي خطأ، أو فشل هو في الحقيقة أداة تعلم؛ نتعلم منها لنتمكن من تجاوز أي شيء دون التعطل في مشاعر الذنب المؤلمة المعطلة.
- لا تنشغلي بأي قرار الآن، ولا أي آخر الآن إلا أنت، ومدي يد العون لذاتك لتنجو من الحرمان القديم، ورسائل الأمس الخاطئة، والوقوع في بئر الإحساس بالذنب.
دمت بخير.
اقرأي أيضا:
احتياجات الطفل.. الطريق إلى السواء النفسي
عن الاحتياج للحضن
نفسك الحقيقية ونفسك المزيفة
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
لماذا نكرر تجاربنا المؤلمة؟
استشارات ذات صلة:
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية
ذكريات الطفولة الأليمة.. كيف أنساها؟