الموافقة على استخدام لقاح الجدري لمواجهة جدري القرود

في ظل تفشي جدري القرود ( جدري القردة ) وتحوله إلى تهديد عالمي متزايد، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على توسيع نطاق استخدام لقاح الجدري ACAM2000 ليشمل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجدري القرود، وفقًا لما أعلنته Emergent BioSolutions، الشركة المطورة للقاح، يوم الخميس في 29 آب/أغسطس 2024. ويأتي هذا القرار في أعقاب إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO) حالة طوارئ صحية عالمية للمرة الثانية خلال عامين بعد انتشار الوباء في إفريقيا.

سلاح جديد لمواجهة جدري القرود بعد تفشي الوباء في إفريقيا

قال الدكتور أميش أداليا، الخبير في الأمراض المعدية من كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في بالتيمور بالولايات المتحدة، في بيان صحفي صادر عن الشركة: "تطوَّر جدري القرود وانتشرت بعض إصاباته خارج إفريقيا، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة ثانية أثارت قلقًا دوليًا، ما استدعى حاجة هائلة إلى استخدام جميع الوسائل الفعالة لمكافحة هذا التهديد".
 

وأفاد الدكتور أداليا أنه مع توسيع نطاق استخدام لقاح ACAM2000، سيكون هذا اللقاح أداة قيِّمة للقضاء على الجدري، وأوضح أن هذا اللقاح منحدر مباشرة من لقاح جينر (Jenner)، أول لقاح تم تطويره للبشرية وتم استخدامه للقضاء على مرض الجدري. وبحسب الشركة المصنِّعة، جاءت هذه الموافقة الجديدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بناءً على بيانات سابقة حول سلامة هذا اللقاح على البشر، بالإضافة إلى بيانات من دراسة أجريت على الحيوانات أظهرت فعاليته في الوقاية من جدري القرود.

إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توافق على استخدام لقاح الجدري ضد جدري القرود

لقاح ACAM2000 هو لقاح من الفيروس الحي الضعيف من الجيل الثاني ضد جدري القرود، ويتم إعطاؤه جرعة واحدة تحت الجلد عن طريق عدة ثقوب في الجزء العلوي من الذراع باستخدام إبرة ذات شعبتين، وهو ثاني لقاح يحصل على موافقة كاملة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ضد جدري القرود بعد لقاح جينيوس (Jynneos) الذي تمت الموافقة عليه في عام 2019، وهو لقاح ينتمي إلى الجيل الثالث من لقاحات فيروس الجدري الحي.
 

تمت الموافقة على لقاح ACAM2000 لأول مرة في عام 2007 للوقاية من الجدري، وفي عام 2022، سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدامه ضد جدري القرود عقب تفشي السلالة الثانية من فيروس جدري القرود على مستوى العالم، والذي أدى إلى أكثر من 95000 إصابة في 115 دولة غير موبوءة.
 

ومؤخرًا، أدى ظهور وانتشار السلالة "Ib" من فيروس جدري القرود إلى ارتفاع عدد الإصابات في الكونغو وأجزاء أخرى من إفريقيا، ما يشكل تهديدًا عالميًا. واستجابة لذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مرض جدري القرود هو حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي للمرة الثانية خلال عامين، كما تم الإبلاغ مؤخرًا عن حالة إصابة بهذه السلالة الأكثر عدوى في السويد.

اقرأ أيضاً

هل جدري القرود خطر لهذه الدرجة؟ أم مجرد فرقعة إعلامية؟

اللقاح فعّال لكنه يحمل بعض المخاطر

على الرغم من أن الولايات المتحدة تمتلك مخزونًا كبيرًا من لقاح ACAM2000، فإن هذا اللقاح له آثار جانبية وموانع استخدام أكثر مقارنة بلقاح جينيوس، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). ونظرًا لأن اللقاح يحتوي فيروسات حية، يُمنع استخدامه للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الشديد لأنه يمكن أن يسبب عدوى خطيرة موضعية أو جهازية عامة بهذا الفيروس عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة الأخرى التهاب عضلة القلب، والتهاب الدماغ، والتهابات جلدية شديدة، والتهاب العين، ووفاة الجنين بالنسبة للنساء الحوامل.