الوسواس القهري .. هل الصدمات الكهربائية مفيدة له؟
أعاني من الوسواس القهري، وحاليًا الحالة ازدادت، يوجد خوف دائم من كل شيء، لا أرتاح في أي مكان أجلس به حتى بالمنزل، أفكار سلبية لا تفارقني إلا عند النوم، لا أريد أن أخرج إلى الشارع لنظرة الناس لي بأني مريض، قال لي الطبيب أنت بحاجة لجلسات كهربائية للدماغ، وأنا خفت جدا من الموضوع، هل هناك بمصر طريقة علاج غير الصدمات؟ وهل مضمونة؟ لأني تعبت جدا وأفكر في الانتحار.
الأخ الكريم، الوسواس القهري يحدَّد نوعُ علاجه من خلال التشخيص الدقيق، وأنت ذكرت في سؤالك أن ما تعانيه هو وسواس قهري، إلا أنك ذكرت أعراضًا متعددة من القلق. وأيًا كان تشخيصك، سواء وسواسًا أم قلقًا، فإنهما لا ينتفعان بجلسات الصدمات الكهربائية. وربما رأى طبيبك أن لديك أعراضًا أخرى تحتاج لعلاجها بتلك الصدمات.
الوسواس القهري متى توصف له الصدمات الكهربائية؟
عادة ما يتم وصف الصدمات الكهربائية لمرضى:
- الاكتئاب الشديد: الذي لا يستجيب بشكل كبير للأدوية، وخاصة إذا كان يصاحبه أعراض ذهانية.
- حالات الهوس الشديد: التي تُظهِر تحسنًا قليلًا على الدواء.
- حالات الفصام الشديد: التي لا تستجيب للأدوية، وخاصة إذا كان العنف كثيرًا من المريض، وكذلك في أعراض التخشب التي تظهر على بعض مرضى الذهان.
علاج الوسواس القهري
تهدف العلاجات للسيطرة على الأعراض، كي لا تسيطر هي على حياتك اليومية، والعلاجان الرئيسيان هما العلاج النفسي والأدوية، والجمع بينهما فعال.
- العلاج النفسي: من خلال "التعريض مع منع الاستجابة" (ERP exposure and response prevention)، وتتضمن هذه الطريقة العلاجية تعريض المريض تدريجيًا لشيء يخافه أو تدور حوله وساوسه، مثل القذارة، وتعليمه طرقًا صحية للتكيف مع قلقه، ويحتاج العلاج بالتعرض إلى الممارسة وبذل المجهود، لكنه قد يساعد على الاستمتاع بحياة أفضل.
- الأدوية: يبدأ الأطباء بتجربة مضادات الاكتئاب، ومن الأدوية المعتمدة في هذه الخصوص من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لعلاج اضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- كلوميبرامين (أنافرانيل).
- فلوفوكسامين (لوفوكس سي آر).
- فلوكسيتين (بروزاك).
- باروكسيتين (باكسيل أو بيكسيفا).
- سيرترالين (زولوفت).
- طرق العلاج الأخرى: تستمر الأبحاث بشأن الفاعلية المحتملة لطريقة التنبيه الدماغي العميق (DBS deep brain stimulation) لعلاج اضطراب الوسواس القهري الذي لا يستجيب لطرق العلاج التقليدية، ولكنه لم يخضع لاختبارات دقيقة وشاملة.
ومن المعتاد تجربة عدة أدوية قبل الوصول للدواء الذي يمكنه السيطرة على الأعراض، وقد يستغرق هذا عدة أسابيع أو شهورًا قليلة.
كيف يمكن التفرقة بين الكمالية والوسواس القهري؟
بعض هذه الأعراض قد تظهر في الأشخاص الذين يتسمون بالكمالية (perfectionist)، فكيف يمكن أن نفرّق بين الحالتين؟ وهل هناك فرق بين أن يكون الفرد كماليًا وأن يكون مصابًا باضطراب الوسواس القهري؟ عند المصاب بالوسواس القهري فإن وساوسه وسلوكياته القهرية تؤثر على جودة حياته، وتسيطر عليها، ووجود هذه الوساوس والسلوكيات القهرية يسبب له الضيق الشديد، ولكن كل محاولات المقاومة تبوء بالفشل، والاستسلام للأفعال القهرية لا يؤدي إلى الراحة.
كلمة أخيرة
الأنسب لك أن تزور طبيبًا آخر في منطقتك، وأن تتأكد من التشخيص، ومن خطة العلاج المناسبة لك، شفاك الله وعافاك.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك