مع انتشار تفشي مرض جدري القرود، ظهرت تقارير عن امرأة أميركية كانت نتيجة اختبارها إيجابية أثناء الحمل وأنجبت طفلاً سليمًا. وفي 23 يوليو/ تموز، في لجنة تناقش التحديثات حول اختبار جدري القرود وعلاجه لجمعية الأمراض المعدية الأميركية، شارك جون بروكس، العضو المنتدب وكبير المسؤولين الطبيين في قسم الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، مزيدًا من التفاصيل.
وقال: "إن مركز السيطرة على الأمراض على علم بامرأة حامل في الولايات المتحدة تأكدت إصابتها بجدري القرود وأنجبت طفلاً، بينما من الممكن أن ينتشر الفيروس إلى الجنين عبر المشيمة، إلا أن هذا لم يحدث في هذه الحالة، وأن الأم والطفل يتمتعان بصحة جيدة".
هل توجد مخاطر على الحوامل المصابات بجدري القرود؟
قال دانييل كوريتزكس، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، إن الأمراض الفيروسية تميل إلى التأثير على الحوامل بشكل أكثر حدة من عامة السكان، و"القلق هو أنه، خاصة في وقت لاحق من الحمل، يكون جهاز المناعة لدى الأشخاص مكبوتًا نسبيًا، ويمكن أن يكون العديد من حالات العدوى الفيروسية أكثر حدة، على سبيل المثال، يمكن أن يكون جدري الماء شديدًا جدًا في فترة الحمل المتأخرة".
لذلك، ما مدى خطورة جدري القرود في الحمل؟ كانت هناك تقارير عن فقدان الحمل والإملاص لدى الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بجدري القرود. وأشار الدكتور كوريتزكس إلى أنه لا يوجد العديد من الحالات الموثقة جيدًا من جدري القرود لدى النساء الحوامل، لكنه أشار إلى تقرير واحد لعام 2017 يلقي الضوء على بعض الآثار المحتملة لجدري القرود.
وقال: "هناك تقرير عن أربع حالات من جدري القرود لدى النساء الحوامل أظهر أنه يمكن أن تكون هناك نتائج عكسية خطيرة". "في إحدى الحالات، كان هناك ولادة مبكرة للجنين، وأظهر فحص بعد الوفاة أنه كان هناك انتشار لجدري القرود إلى الجنين، مع وجود آفات واضحة على الجسم والتهاب الكبد، كما أجهضت اثنتان من النساء في وقت مبكر من الحمل،نتيجة إصابتهما بجدري القرود".
هل يمكن أن ينتقل جدري القرود إلى الجنين؟
في إحدى الحالات الأميركية التي تم إبلاغ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لم تنتشر عدوى جدري القرود لدى الأم إلى طفلها. ومع ذلك، يتفق كل من مركز السيطرة على الأمراض والدكتور كوريتزكس على أنه من الممكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى الجنين. وتنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على أن "المرأة الحامل يمكن أن تنشر الفيروس إلى جنينها من خلال المشيمة".
وأضاف الدكتور كوريتزكس أنه حتى إذا لم ينتقل جدري القرود إلى الجنين في الرحم، فمن الممكن أن يصاب أثناء الولادة إذا كانت الوالدة تعاني من طفح جلدي، حيث ينتشر الفيروس عن طريق الاتصال المباشر بقرح أو قشور جدري القرود، أي اعتمادًا على الآفات التي قد تكون موجودة في وقت الولادة، إذا كانت هناك آفات على الفرج، فمن المتوقع أن يكون هناك انتقال بعد الولادة".
أعراض جدري القرود عند الحوامل
أكثر الأعراض المعروفة لجدري القرود هي الطفح الجلدي الذي يشبه البثور، ويمكن أن يسبب الحكة أو الألم. ويظهر عادةً على الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج أو حولها، ولكن شوهد في أماكن أخرى من الجسم أيضًا، مثل الفم والوجه والصدر واليدين والقدمين. ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
- الحُمى.
- الصداع.
- آلام العضلات والظهر.
- تورم الغدد الليمفاوية.
- القشعريرة.
- الإنهاك.
- أعراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الحلق واحتقان الأنف والسعال.
ويجب على الحوامل أن يبحثن عن نفس الأعراض، وأن يتصلن بمقدم الرعاية الصحية إذا كانت لديهن أية مخاوف. وقال الدكتور كوريتزكس: "لا أتوقع أن تكون الأعراض مختلفة أثناء الحمل، الفيروس سيتصرف بنفس الطريقة، سيسبب الحمى والتعب والطفح الجلدي".
ما هو علاج جدري القرود؟
في الوقت الحالي، يوجد دواء واحد فقط يعتبر آمنًا لعلاج جدري القرود عند الحوامل: TPOXX (tecovirimat). وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن البيانات الوحيدة المتاحة حول استخدامها في الحمل تأتي من الدراسات التي أجريت على الحيوانات.
قال الدكتور كوريتزكس: "يمكن استخدامه لعلاج النساء الحوامل لكن بحذر، فإذا كانت المرأة حاملًا وأصيبت بالعدوى، فستحتاج هي وطبيبها لمناقشة المخاطر والفوائد المحتملة نظرًا لأن لدينا القليل من المعلومات حول سلامتها أثناء الحمل، أو فعاليتها في منع انتقال العدوى من الأم إلى الطفل".
هل يمكن تطعيم الحوامل ضد مرض جدري القرود؟
قال الدكتور كوريتزكس عن اللقاحين المستخدمَين في الولايات المتحدة للوقاية من جدري القرود - ACAM2000 وJYNNEOS، يمكن اعتبار الأخير فقط آمنًا للحوامل، على الرغم من محدودية البيانات البشرية. ولا يُنصح باستخدام اللقاح ACAM2000 نظرًا لخطر فقدان الحمل والعيوب الخلقية والآثار الضارة الأخرى وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض. وبصرف النظر عن التطعيم، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بغسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من طفح جلدي يشبه جدري القرود.
وبالنسبة لمعظم الناس، يكون خطر الإصابة بالعدوى منخفضًا وإن فكرة الإصابة بجدري القرود أثناء الحمل مخيفة، لكن الخبراء يريدون أن يعرف الناس أنها لا تزال عدوى نادرة، وأن الخطر الأكبر محدق بالرجال المثليين، وخاصة من لديهم أكثر من شريك.
الخلاصة..
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر عند انتشار فيروس جديد. لكن، يريد الخبراء أن تعرف الحوامل أن خطر الإصابة بجدري القرود لا يزال منخفضًا للغاية. وإذا كانت لديك أي مخاوف بشأن الفيروس أو التعرض المحتمل، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.
* المصدر: