تشير أبحاث النوم إلى أن المراهق يحتاج إلى ما بين 8 - 10 ساعات من النوم كل ليلة، وهذا أكثر من الكمية التي يحتاجها الطفل أو البالغ. ومع ذلك، فإن معظم المراهقين يحصلون على حوالي 6.5 - 7.5 ساعات نوم فقط كل ليلة، وبعضهم يحصل على أقل من ذلك. وهناك العديد من التأثيرات السلبية التي تنتج عن الحرمان من النوم عند المراهقين دعونا نتعرف عليها أكثر.
مسببات الحرمان من النوم عند المراهقين
تتضمن بعض الأسباب التي تجعل العديد من المراهقين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم بانتظام ما يلي:
- التحول الهرموني للوقت: تعمل هرمونات البلوغ على تغيير ساعة جسم المراهق إلى الأمام بحوالي ساعة أو ساعتين، مما يجعلهم ينامون متأخرين بساعة أو ساعتين. ومع ذلك، بينما ينام المراهق في وقت متأخر، لا يسمح له بدء الدراسة في وقت مبكر بالنوم. ويؤدي هذا إلى حرمان مزمن من النوم.
- استخدام الأجهزة التي تعتمد على الشاشات: فالهواتف الذكية والأجهزة الأخرى التي تستخدم في وقت قريب من وقت النوم تقلل من وقت النوم، فالمراهقون الذين يضعون هواتفهم الذكية بعيداً قبل النوم بساعة واحدة يحصلون على 21 دقيقة نوم إضافية في الليلة، أي ساعة و45 دقيقة على مدار الأسبوع الدراسي، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة فيك هيلث ومؤسسة سليب هيلث.
- جدول أعمال ما بعد المدرسة المزدحم: يمكن للواجبات المنزلية والرياضة والعمل بدوام جزئي والالتزامات الاجتماعية أن تقتطع من وقت نوم المراهق.
- الأنشطة الترفيهية: يمكن أن يؤدي إغراء الأنشطة الترفيهية المحفزة مثل التلفاز والإنترنت وألعاب الحاسوب إلى إبعاد المراهق عن الفراش.
- التعرض للضوء: الضوء يحفز الدماغ على البقاء مستيقظاً، وفي المساء، يمكن للأضواء المنبعثة من أجهزة التلفاز والهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب أن تمنع إنتاج الميلاتونين بشكل كافٍ، وهي المادة الكيميائية (الناقل العصبي) المسؤولة عن النوم في الدماغ.
- الحلقة المفرغة: يؤدي عدم كفاية النوم إلى زيادة نشاط دماغ المراهق، والدماغ المفرط في الاستيقاظ يكون أقل قدرة على النوم.
- اضطراب النوم: يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم، مثل متلازمة تململ الساقين أو توقف التنفس أثناء النوم، على مقدار النوم الذي يحصل عليه المراهق.
تأثيرات الحرمان من النوم عند المراهقين
يحتاج دماغ المراهق في فترة النمو السريع إلى ما بين 8 - 10 ساعات من النوم كل ليلة، وقد تشمل آثار الحرمان المزمن والمستمر من النوم ما يلي:
- صعوبات في التركيز.
- الشرود الذهني في الفصل.
- قصر فترة الانتباه.
- ضعف الذاكرة.
- ضعف اتخاذ القرارات.
- قلة الحماس.
- المزاجية والعدوانية.
- الاكتئاب.
- السلوكيات الخطيرة.
- بطء ردود الفعل الجسدية.
- السلوك الأخرق، والذي قد يؤدي إلى إصابات جسدية.
- انخفاض الأداء الرياضي.
- انخفاض الأداء الأكاديمي.
- زيادة عدد أيام التغيب عن المدرسة بسبب التعب.
الوقاية من الحرمان من النوم عند المراهقين وأهم النصائح للآباء والأمهات
حاول ألا تجادل ابنك المراهق بشأن وقت النوم. بدلاً من ذلك، ناقش المشكلة معه، وقوما معاً بتبادل الأفكار حول طرق زيادة حصته من النوم ليلاً. وتتضمن الاقتراحات ما يلي:
- اسمح لطفلك بالنوم لمدة أطول في عطلة نهاية الأسبوع.
- شجع طفلك على النوم مبكراً كل يوم خميس أو اليوم الذي يسبق العطلة الأسبوعية. إن السهر لوقت متأخر من ليلة الخميس يليه صباح يوم الاثنين في وقت مبكر سيجعل طفلك يشعر بالنعاس في بداية الأسبوع الدراسي.
- اتفقا معًا على الحدود الزمنية المناسبة لأي نشاط محفز مثل الواجبات المنزلية أو وقت مشاهدة الشاشات، وشجع الأنشطة المريحة أثناء المساء، مثل القراءة.
- تجنب المواعيد أو الحصص الدراسية أو الحصص التدريبية لطفلك في الصباح الباكر إن أمكن.
- ساعد ابنك المراهق على جدولة التزاماته بعد المدرسة بشكل أفضل لتوفير وقت للراحة والنوم.
- قوما معاً بتقييم جدول ابنك المراهق الأسبوعي ومعرفة ما إذا كان ملتزمًا أكثر من اللازم، وساعده على تقليص الأنشطة إذا كان كذلك.
- شجّع ابنك المراهق على أخذ قيلولة بعد الظهر بعد المدرسة للمساعدة في إعادة شحن طاقته، إذا كان لديه الوقت.
- اعملوا معاً لضبط ساعة جسم ابنك المراهق، وقد ترغب في استشارة طبيبك أولاً لتحقيق ذلك.
أهم نصائح النوم للمراهقين
يرغب الدماغ في سن المراهقة في الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر والنوم في وقت متأخر في الصباح التالي، وهو أمر يصعب عادةً التحكم فيه. قد تكون قادرًا على ضبط ساعة جسمك ولكن الأمر يستغرق وقتًا. تتضمن الاقتراحات ما يلي:
- اختر روتيناً مريحاً قبل النوم؛ على سبيل المثال، الاستحمام وتناول مشروب ساخن قبل النوم، أو ممارسة التأمل أو أنشطة اليقظة الذهنية، وقد تساعد اليوغا الخفيفة أيضاً في الاسترخاء والنوم.
- تجنب الشاشات مثل أجهزة الحاسوب أو التلفاز أو الهواتف الذكية أو الموسيقى الصاخبة أو الواجبات المنزلية، أو أي نشاط آخر يجعل عقلك مشغولاً لمدة ساعة على الأقل قبل النوم.
- تجنب المنبهات في المساء مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة.
- أبقِ غرفة نومك مظلمة في الليل. يتم تحديد دورة النوم والاستيقاظ في دماغك إلى حد كبير من خلال الضوء الذي يتلقاه من خلال العينين، فحاول تجنب مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية قبل النوم مباشرة. وفي الصباح، عرِّض عينيك للكثير من الضوء للمساعدة في إيقاظ دماغك.
- قم بنفس روتين ما قبل النوم كل ليلة لمدة أربعة أسابيع على الأقل لجعل دماغك يربط هذا الروتين بالخلود إلى النوم.
- ابدأ روتين وقت النوم أبكر قليلاً من المعتاد (10 دقائق مثلاً) بعد أربعة أسابيع، وافعل ذلك لمدة أسبوع واحد.
- أضف 10 دقائق إضافية كل أسبوع حتى تصل إلى وقت النوم الذي تريده.
- كن نشيطاً أثناء النهار حتى تكون أكثر تعباً بدنياً في الليل.
- قم بإعداد بيئة نوم مريحة.
- حدد وقتاً منتظماً للاستيقاظ.
- تجنب السهر في عطلات نهاية الأسبوع، فالسهر لوقت متأخر من الليل سيضيع كل مجهودك الذي بذلته لخلق روتين النوم.
- تذكر أن 30 دقيقة إضافية من النوم كل ليلة بشكل منتظم تحدث فرقاً كبيراً، ومع ذلك، قد يستغرق الأمر حوالي ستة أسابيع من النوم الإضافي قبل أن تشعر بالفوائد.
الأسئلة الأكثر شيوعاً حول الحرمان من النوم عند المراهقين
كَون مشكلة الحرمان من النوم عند المراهقين مشكلة شائعة، هناك بعض الأسئلة التي يطرحها الآباء، دعونا نجيب عن أهمها:
-
كيف تؤثر قلة النوم على الأطفال المراهقين؟
إن عدم كفاية النوم يعني عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، مما قد يتسبب في العديد من المشكلات بما في ذلك انخفاض نمو الدماغ، ومشكلات في التعلم وزيادة المشاعر السلبية المتكررة. كما يمكن أن يساهم أيضاً في مشكلات التحكم في الوزن، ومشكلات النمو وزيادة الإصابة بالأمراض.
-
هل يمكن للحرمان من النوم أن يسبب الحمى؟
أظهرت الأبحاثُ الآثارَ الضارة التي يمكن أن يُحدثها الحرمان من النوم على الجسم، بدءًا من الحد من الوظائف الإدراكية والوعي إلى إبطاء التئام الأنسجة ووقت التعافي، ومن الممكن أن تتسبب قلة النوم في ظهور أعراض المرض، مثل الصداع والحمى والقشعريرة.
-
هل يمكن للحرمان من النوم أن يؤثر على النمو؟
على المدى الطويل، قد يتأثر نمو الشخص بعدم حصوله على قسط كافٍ من النوم، وذلك لأن هرمون النمو يُفرز عادةً أثناء النوم. وإذا كان الشخص يحصل باستمرار على قسط قليل جدًا من، فإن هرمون النمو يُثبط. كما يمكن أن تؤثر قلة النوم أيضًا على الهرمونات الأخرى. لذلك يعد النوم من الأمور الأساسية في مرحلة المراهقة.
-
كم ساعة نوم يحتاج المراهق؟
تشير أبحاث النوم إلى أن المراهق يحتاج إلى ما بين 8 - 10 ساعات من النوم كل ليلة، ويجب التأكيد على أن ساعات النوم هذه يجب قضاؤها خلال فترة الليل، وذلك لضمان صحة جسدية وعقلية أفضل، ولضمان النمو السليم في هذه المرحلة العمرية.