كيف يمكننا التخلص من الوسواس القهري؟

الأخت الفاضلة:
الوسواس القهري هو مرض نفسي، تتكون أعراضه من تردد فكرة مزعجة للشخص يعلم أنها ليست صحيحة أو منطقية ولا يستطيع طردها، ولذلك سُمّي وسواسًا، وتقهر هذه الأفكار الشخص فيضطر لعمل عمل لا يراه منطقيًا، تنفيذًا لهذه الأفكار التي يحاول مقاومتها ولا يستطيع، ولذلك سُمي قهريًا.

يأتي الوسواس بأكثر من نوع، فيمكن أن تكون الوسوسة خاصة بالنظافة أو الطهارة عمومًا، فما إن ينتهي من الوضوء حتى يتوضأ مرة أخرى، وتكون كذلك في الأمور الدينية المختلفة، مثل أفكار خاطئة عن الله -جل وعلا-، أو الدين أو الصلاة، ويمكن كذلك أن تأتي في عدّ الأشياء فيكرر مثلًا عدّ المال الذي في جيبه مرات عديدة، ويأتي في صورة التأكيد المتكرر على غلق الأبواب أو النوافذ أو "البوتاجاز" ... إلخ، ويأتي في أمور مختلفة وقد ذكرت أشهرها.

العلاج الأساسي له هو الدواء، وهو الذي يحسن الشخص من خلال تقليل الأفكار الوسواسية في ذهن الإنسان. ليست هذه الأدوية أدوية مهدئة، ولكنها أدوية تعمل على تعديل المواد الكيميائية. أقل مدة لهذه الأدوية 6 أشهر، وربما أكثر حسب مدى استجابة الشخص للدواء.
العلاج الثاني هو العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد الشخص على تخطي ما تبقى من الوسواس إن بقي منه شيء بعد الدواء، أو أنه يغيّر من طبيعة تفكيره حتى إذا أوقف العلاج الدوائي لم ترجع هذه الأفكار إلى الشخص مرة أخرى.

ومن أشهر التطبيقات التي يتعلمها المريض طريقة التعرض وعدم الاستجابة، ومعناها التعرض المثير للوسواس مع عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية وعمل الأفكار القهرية التي تأتي من الوسواس، وإجراء هذا التطبيق بشكل متكرر يساعد كثيرًا على التغلب على الوسواس تمامًا.
شفاك الله وعافاك.