اعتقال مدير مستشفى الشفاء: حقوق الأطباء في زمن الحروب

عندما تندلع الحروب، يصبح دَور الأطباء أمرًا حيويًا، إذ يواجهون تحديات كبيرة في تقديم الرعاية الطبية وسط الصراعات، وتُعتبر حقوقهم أساسية لضمان استمرارية العمل الطبي وسلامة المرضى. في سياق الحرب الحالية، يُعتبر اعتقال قوات الاحتلال لمدير مستشفى الشفاء وأطباء آخرين في غزة مؤشرًا على التحديات الكبيرة التي يواجهها الطب الإنساني. تسلط هذه الأحداث الضوء على الأهمية المتزايدة لحماية حقوق الأطباء خلال الحروب، وعلى دَور المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في ضمان سلامتهم واحترام دورهم الإنساني المهم.

الحقوق الأساسية للأطباء خلال النزاعات

تُعتبر حقوق الأطباء في زمن الحروب أمرًا أساسيًا للحفاظ على الرعاية الصحية والإنسانية، وتتضمن هذه الحقوق الوصول الآمن للمرضى، وحقّهم في تقديم الرعاية الصحية دون تهديد أو عرقلة.
إليك تقسيم الحقوق التي ذُكرت في نصٍّ من قِبل البروفيسور كريستيان دومينيس من جامعة جنيف حول حقوق الأطباء في حالات الحروب:

الاحترام والحماية، إذ تهدف القوانين الدولية لضمان احترام وحماية الأطباء والكوادر الطبية لتمكينهم من أداء دَورهم الإنساني خلال النزاعات والحروب.
الحرية في العمل، تسعى القوانين لمنح الأطباء الحرية اللازمة في ممارسة مهامهم الطبية دون تعرضهم للقيود أو الضغوطات من أطراف الحرب.
الحياد الطبي، تُعتبر حماية الأطباء والمرضى والأشخاص غير المقاتلين والسجناء جزءًا أساسيًا من القوانين الإنسانية، وتتضمن حمايةَ الأطباء من أي أذى، أو اعتبارهم كأسرى حرب.

اعتقال مدير مستشفى الشفاء: ضَربَ بعَرض الحائط حقوقَ الأطباء

في سياق الأحداث الأخيرة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية، وزملاء آخرين، مما أثار قلقًا دوليًا. يُفترض أن يكون الأطباء محايدين، ويحظون بحماية خاصة أثناء أداء واجبهم الإنساني.

يُلقي اعتقال الأطباء واستهدافهم بظلاله على الرعاية الصحية في المنطقة، إذ يمكن أن يكون له تأثير كبير على قدرة المستشفيات على تقديم الخدمات. يجب أن تلتزم القوات العسكرية بضمان الوصول الآمن للرعاية الصحية للمدنيين، والتحلي بالاحترام الكامل للكوادر الطبية.

دَور المنظمات الدولية والإنسانية

تؤدي المنظمات الدولية والإنسانية دَورًا مهمًا في حماية حقوق الأطباء، إذ يجب عليها الضغط للإفراج الفوري عن الأطباء المعتقَلين، والعمل على توفير الدعم الضروري للمرافق الطبية المتضررة.

في ظلّ الحروب، يَبرز التزام الأطباء بالقسَم الأخلاقي والإنساني في حماية الحقوق الأساسية. يجب على المجتمع الدولي الوقوف بقوة للحفاظ على هذه الحقوق، وضمان تقديم الرعاية الطبية اللازمة للضحايا دون أي تأخير غير مبرر.

المصادر: