تشميع الأذن هي طريقة تقليدية قديمة لإزالة شمع الأذن، ويتم ذلك من خلال وضع شمعة مضاءة مجوفة في الأذن لإنشاء فراغ هوائي دافئ يعمل على تليين وإزالة الشمع من الأذن بالإضافة إلى الشوائب الأخرى. وعلى الرغم من شعبية وانتشار استخدام هذه الطريقة؛ فإنه لا يوجد دليل على أن تشميع الأذن فعال وآمن، وينصح الأطباء بعدم تجربتها. وفي هذا المقال سنكتشف كيفية إجراء تشميع الأذن وحقيقة الفوائد المزعومة لشمعة الأذن والمخاوف المتعلقة بالسلامة والآثار الجانبية المحتملة لهذه الممارسة.
كيفية تشميع الأذن
شموع الأذن تسمى أيضاً مخاريط الأذن، أو الشموع الأذنية، وهي عبارة عن أنابيب مجوفة مصنوعة من القطن أو الكتان، والتي يتم لفها بإحكام على شكل مخروطي، ثم تُنقع في شمع العسل أو البارافين أو شمع الصويا وتترك حتى تتصلب. إليك كيفية التشميع وما يحدث أثناء جلسة تشميع الأذن:
- الاستلقاء على جانب واحد مع توجيه الأذن المراد علاجها نحو الأعلى.
- يتم وضع الشمعة من خلال ثقب في ورقة أو صفيحة معدنية لالتقاط قطرات الشمع.
- يتم وضع الشمعة بلطف في قناة الأذن الخارجية ثم يتم إشعالها.
- تتم الجلسة عندما يكون كعب الشمعة على بعد بضع بوصات عن الرأس، وهو ما يستغرق عادة عدة دقائق.
- تتم إزالة الشمعة وإطفاء اللهب ومسح الأذن الخارجية بقطعة قطن.
ما هي فوائد تشميع الأذن؟
يقال إن شمع الأذن يمتص الشمع والشوائب من الأذن، ويدّعي المؤيدون لهذه الطريقة في تنظيف الأذن من الشمع أنها يمكن أن تعالِج الحالات الآتية:
- الدوخة.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- ألم الجيوب الأنفية.
- طنين الأذن.
- عدوى الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى).
يدعي مؤيدو هذه الممارسة أن المادة الشمعية الداكنة التي تبقى أحياناً في كعب الشمعة المجوَّفة بعد الجلسة عبارة عن شمع الأذن وغيره من الشوائب، وهو دليل على نجاح تشميع الأذن ، ومن غير المرجح أن تشمل الحالات التي تصيب الأذن الوسطى الجيوب الأنفية وقناتي إستاكيوس والممرات الأنفية، حيث تفصل طبلة الأذن هذه الأجزاء عن قناة الأذن الخارجية حيث توضع الشمعة.
ويدعي بعض مصنعي شموع الأذن أن الدخان الناتج عن الشموع المشتعلة هو الذي يجفف قناة الأذن، ويقولون إن الدخان يحفز إفراز الجسم الطبيعي للشمع، والخلايا الميتة، والطفيليات والشوائب الأخرى، ولكن في النهاية لا يوجد أي دليل يدعم هذه الادعاءات حول تشميع الأذن.
أضرار تشميع الأذن
لا تدعم الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة تجربة استخدام شمعة الأذن بسبب عدم وجود أدلة على فعاليتها، واحتمال وجود مخاطر لها على السلامة، وتشمل المخاطر المحتملة لشمع الأذن ما يلي:
- الحروق الناتجة عن الشمع الساخن واللهب، وهي من الأضرار الأكثر شيوعاً.
- انسداد قناة الأذن نتيجة تقطير الشمع داخلها.
- تمزق طبلة الأذن.
- فقدان السمع.
- التهاب الأذن الخارجية.
وتحذر إدارة الغذاء والدواء (FDA) من استخدام الشموع المضاءة بالقرب من الوجه، لأن تشميع الأذن ينطوي على مخاطر عالية لحروق محتملة في الجلد والشعر وتلف الأذن الوسطى، وهناك خطر أيضاً أن تؤدي شموع الأذن المضاءة إلى نشوب حريق في المكان، لذا وجد مقدمو الرعاية الصحية أن شمع الأذن يمكن أن يضر أكثر مما يفيد، ويكون تشميع الأذن أكثر خطرًا على الأطفال الذين يكونون أكثر عرضة للمخاطر وسوء الاستخدام.
أفضل طرق إزالة شمع الأذن
لا تحتاج إلى إزالة شمع الأذن عادة، لأن الشمع مفيد للأذن ويقدم لها الحماية، لكن يمكن اللجوء إلى طرق إزالة الشمع الزائد من الأذن في حال كان هناك إفراز زائد عن الطبيعي لشمع الأذن، أو تراكم غير مرغوب فيه، ومن فوائد شمع الأذن ما يلي:
- يعمل كمرطب طبيعي ويمنع جفاف الجلد داخل الأذن.
- يحبس الأوساخ والغبار قبل أن تصل إلى القناة.
- يمتص خلايا الجلد الميتة والشوائب.
- يحمي الأذن الداخلية من البكتيريا والكائنات المُعدية الأخرى.
وتتمتع الأذن بنظام تنظيف ذاتي، ويتم إزالة الشمع منها بشكل طبيعي، فمعظم الناس لا يحتاجون إلى طرق تنظيف إضافية، ومع ذلك؛ فإن تراكم شمع الأذن قد يسبب عدم الراحة لدى بعض الأشخاص، إذ يسبب عدم كفاءة نظام التنظيف الذاتي للأذن ما يعرف بانحشار الصِّملاغ (انسداد قناة الأذن الخارجية بشمع الأذن المتراكم)، وتشمل أعراض الانسداد فقدانَ السمع المؤقت، والدوار، وطنين الأذن فإذا كان لديك تراكم لشمع الأذن في القناة السمعية الخارجية؛ فيمكن للطبيب الكشف عن ذلك وإزالة الشمع بالطرق المخصصة لذلك إذا لزم الأمر.
ويمكن أن يصف لك قطرات الأذن التي يمكنها تليين شمع الأذن والسماح له بالخروج بسهولة من خلال الغسل اللطيف، مثل أثناء الاستحمام أو استخدام حقنة ماء، ونوصي بعدم استخدام قطنة الأذن مطلقاً، لأن ذلك قد يدفع الشمع إلى الداخل أكثر، وقد يؤذي طبلة الأذن.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف يتم التخلص من شمع الأذن؟
يمكن شطف قناة الأذن وطرد شمع الأذن الزائد باستخدام حقنة مطاطية تحتوي على ماء أو محلول ملحي، ولكن يجب التأكد أن حرارة الماء أو المحلول الملحي قريبة من درجة حرارة الجسم، لأن استخدام الماء البارد يمكن أن يؤثر على الأعصاب المسؤولة عن الحركة والاتزان مما يجعلك تشعر بالدوار، ولا ننصح باستخدام أجهزة الشفط المنزلية، ويمكن كذلك إزالة الشمع في عيادة الطبيب من خلال أجهزة الشفط، أو يمكن أن يصف لك الطبيب قطرة أذن تساعد على تليين شمع الأذن وخروجه بسهولة.
ما هي أعراض تراكم الشمع في الأذن؟
هناك عدة أعراض تدل على تراكم الشمع في الأذن، وبالتالي الشعور بعدم الراحة مثل ألم الأذن، والشعور بالامتلاء في الأذن، ورنين أو سماع أصوات في الأذن، وفقدان السمع المؤقت، والدوخة، والسعال، وحكة في الأذن، ورائحة أو إفرازات في الأذن.
هل الأذن تنظف نفسها من الشمع؟
نعم، الأذن تنظف نفسها بنفسها، وليس هناك حاجة لتنظيفها بشكل روتيني، وننصح بعدم استخدام قطن الأذن لإزالة شمع الأذن، أو اتباع أي طريقة أخرى لتنظيف الأذن، لأن أضرار هذه الطرق قد تكون أكثر من فوائدها، ويجب أن تعرف أن شمع الأذن يتم إنتاجه داخل قناة الأذن وينتقل بشكل طبيعي من الداخل إلى الخارج.
نصيحة من موقع صحتك
تشميع الأذن هي ممارسة لتنظيف الأذن من الشمع، وتتضمن وضع شمعة مضاءة مجوفة في الأذن كوسيلة لإزالة شمع الأذن، لكن على الرغم من فوائد هذه الطريقة التي يروج لها المؤيدون؛ فإنه لا يوجد أي دليل على أن تشميع الأذن له أي فوائد أو أنه يعالج أي مشكلة صحية في الأذن، بل يقد سبب العديد من الأضرار والمخاطر، بما في ذلك الحروق وثقب طبلة الأذن وفقدان السمع، فإذا كنت تشعر بعدم الراحة وتعتقد أن السبب هو تراكم الشمع في الأذنين؛ فيمكنك استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لإزالة هذا الشمع بالطرق الخاصة، والتي تكون آمنة وغير مؤذية.
المصادر
