يحدث فقدان السمع الناتج عن الضوضاء عندما تتضرر الهياكل الموجودة في الأذن الداخلية بسبب الضوضاء العالية، وغالبًا ما تكون الأصوات في بيئتنا اليومية -مثل التلفزيون وحركة المرور والمحادثات المحيطة- في مستوى آمن وغير مرتفع إلى درجة الضرر. ومع ذلك، هناك أوقات تصبح فيها الأصوات عالية جدًا، أو تستمر لفترة طويلة جدًا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع الناتج عن الضوضاء.
وعلى عكس الأنواع الأخرى من فقدان السمع، يمكن الوقاية من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء باتباع بعض القواعد والنصائح.
سنُلقي الضوء في هذا المقال على أسباب فقدان السمع الناتج عن الضوضاء، وطرق علاجه والوقاية منه.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر فقدان السمع الناتج عن الضوضاء ؟
يُعَد فقدان السمع الناجم عن الضوضاء أمرًا شائعًا، فوفقًا للدراسات البحثية، يؤثّر فقدان السمع الناتج عن الضوضاء تقريبًا على أكثر من 5 مليون طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 19 عامًا، و26 مليون بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و69 عامًا.
ويمكن للأشخاص من جميع الأعمار أن يصابوا بفقدان السمع الناتج عن الضوضاء، ويُعتبر الأفراد الذين يَحْضُرون الحفلات الموسيقية الصاخبة أو يستمعون إلى الموسيقى من خلال سماعات الرأس لفترات طويلة هم الأكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع الناتج عن الضوضاء، وكذلك الذين لديهم وظائف في البيئات الصاخبة هم أيضًا معرَّضون للخطر بشكل خاص، فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، تشمل الوظائف والصناعات الأكثر عرضة لخطر فقدان السمع الناجم عن الضوضاء ما يلي:
- الزراعة.
- النجارة.
- التعدين.
- استخراج النفط أو الغاز.
- البناء.
- الجيش.
ما هو الجزء الذي يتضرر من الأذن بسبب فقدان السمع الناجم عن الضوضاء؟
تؤثّر الأصوات العالية في المقام الأول على القوقعة، وهي عضو داخل الأذن الداخلية. عندما تتعرض لضوضاء عالية، يمكن أن تتضرر الخلايا والأغشية في القوقعة.
كيف تعرف إذا كنت تعاني من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء؟
هناك بعض الأشياء التي قد تعني أنك تفقد سمعك. اعتمادًا على سبب الإصابة بالـ NIHL، قد تكون الأعراض فورية، أو قد تتطور مع مرور الوقت. تشمل بعض أعراض فقدان السمع الأكثر شيوعًا التي تسبب الضوضاء ما يلي:
- عدم القدرة على سماع الأصوات العالية النبرة، مثل غناء الطيور.
- كلام مكتوم أو مشوه.
- طنين الأذن (رنين أو طنين في الأذن).
- الشعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن.
قد تستمر أعراض فقدان السمع الناجم عن الضوضاء لدقائق أو ساعات أو أيام بعد انتهاء التعرض للضوضاء، ولكن حتى لو عاد سمعك إلى طبيعته، فقد يتم تدمير الخلايا الموجودة في الأذن الداخلية.
إذا بقي عدد كافٍ من الخلايا السليمة، فسوف يعود السمع في النهاية، ولكن مع تدمير المزيد من الخلايا بمرور الوقت، يمكن أن يصبح فقدان السمع دائمًا.
ما الذي يسبب فقدان السمع الناتج عن الضوضاء؟
- يحدث فقدان السمع الناتج عن الضوضاء عندما تموت الخلايا الحسية في أذنك الداخلية، وبمجرد تدمير هذه الخلايا الحسية، فإنها لا تستطيع النمو مرة أخرى.
- قد يكون سبب فقدان السمع الناجم عن الضوضاء هو حدث واحد مثل انفجار قوي أو طلق ناري.
- ويمكن أن يكون هذا النوع من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء فوريًا ودائمًا.
- وفي حالات أخرى، قد يكون السبب هو التعرض لضوضاء عالية لوقت طويل وباستمرار. عندما يحدث هذا، قد تمر لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات قبل ملاحظة الأعراض، لأنها غالبًا ما تحدث تدريجيًا مع مرور الوقت.
ما هي المدة التي يستغرقها حدوث فقدان السمع الناتج عن الضوضاء؟
قد يؤدي التعرض للضوضاء العالية لمرة واحدة إلى فقدان السمع بشكل فوري، وفي حالات أخرى قد تتراكم الأعراض على مدى عدة سنوات. تشير الأبحاث إلى أن فقدان السمع الكبير الناجم عن الضوضاء يتطور عادة بعد 10 سنوات أو أكثر من التعرض للضوضاء.
كيف يتم تشخيص فقدان السمع الناتج عن الضوضاء؟
- اختبار النغمة النقية: يعثر اختبار السمع الشائع هذا على أهدأ مستوى صوت يمكنك سماعه عند كل نغمة، سترتدي سماعات الرأس أو سدادات الأذن لسماع الأصوات والكلام، سترتدي أيضًا جهازًا على رأسك لاختبار التوصيل العظمي. إن الجمع بين الاختبار مع سماعات الرأس/سدادات الأذن واختبار التوصيل العظمي يساعد أخصائي السمع على تحديد نوع فقدان السمع الذي تعاني منه.
- اختبار الانبعاثات الصوتية OAE، يستخدم اختصاصيو السمع هذا الاختبار للتحقق من وظيفة الأذن الداخلية.
- قياس طبلة الأذن: يتحقق هذا الاختبار من مدى تحرك طبلة الأذن، قد يقوم اختصاصيو السمع بإجراء اختبارات قياس طبلة الأذن لمعرفة ما إذا كان لديك تمزق في طبلة الأذن، أو وجود سائل في الأذن الوسطى، أو شمع في قناة الأذن.
كيف يتم علاج فقدان السمع الناتج عن الضوضاء؟
في معظم الحالات، يتم علاج فقدان السمع الناتج عن الضوضاء باستخدام أدوات مساعدة للسمع كالسماعات المساعدة. ومع ذلك، إذا تفاقم فقدان السمع بمرور الوقت، فقد لا توفر أدوات السمع فائدة كافية، وقد يوصي الطبيب بخيارات أخرى مثل زراعة القوقعة الصناعية.
هل يمكن منع فقدان السمع الناجم عن الضوضاء؟
نعم، يمكن الوقاية من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء باتباع الإرشادات الآتية:
- كن واعيًا لأنواع الضوضاء التي يمكن أن تضر بسمعك.
- قم بارتداء سدادات الأذن أو غطاء للأذنين عند المشاركة في الأنشطة الصاخبة.
- تجنب تشغيل الموسيقى بمستويات صوت عالية.
- إذا لم تكن قادرًا على حماية نفسك من الضوضاء العالية، فابتعد عنها قدر الإمكان.
- ساعد الأطفال الصغار على حماية آذانهم حتى يبلغوا من العمر ما يكفي للقيام بذلك بأنفسهم.
وجدت دراسة بحثية في النمسا أنه من الممكن تحديد مدى قابليتك للإصابة بفقدان السمع الناتج عن الضوضاء عن طريق قياس فقدان السمع المؤقت، المعروف أيضًا باسم تحول العتبة المؤقتة (TTS).
يمكن أن يفيدك هذا الاختبار بمدى سرعة تعافي الخلايا الموجودة في أذنك الداخلية بعد التعرض للضوضاء، وهو ما قد يكون مفيدًا في الوقاية من فقدان السمع الناتج عن الضوضاء.
ما هي أضرار الضوضاء الأخرى التي قد تصاحب فقدان السمع؟
الخلاصة
يمكن أن يكون لفقدان السمع الناتج عن الضوضاء تأثير سلبي كبير على نوعية حياتك، وقد تواجه صعوبة في متابعة المحادثة أو التواصل مع الأصدقاء والعائلة، وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تجنب المواقف الاجتماعية. ولحسن الحظ، يمكن في كثير من الأحيان إدارة فقدان السمع الناجم عن الضوضاء بنجاح باستخدام أجهزة السمع أو الغرسات.
