صحــــتك

ما هو جدري القرود ؟ كيف ينتشر؟ وهل هو خطر؟

جدري القرود وما توصلنا اليه حتى هذه اللحظة

لقد دفع الانتشار السريع لسلالة جديدة من فيروس جدري القرود في جميع أنحاء أفريقيا منظمة الصحة العالمية إلى إعلانها مرة ثانية حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا الأسبوع الماضي. ولكن ما هو فيروس جدري القرود، ومن أين جاء، وكيف يمكن للعالم التعامل معه، وهل ستبدأ جائحة جديدة شبيهة بجائحة كورونا؟ تابع القراءة للتعرف أكثر.

ما هو فيروس جدري القرود؟

يمكن أن ينتشر هذا المرض الفيروسي الذي قد يُعرف باسم جدري القرود أو جدري النِّسْناس أو جدري القردة بين الأشخاص، وخاصة من خلال الاتصال الوثيق، وأحيانًا من البيئة إلى الأشخاص عبر الأشياء والأسطح التي لمسها شخص مصاب بفيروس جدري القرود.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ظهر هذا الفيروس لأول مرة عند الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970.

انتشر هذا المرض المعدي في وسط وغرب أفريقيا، وتسبب لاحقًا في انتشار نحو 35 ألف حالة في كثير من دول العالم في عام 2022، مما أدى إلى إعلان هذا المرض حالة طوارئ صحية عامة لمنظمة الصحة العالمية في يوليو 2024.

ما هي أعراض فيروس جدري القرود ؟

تتشابه أعراض جدري القرود مع أعراض الجدري المعروف، لكن أعراض جدري القرود عادة ما تكون أقل شدة. بعد الإصابة بفيروس جدري القرود، قد يستغرق ظهور الأعراض الأولى من 5 إلى 21 يومًا، وقد يستغرق الأمر من 7 إلى 14 يومًا في كثير من الحالات. إذًا كيف تبدأ أعراض جدري القرود ؟  تشمل الأعراض المبكرة ما يأتي:

  • الحمى، وهي العَرَض الأول عادةً.
  • صداع في الرأس.
  • آلام العضلات.
  • آلام الظهر.
  • إعياء.
  • قشعريرة.
  • تضخم الغدد اللمفاوية، المعروف أيضًا باسم تضخم العقد اللمفية.

أين تنتشر حبوب جدري القرود ؟

يبدأ جدري القرود بحمى في الجسم, ويظهر الطفح الجلدي عادة بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الحمى. يؤثر الطفح الجلدي عادةً على:

  • الوجه، وهو الموقع الأكثر شيوعًا.
  • راحتي اليدين.
  • أخمص القدمين.
  • الفم.
  • الأعضاء التناسلية.
  • العيون، بما في ذلك الملتحمة والقرنية.
  • الصدر والظهر.

شكل جدري القرود بالصور

كيف يبدو طفح جدري القرود؟ هناك عدة مراحل لتشكل فيروس جدري القرود على الجلد، وهنا سنقدم لك شكل جدري القرود بالصور في كل مرحلة:

  • المرحلة الأولى: البقع (Macules)، تتشكل في هذه المرحلة بقع وردية مسطحة مستديرة بدون نتوء على الجلد، وتستمر لمدة يوم إلى يومين.
     

  • المرحلة الثانية: الحطاطات (Papules)، تأتي الحطاطات من بقعة وردية مسطحة إلى نتوء مرتفع يستمر عادةً لمدة يوم إلى يومين.
     
  • المرحلة الثالثة: الحويصلات (Vesicles)، في هذه المرحلة تتحول النتوءات من نتوء مرتفع إلى نتوء ممتلئ بسائل شفاف لمدة يوم إلى يومين آخرين.
     
  • المرحلة الرابعة: البثور (Pustules)، تتطور الحويصلات من نتوء مملوء بسائل شفاف إلى نتوء معتم مليء بالصديد. يكبر نتوء الصديد ويصبح أكثر صلابة وقد يتطور إلى حفرة صغيرة في المنتصف. قد يبدأ النتوء في تكوين قشرة صغيرة متقشرة في المنتصف. تستغرق هذه المرحلة نحو أسبوع.
     
  • المرحلة الخامسة: القشور (Scabs)، على مدار أسبوع أو أسبوعين، ستتقشر نتوءات الصديد وتتكون قشرة عليها. ستبقى القشور لمدة أسبوع تقريبًا قبل أن تبدأ في التساقط.
الصورة
جدري القرود وما توصلنا اليه حتى هذه اللحظة: شكل الطفح الجلدي لجدري القردة
جدري القرود وما توصلنا إليه حتى هذه اللحظة: شكل الطفح الجلدي لجدري القردة

 

كيف ينتقل جدري القرود؟

هناك ثلاثة طرق معروفة لانتقال جدري القرود والإصابة به، وهي مفسرة كالآتي:

1. من إنسان إلى إنسان 

يمكن أن يؤدي التلامس الوثيق مع شخص مصاب بجدري القرود أو ممارسة الجنس معه إلى انتقال الفيروسات، ولكن هل يمكن انتقاله عن طريق الهواء؟ وفقًا لمنظمة الصحة العالمية هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول كيفية انتشار الفيروس بهذه الطريقة أثناء تفشيه في بيئات وظروف مختلفة.
 

ما يعرفه العلماء حتى هذه اللحظة هو أنه من الممكن أن يعيش الفيروس لبعض الوقت على الملابس والفراش والمناشف والأجهزة والإلكترونيات والأسطح التي لمسها شخص مصاب بجدري القرود. قد يصاب شخص آخر على اتصال بأي عناصر ملوثة بهذا الفيروس دون غسل يديه أولاً قبل لمس عينيه وأنفه وفمه.
 

من الأمثلة الأخرى على انتقال فيروس جدري القرود من إنسان إلى إنسان هو أثناء الولادة أو بعدها من خلال ملامسة الجلد للجلد، أو من أحد الوالدين المصابين بالفيروس إلى الطفل الرضيع أثناء الاتصال المباشر بينهما. على الرغم من الإبلاغ عن الإصابة بفيروس جدري القرود من شخص لا تظهر عليه الأعراض، فإن المعلومات ما تزال محدودة حول ما إذا كان الفيروس يمكن أن ينتقل من شخص مصاب بالفيروس قبل ظهور الأعراض عليه أو بعد شفاء قروحه. ينتشر جدري القرود من خلال الاتصال المباشر بما يلي من الشخص المصاب بالفيروس:

  • الدم.
  • سوائل الجسم.
  • الآفات الجلدية أو المخاطية.
  • قطرات الجهاز التنفسي.

يمكن لهذه المواد أن تدخل الجسم عن طريق التنفس أو الأغشية المخاطية أو الجلد المجروح أو المتشقق. تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إن الانتشار من شخص لآخر منخفض للغاية. وعندما يحدث، يكون ذلك عادةً من خلال الاتصال المباشر الوثيق وجهاً لوجه، مع انتقال الفيروس في قطرات الجهاز التنفسي الكبيرة، قد يحدث هذا إذا كنت ضمن دائرة نصف قطرها (180 سنتيمترا) مع شخص مصاب، وأن تبقى كذلك لمدة 3 ساعات أو أكثر، كما يمكن أن ينتشر بالتلامس الوثيق عبر الجلد والأغشية المخاطية مع شخص مصاب.

2. من البشر إلى الحيوانات 

نظرًا لأن العديد من أنواع الحيوانات معروفة بأنها عرضة لهذا الفيروس؛ فهناك احتمال لانتقال الفيروس من البشر إلى الحيوانات، لذا يجب على الأشخاص الذين تم تأكيد إصابتهم بجدري القرود أو حتى اشتبهوا بالإصابة به تجنب الاتصال الجسدي الوثيق بالحيوانات، بما في ذلك الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب والهامستر والجربوع، وكذلك الماشية والحيوانات البرية.

3. من الحيوانات إلى البشر

قد يصاب الإنسان عندما يتلامس جسديًا مع حيوان يحمل الفيروس، مثل بعض أنواع القرود أو القوارض الأرضية مثل سنجاب الشجر. يمكن أن يحدث الانتقال أيضًا من خلال:

  • لدغات وخدوش الحيوانات المصابة.
  • أكل لحم حيوان مصاب.
  • ملامسة سطح ملوث، مثل الفراش.
  • الناقل الرئيسي للمرض غير معروف، لكن يُعتقد أن القوارض الأفريقية (مثل الجرذان والفئران والسناجب) متورطة في ذلك.
  • لمس المنتجات الأخرى من الحيوانات المصابة (مثل جلد الحيوان أو الفراء).
  • الاتصال الجنسي الشاذ.

 

فحص جدري القرود

هناك فحص لتشخيص جدري القرود من نوع PCR، ويمكن التشخيص أيضًا بأخذ عينة صغيرة من الطفح الجلدي، وهذا أصعب لأنه يحتاج إلى مجهر إلكتروني. يتم تشخيص المرض عادة بالفحص السريري وفحص PCR.

 

كيف يُعالج جدري القرود؟

في عام 2019، تمت الموافقة على لقاح للوقاية من كل من الجدري وجدري القرود، ولقاح الجدري العادي فعال بنسبة 85% في الحماية من جدري القرود. إنما لا يوجد حاليًا علاج فعال ضد جدري القرود. ومع ذلك، فإن جدري القرود يمكن أن يتحسن من دون علاج. يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات للسيطرة على تفشي المرض ومنع انتشاره. تشمل:

  • اللقاح (لقاح الجدري): وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن لقاح الجدري فعال بنسبة 85% تقريبًا في منع انتشار وتطور جدري القرود.  إذا تلقيت لقاح الجدري عندما كنت طفلاً وأصبت بفيروس جدري القرود، فقد تكون الأعراض خفيفة. 
     
  • الغلوبولين المناعي الوريدي (IVGI).
     
  • الأدوية المضادة للفيروسات.

علاج جدري القرود في المنزل

إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بجدري القرود، فاعزل نفسك عن الآخرين، واتصل بالطبيب على الفور. إذا نصحك الطبيب بعزل نفسك في المنزل، فابق على اتصال به واطلب المشورة الفورية إذا تفاقم ألم الطفح الجلدي أو ظهرت عليه علامات الإصابة بالعدوى (مثل الاحمرار أو التقيح) أو في حال تفاقمت الحمى أو الغثيان أو القيء، أو إذا كنت غير قادر على الأكل أو الشرب، أو تعاني من صعوبة في التنفس، أو إذا شعرت بالدوار أو تشوش الذهن. ولكن يمكن علاج أعراض جدري القرود والعناية بالطفح الجلدي في المنزل على النحو الآتي:

  • لا تحك الجلد.
  • نظف يديك قبل وبعد لمس الطفح.
  • حافظ على جفاف الطفح الجلدي وعدم تغطيته.
  • حافظ على نظافة الطفح الجلدي باستخدام مناديل معقمة بالماء أو بالمطهرات.
  • اغسل الطفح المتواجد على فمك بالماء المالح.
  • استحم بماء دافئ مع ملح إبسوم.
  • حافظ على شرب كمية جيدة من الماء.
  • تناول الطعام بشكل جيد.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم.
  • استخدم الأدوية العامة المسكنة للألم والحمى إذا لزم الأمر.
  • ابق على تواصل مع عائلتك وأصدقائك على شبكات التواصل دون التواصل الجسدي معهم.
  • مارس الرياضة المنزلية أثناء فترة الحجر إذا كنت تشعر بتحسن كافٍ.

هل يمكن أن يكون فيروس جدري القرود مميتًا؟

نعم، إنما لأقلية صغيرة، إذ توفي ما بين 0.1٪ و10٪ من الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى جدري القرود. من المهم الأخذ بالاعتبار أن معدلات الوفيات في بيئات مختلفة قد تختلف بسبب عدة عوامل، مثل توفر الرعاية الصحية ومناعة الشخص المصاب.
 

في معظم الحالات، تختفي أعراض جدري القرود من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة مع بعض الرعاية الطبية التي تخفف الأعراض مثل الأدوية لتسكين الآلام أو الحمى، ولكن في بعض الأشخاص، يمكن أن يكون المرض شديدًا أو يؤدي إلى مضاعفات وإلى الوفاة في النهاية. قد يكون حديثو الولادة والأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، مثل المصابين بمرض الإيدز، أكثر عرضة للإصابة بمرض جدري القرود الأكثر خطورة وأكثر عرضة أيضًا لخطر الوفاة.

 

في الختام، يُعد جدري القرود تحديًا صحيًا عالميًا يستدعي الاهتمام المستمر والبحث المكثف. ورغم التقدم الذي تم إحرازه في فهم الفيروس وطرق انتقاله والوقاية منه، ما تزال هناك حاجة لمزيد من الجهود للتصدي لهذا المرض والحد من انتشاره. ويبقى السؤال هنا هل نحن بصدد جائحة جديدة؟

آخر تعديل بتاريخ
05 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.