أفاد فريق بحث بقيادة تشنغ يي تشين، أستاذ مشارك في طب الأنف والأذن والحنجرة وعالم مشارك في مختبرات إيتون-بيبودي في ماس آي آند إير، عن إنشاء مزيج يُشْبه الدواء من جزيئات مختلفة نجحت في تجديد خلايا الشَّعر في الفئران، عن طريق إعادة برمجة سلسلة من المسارات الجينية داخل الأذن الداخلية.
ويأمل الباحثون أن تُمهّد هذه النتائج الجديدة التي نُشرت في 17 أبريل في مجلة PNAS الطريقَ يوماً ما لتجارب سريرية لعلاج جيني يمكن إعطاؤه للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وقال تشين: "إن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، فعلى مدار السنين السابقة كانت المعضلة التي تعوق أبحاث علاجات فقدان السمع هي القدرة على تجديد خلايا الشَّعر في الأذن الداخلية، والآن أصبح لدينا مزيج يُشْبه الأدوية يمكننا استكشافه للتطبيقات السريرية المستقبلية".
نهج جديد لتحقيق علاج فقدان السمع
في السابق، قام فريق بحث تشن بدراسة أسماك الزرد والدجاج للكشف عن المسارات المسؤولة عن تحفيز انقسام الخلايا اللازمة لتجديد خلايا الشَّعر الجديدة، واكتشفوا أن مسارَين للإشارات الجزيئية كانا حاسمَين في هذه العملية.
وفي دراسة نُشرت عام 2019، أظهر الفريق لأول مرة أنه عندما تم تنشيط هذه المسارات في الفئران المعدَّلة وراثياً، فإن خلايا الأذن الداخلية المتبقّية يمكن أن تنقسم وتُطوِّر خصائصَ خلايا الشَّعر.
وتحتوي هذه الخلايا الجديدة على قنوات نقْل تنقل الإشارات الصوتية والقدرة على تكوين اتصالات مع الخلايا العصبية السمعية، وهي عمليات ضرورية للسمع.
ورغم أن هذا الاكتشاف كان مثيراً في ذلك الوقت، فإنه لم يكن قابلاً للتطبيق على البشر، فعلى عكس الفئران المعدَّلة وراثياً لا يمكن للبشر تشغيل المسارات المسؤولة عن تحفيز انقسام الخلايا اللازمة لتجديد خلايا الشَّعر، وهناك مساران مسؤولان مهمان هما Myc وNotch.
وقد أوضح تشن أن هناك حاجة لتركيب كوكتيل يُشْبه الدواء لتفعيل هذه المسارات، فقام الباحثون بدمج المركبات الكيميائية وجزيئات siRNA لإنتاج كوكتيل يُشْبه الدواء، وقاموا بتوصيله إلى الأذن الداخلية لفأْرٍ بالغٍ عادي لديه خلايا شَعر تالفة، وهو تمييز مهم، إذ إن الفئران البرية غير المعدلة وراثياً ستكون أكبر قابلية لتطبيق تجربتها على البشر.
ثم قاموا بتوصيل الجين Atoh1 من خلال العلاج الجيني الذي يَستخدم فيروساً غدياً غير ضار في الأذن الداخلية، فوجدوا أن هذا الكوكتيل الشبيه بالعقاقير الممزوج بالفيروس الغدي قام بتنشيط مسارات Myc وNotch، مما أدى إلى تجديد خلايا شَعر جديدة، وتحققوا من أن خلايا الشَّعر كانت فعالة من خلال التصوير المتقدم وتقنيات أخرى.
تجديد خلايا الشَّعر من خلال أسلوب العلاج الجيني
تُظهِر دراسات -مثل دراسة تشن- أملًا بالعلاج الجيني لعلاج الحالات المستعصية مثل فقدان السمع.
وقد أطلقت شركة ماس جنرال بريجهام مؤخرًا معهدَ العلاج الجيني والخلوي، للمساعدة في ترجمة الاكتشافات العلمية التي توصّل إليها باحثون مثل تشين إلى تجارب سريرية أولى على الإنسان، وفي نهاية المطاف، علاجات تُغيِّر حياة المرضى.
يقوم العلماء بدراسة العلاج الجيني والأساليب الجراحية المختلفة، بما في ذلك النهج الذي تم شحذه سابقًا، إذْ تمكَّن ناقل فيروسي يُسمّى الفيروس المرتبط بالغد (AAV) من توصيل العلاج الجيني بدقة وأمان إلى الأذن الداخلية من خلال جراحة جديدة.
ويُجري الباحثون دراسات وتحسينات مستمرة على هذا النهج العلاجي في نماذج حيوانية أكبر، وهي ضرورية قبل التقديم لبدء التجارب السريرية، ويُعتبر هذا أملاً واعداً لملايين البشر الذين يعانون من فقدان السمع.