تشكو من الحمى والإرهاق الشديد، وآلام البطن، وفقدان الشهية، والغثيان، من حولك يسألونك لماذا يبدو لونك مصفرا هكذا؟!!! تذهب للطبيب وبعد الكشف السريري وإجراء التحاليل، يخبرك الطبيب بأنك مصاب بالالتهاب الكبدي الحاد، تشعر بالخوف، يخبرونك أن الحرص على التغذية السليمة خلال فترة المرض من أهم عوامل الشفاء، ولكنك لا تعرف ماذا تأكل؟ وكيف تأكله؟ وما هي الأغذية التي يجب الامتناع عنها؟ وهل فعلا يجب أن يقتصر غذاؤك على المربى والعسل؟ تعال نتعرف سويا على الطريقة المناسبة لتغذية مريض الالتهاب الكبدي الحاد.
* وفي البداية نحتاج أن نفهم ما هو المقصود بالالتهاب الكبدي الحاد؟
هو تدهور سريع وحاد في وظائف الكبد، نتيجة تدمير حاد لخلايا الكبد، وأشهر أسبابه هي العدوى بفيروسات الالتهاب الكبدي إيه وبي وسي واي (HAV-HBV-HCV-HEV)، وغيرها من الفيروسات، ويحدث أيضا بسبب الاضطرابات المناعية، والأدوية والسموم، وأحيانا يحدث بدون أسباب معلومة. * ومن أهم أعراض المرض فقدان الشهية الشديد مع وجود غثيان، وآلام في أعلى البطن، وحمى في حالات العدوى الفيروسية، وتلون الجلد وبياض العين باللون الأصفر (الصفراء)، واحمرار لون البول.
ومن حسن الحظ أن خلايا الكبد قادرة على إعادة التكاثر وانتاج خلايا جديدة سليمة، ولكن حتى تستعيد خلايا الكبد حيويتها، فإن التغذية السليمة أثناء فترة المرض مهمة جدا، وتعتبر من أهم عناصر العلاج بالإضافة للراحة والعلاج الدوائي، وذلك لدور الكبد الهام والمحوري في عملية الاستقلاب الغذائي، فكيف تتم تغذية مريض الالتهاب الكبدي الحاد؟ ما هي الأغذية المسموح بها؟ وما هي الأغذية الممنوعة؟
* العلاج الغذائي لمريض الالتهاب الكبدي الحاد
- إذا كنت مصابا بالالتهاب الكبدي الحاد فإن غذاءك لا بد أن يكون غنيا بالبروتين والطاقة، وذلك حتى لا تستهلك أنسجة الجسم في إنتاج الطاقة. - من أهم خطوط العلاج الراحة التامة.
- الامتناع التام عن المواد الكحولية خلال فترة المرض.
- عدم تناول أي أدوية بدون الرجوع للطبيب (لأن الكثير من الأدوية يعتمد تمثيلها على الكبد، وخلايا الكبد المعتل قد لا تستطيع التعامل مع هذه الأدوية، ما يؤدي لتراكمها).
وهذه هي أهم محددات النظام الغذائي
- الطاقة: تعطى بحدود 35-45 سعراً لكل كيلوغرام من وزن الجسم المثالي، وذلك بهدف منع الجسم من حرق أنسجته كمصدر للطاقة.- البروتين: يُعطى مقدار كافٍ من البروتين لمنع حدوث سوء التغذية بالبروتين، وللمساعدة في تكوين أنسجة الكبد والعضلات وتعويض التالف منها. مع الحذر من زيادة البروتين بكميات كبيرة حتى لا يدخل المريض في حالة اعتلال دماغي وغيبوبة كبدية Encephalopathy، ولذلك تختلف كمية البروتين المعطاة باختلاف درجة تحمل المريض. وبشكل عام يعطى البروتين ما بين 0.8 إلى 1 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
- الكربوهيدرات: تعطى في حدود 300-400 غرام / اليوم.
- الدهون: يفضل الإقلال من تناول الدهون لأن امتصاصها لا يتم بالصورة المعتادة بسبب نقص الصفراء، وينصح بإعطاء الدهون في حدود 25 إلى 40% من الطاقة الكليّة.
* نصائح عامة لتغذية مريض الالتهاب الكبدي الحاد
1- يجب اتباع نظام وجبات صغيرة متكررة، وينصح بتناول 6 وجبات صغرة بدلا من 3 وجبات كبيرة، ويفضل استغلال الأوقات التي يكون فيها الغثيان أقل ما يمكن، وعادة يحدث هذا في الصباح، وقبل التعرض لأي روائح.
2- يجب الابتعاد عن قلي الطعام والاستعاضة عن ذلك بالسلق أو الشي.
* نموذج لنظام غذائي يومي لمريض التهاب الكبد الحاد
- القيمة الغذائية1. طاقة: حوالي 2600 سعرة حرارية.
2. دهون: 50 غراما.
3. بروتينات: 70 غراما.
4. كربوهيدارات: 450 غراما.
- الوجبات اليومية
1. الفطور
- خبز أبيض، 3 شرائح.
- مربى، ملعقتان كبيرتان.
- جبن منزوع الدسم، 0.5 فنجان.
- حليب منزوع الدسم، فنجان مع السكر.
- شاي أو قهوة بحسب الرغبة.
2. الغداء
- خبز أبيض، 3 شرائح.
- أرز أو معكرونة مسلوقة، بدون دهون، مقدار فنجان.
- خضار مسلوق، مقدار فنجان.
- لحوم (طيور أو لحم سمك)، حوالي 100-125 غرام، بدون دهون.
- حبة فاكهة واحدة.
3. العشاء
- خبز أبيض، 3 شرائح + حبوب مقدار 0.5 فنجان.
- بطاطا مهروسة مقدار 0.5 فنجان.
- كسترد أو زبادي أو مهلبية (من لبن منزوع الدسم)، مقدار فنجان.
- فاكهة أو عصير فواكه محلى بالسكر.
- عسل، ملعقتان كبيرتان.
4. بين الوجبات
يمكن للمريض أن يتناول عصير فواكه (مقدار فنجان محلى بالسكر)، أو تناول الشاي والقهوة بحسب الرغبة.
المصادر
1- Chicago Dietetic Association and the south suburban Dietetic Association. Manual of clinical Dietetics, 5ed, Am Diet. Assoc. 456-472, 1996.
2- Goldbach BA and Nickleaach J. Nutritional Care in diseases of the liver, and biliary system. In: Food, Nutrition and Diet Therapy Mahan LK and Escoot-Stump S editors. 9ed, WB Saunders Co. 641-661, 1996.
3- Korsten MA and Lver CS. Nutrition in pancreatic and liver. In: Modern Nutrition and Healthy and Diseases. 8ed, Vol.1. Lea and Febiger, 1066-1080, 1994.
4- Rombean JI, Radandelle R. Parenteral Nutrition, 3ed, WB Saunders Co. 2001
5- Stan field PS. Nutrition and Diet Therapy, 3ed, Jones and Barlette publishers, 259-272, 1997.
6- https://www.nih.gov