مرحلة انقطاع الطمث (Menopause) هي عملية بيولوجية طبيعية تحدث للنساء في منتصف العمر (الأربعينيات أو الخمسينيات)، وتمثل نهاية المرحلة الإنجابية أو خصوبة المرأة. وقد يطلق على هذه المرحلة "سن اليأس"، لكن لا يحبذ استخدام هذا المصطلح، لأنه يسبب مشكلات نفسية وعاطفية، مثل القلق والحزن ومشاعر الخسارة. أيضا، بإمكان السيدة الحفاظ على صحتها وحيويتها وجاذبيتها على الرغم من عدم قدرتها على الإنجاب.
تشمل أعراض انقطاع الطمث:
- فترات الحيض غير المنتظمة.
- الهبات الساخنة.
- جفاف المهبل.
- مشكلات في النوم.
وفي حين أن بعض النساء تمر مرحلة انقطاع الطمث لديهن بسهولة إلى حد ما، فإن أخريات يعانين من انزعاج متوسط إلى شديد، الأمر الذي يستدعي العلاج لتخفيف الأعراض. لكن، من الجدير بالذكر أن بعض النساء قد لا يعرفن أن سبب هذه الأعراض هو مرورهن بمرحلة انقطاع الطمث.
في هذا المقال؛ نسلط الضوء على أهمية وفائدة إجراء الاختبار الذاتي في المنزل لمعرفة ما إذا كانت أعراضك تعني أنك في مرحلة انقطاع الطمث، وما إذا كان الوقت قد حان لاستشارة الطبيب أم لا..
اختبار للكشف عن مرحلة انقطاع الطمث
يعتمد عمل اختبار الكشف عن مرحلة انقطاع الطمث في المنزل على قياس الهرمون المنبه للجريب (FSH) في البول، إذ يتم إنتاج هذا الهرمون بواسطة الغدة النخامية، وترتفع مستوياته بشكل مؤقت كل شهر لتحفيز المبيضين على إنتاج البويضات.
وعندما تدخل السيدة مرحلة انقطاع الطمث ويتوقف المبيضان عن إنتاج هرمونات الأستروجين والبروجستيرون، ترتفع أيضًا مستويات الهرمون المنبه للجريب، كتعويض من الجسم، ومحاولة لتنشيط المبيضين على إنتاج هرموني الأستروجين والبروجيستيرون. لكن، سيوضح الاختبار ارتفاع الهرمون المنبه للجريب، وهذا لا يعني بالضرورة أن السبب الوحيد هو انقطاع الطمث، بل هو إشارة للسيدة التي تعاني هذه الأعراض المزعجة أن الوقت حان لزيارة طبيبها وإجراء المزيد من الفحوصات.
من الجدير بالذكر أن السيدات اللواتي ما زلن يعانين من دورات حيض غير منتظمة، قد تكون المستويات المرتفعة لهذا الهرمون طبيعية في هذه المرحلة. لهذا، يجب ألا يتم الاعتماد على أن المستويات المرتفعة لهذا الهرمون هي دليل على مرحلة انقطاع الطمث، وأنها محمية من الحمل، فقد يحصل الحمل على الرغم من ذلك.
لمن يوصى باختبار انقطاع الطمث المنزلي؟
توصى السيدات اللواتي يعانين من أعراض انقطاع الطمث ويرغبن بمعرفة التشخيص، والسبب وراء تلك الأعراض إجراء هذا الاختبار. ويمكن أن يكون الاختبار بمثابة سبب منطقي وإشارة مهمة للسيدة لزيارة طبيبها. من المتوقع أن يقوم الطبيب بإجراء فحوصات أخرى للتشخيص الدقيق. لكن، في حالة كان عمر المرأة 45 عامًا أو أكثر ولم تحض لمدة عام واحد، فليس من الضروري إجراء أي اختبارات؛ لأنه سيكون زائداً عن الحاجة، خاصة إذا كانت المرأة تعاني من أعراض انقطاع الطمث.
كيف يعمل اختبار انقطاع الطمث المنزلي؟
تعمل اختبارات انقطاع الطمث بنفس الطريقة البسيطة التي يعمل بها اختبار الحمل المنزلي، حيث تضع نهاية جهاز بلاستيكي تحت مجرى البول، أو تغمس الجهاز في كوب من البول. تتفاعل المواد الكيميائية الموجودة في الجهاز مع الهرمون المنبه للجريب FSH الذي يتم إفرازه بالبول، واعتمادا على التركيز تظهر النتيجة "إيجابية" أو "سلبية"، ومن المهم قراءة التعليمات الموجودة في طقم الاختبار المنزلي للتأكد.
وتشير:
1. نتيجة الاختبار الإيجابية
إلى أنك قد تكونين في مرحلة انقطاع الطمث، لكن، إذا كنتِ ما تزالين تعانين من فترات الحيض وتستخدمين وسيلة لمنع الحمل، فاستمري في استخدامها، لأن نتائج الاختبار ليست مضمونة، ويمكن أن تصبحي حاملاً حتى إذا كانت نتيجة اختبارك تدل على ارتفاع الهرمون المنبه للجريب، فقد تكونين في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو حتى انقطاع الطمث.
2. نتيجة القراءة السلبية
لا تعني أنك لم تَصِلي إلى سن انقطاع الحيض أيضاً؛ وهناك عوامل أخرى يمكن أن تساهم في النتيجة السلبية. إذا كنت تعانين من أعراض معيّنة، فمن الأفضل استشارة طبيبك أيضا. لكن الأطباء عادة لا يعتمدون على نتيجة الاختبار وحدها، بل هم بحاجة إلى معرفة تاريخك الطبي وتاريخ عائلتك كجزء من تقييم شامل لحالتك.
ما مدى دقة الاختبار؟
مثل أي اختبار آخر، يمكن أن يتأثر اختبار انقطاع الطمث المنزلي بعوامل خارجية تؤثر على دقة النتائج، مثل:
- إجراء الاختبار في الصباح الباكر عندما يكون البول مركزا جدا.
- شرب كميات كبيرة من الماء قبل الاختبار.
- إذا كنت تتناولين أو توقفت مؤخرا عن تناول حبوب منع الحمل أو لصقات منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة، أو مكملات الأستروجين.
ومع ذلك، يعتبر الاختبار موثوقًا به على نطاق واسع: فهو يكشف بدقة الهرمون المنبه للجريب FSH نحو 9 مرات من أصل 10.3.
المصدر: