تشير الأدلة إلى أن ميكروبيوم الأمعاء الصحي والمتنوع (الجراثيم الطبيعية في الجسم) يمكن أن يفيد الصحة، وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السُّمنة غالباً ما يكون لديهم ميكروبيوم أقل تنوّعاً من أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي. تشير أبحاث أُجريت في الصين إلى أن تقييد الطاقة المتقطع، والذي يتضمن تناول الطعام بشكل طبيعي في بعض الأيام، وتناول نظام غذائي مقيد للغاية، أو الصيام، في أيام أخرى، لا يساعد الأشخاص على فقدان الوزن فحسب، بل قد يغيّر أيضاً الميكروبيوم الخاص بهم.
ما هو الميكروبيوم؟
يتكون الميكروبيوم من البكتيريا والفيروسات والميكروبات الحقيقية النواة التي تعيش داخل أجسامنا وعليها، ويؤوي الشخص البالغ السليم نحو 1000 نوع مختلف من البكتيريا، معظمها موجود في الأمعاء.
لدى معظم الناس، تظل الميكروبات الحيوية الطبيعية مستقرة طوال فترة البلوغ، ولكن تختلف الميكروبات المعوية بين مختلف الأشخاص. وتتأثر بمستوى مؤشّر كتلة الجسم وتكرار التمارين ونمط الحياة والعادات الثقافية والغذائية واستخدام المضادات الحيوية.
كيف أحصل على الميكروبيوم؟
تعتبر الخضراوات والفواكه من العوامل الحيوية التي تعزز تكوين الجراثيم الجيدة بسبب خصائصها المضادة للالتهابات، لذلك تؤثر العناصر الغذائية تأثيرًا كبيرًا على الميكروبيوم وتنوعه، بما في ذلك تناول العناصر قبل الحيوية والمعينات الحيوية مثل الأطعمة التي تحتوي على بكتيريا حية مفيدة
أنواع بكتيريا الأمعاء التي تتأثر بخسارة الوزن
كجزء من الدراسة، قام الباحثون بتقييم حالات 25 شخصاً يتراوح مؤشّر كتلة الجسم لديهم بين 28 كجم/م2، أي أنهم يعانون من زيادة الوزن، و45 كجم/م2، أي أنهم يعانون من السُّمنة المفرطة. لم يكن لدى أي من المشاركين أي حالات صحية أخرى خارجة عن السيطرة.
في البداية، تناول المشاركون في الدراسة نظاماً غذائياً منتظماً لمدة أربعة أيام، وسجَّل الباحثون محتوى الطاقة في غذائهم باعتباره استهلاكهم اليومي الأساسي. بالنسبة لبقية الدراسة، قام الباحثون بتوزيع أيام تناول الطاقة الأساسية المنتظمة مع الأيام التي كان فيها المشاركون مقيَّدين بشدة باستهلاك الطاقة الذي وضعه اختصاصي تغذية.
قام الباحثون بجمع عيّنات الدم والبراز من المشاركين في بداية ووسط ونهاية المرحلة الثانية (الصيام الخاضع للتحكم بشدة)، والمرحلة الثالثة (الصيام الأقل تحكماً)، خلال الشهرين اللذين أُجريت فيهما الدراسة، كما قاموا بتسجيل وزن الجسم ومحيط الخَصر ونسبة دهون الجسم وضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي في كل مرحلة زمنية.
خلال الدراسة، فقَد المشاركون في المتوسط 7.8٪ من وزن الجسم. وفي نهاية المرحلة الثانية، زاد التنوع الميكروبي في أمعائهم. ومع ذلك، في نهاية المرحلة الثالثة، لم يكن هناك اختلاف كبير عن بداية الدراسة.
كانت هناك أيضاً بعض التغييرات في الأنواع التي تشكّل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، مع انخفاض في بكتيريا Escherichia coli وزيادة في بكتيريا Faecalibacterium prausnitzii، وParabacteroides distasonis، وBacteroides.
ما هو الفرق بين الميكروبيوم والبروبيوتيك؟
البروبيوتك هي الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على المِكروبات الحية التي تهدف إلى الحفاظ على أو تحسين البكتيريا "الجيدة" (النَّبيتُ المِجْهَرِيّ الطبيعي) في الجسم. البريبيوتك هي الأطعمة (عادة الأطعمة الغنية بالألياف) التي تعمل كغذاء لبكتيريا النَّبيتُ المِجْهَرِيّ البشري.
كيف تؤثّر تغيرات بكتيريا الأمعاء على الصحة؟
من المحتمل أن يكون التغيير في وفرة ميكروبات الأمعاء الناجم عن النظام الغذائي مفيداً، فربما تساعد هذه التغييرات في تعديل العمليات الأيضية والمناعية، على الرغم من أن هناك حاجة إلى بحث إضافي لفهم التأثيرات الطويلة المدى بشكل كامل.
ولاحَظ الباحثون أن هذه التغييرات ارتبطت بانخفاض كبير في نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم الشهية والإدمان. ومع ذلك، فإنها لا تشرح التأثير المحتمل لهذه التغييرات على الشهية.
ويُعتقد أن ميكروبيوم الأمعاء يتواصل مع الدماغ بطريقة معقدة ثنائية الاتجاه، إذ يُنتج الميكروبيوم الناقلات العصبية والسموم العصبية التي تصل إلى الدماغ من خلال الأعصاب والدورة الدموية. وفي المقابل، يتحكّم الدماغ في سلوكيات الأكل، بينما تعمل العناصر الغذائية الموجودة في نظامنا الغذائي على تغيير تكوين ميكروبيوم الأمعاء.
لا يمكن لهذا البحث إظهار علاقة سببية بين الصيام المتقطع وفقدان الوزن وتغيرات الميكروبيوم المعوي، لكنه يقدّم المزيد من الأدلة على وجود صلة ما بين هذه العوامل. ويقترح الباحثون أنه ينبغي استخدام التدخل الغذائي على المدى الطويل للحفاظ على فقدان الوزن، وزيادة توضيح العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والدماغ.