أسباب ألم المفاصل بعد الولادة
بعد الولادة يمكن أن تزيد أعراض ألم المفاصل وذلك بسبب التغييرات الكبيرة التي يحدثها الحمل وهرمونات الحمل على الجسم، والتي تؤثر على شتى أنحاء الجسم من العظام والمفاصل والعضلات وغيرها. فيما يلي بعض الأسباب وراء ألم المفاصل بعد الولادة:
- تعتبر زيادة الوزن التي تحدث أثناء فترة الحمل نتيجة نمو الطفل واحتباس السوائل في الجسم هي السبب الرئيسي الذي يجعل معظم الأمهات يعانين من آلام المفاصل الحادة بعد الولادة.
- بعض الأمهات أكثر عرضة لآلام المفاصل بعد الحمل بسبب مشاكل أخرى قد تكون موجودة قبل الحمل أصلا، وقد لا تكون السيدة على دراية بها، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- إذا كانت السيدة قد عانت سابقًا من إصابات في المفصل والعمود الفقري، فقد تتحول إلى آلام شديدة في المفاصل مع الحمل والولادة.
- هناك هرمونات تفرز أثناء الحمل والولادة، وهي مهمة لسلامة الأم والطفل. تتسبب هذه الهرمونات في استرخاء أربطة الجسم مما يسمح للأم بحمل وزن الطفل وإجراء ولادة ناجحة، لكن، بمجرد اكتمال الولادة، تتطلب الأربطة بعض الوقت للعودة إلى وضعها الأصلي. هذا، بالتالي قد يؤدي إلى آلام المفاصل.
- إذا كانت المرأة لا تمارس الرياضة بانتظام أثناء الحمل، أو إذا واجهت مشاكل صحية أو إصابات تمنعها من ممارسة الرياضة، فإن خطر التعرض لآلام المفاصل بعد الولادة مرتفع للغاية.
- هناك نوع من آلام المفاصل يمكن أن يحدث بعد الحمل، وهذا النوع شائع جدًا ولا علاقة له بالهرمونات، تسمى هذه الحالة التهاب غمد الوتر De Quervain، وهي تؤثر على الأوتار وليس المفاصل، وتتطور في معصم الأمهات الشابات اللاتي يحملن أطفالهن باستمرار، خاصة عندما يكبر الطفل ويزداد وزنه.
-
أحيانًا، يكون ألم المفاصل بعد الولادة نتيجة لأشياء تقومين بها بعد الولادة، مثل عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، وحمل الطفل طوال اليوم، وحتى الرضاعة الطبيعية التي قد تؤثر الرضاعة على ظهرك وكتفيك ومعصميك، وقد أشارت الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام إلى أن آلام الظهر الناتجة عن حمل الطفل شائعة جدًا ويمكن علاجها.
كم من الوقت يستغرق التعافي من ألم المفاصل بعد الولادة ؟
كما هو الحال مع التعافي من أي مرض، تعتمد مدة الشفاء بشكل كبير على صحة الشخص. عموماً، تستمر الآلام المتعلقة بالمفاصل عدة أسابيع، وفي بعض الحالات القصوى، قد تستمر لمدة أربعة إلى ستة أشهر أيضًا، لكن إذا كانت الأم تتمتع بحمل جيد إلى جانب ولادة صحية ويمكنها العودة إلى عادات الأكل المناسبة والتوصيات الغذائية الجيدة، إلى جانب ممارسة تمارين رياضية مناسبة، فإن فرصها في التعافي من الألم تكون أعلى.
علاج ألم المفاصل بعد الولادة
في حال كانت الأم تتمتع باللياقة البدنية اللازمة خلال فترة الحمل من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة فذلك فيمكن أن يساعد في تقليل ألم المفاصل بعد الولادة إلى الحد الأدنى، ويساعد ذلك في علاج الألم بشكل أسهل وأسرع وتقليل فترة التعافي. تشمل العلاجات الممكنة الأخرى ما يلي:
- الخطوة الأولى التي يجب على السيدة أن تتخذها مع آلام المفاصل هي البحث عن تقييم مع طبيب مختص للحصول على فحص كامل لاستبعاد أي مشكلة صحية كامنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- ممارسة تمارين خفيفة بشكل منتظم، ولا يجب أن تكون هذه التمارين عنيفة، لأن المراد في هذه المرحلة هو الحفاظ على نشاط جسمك والسيطرة على آلام المفاصل وليس بناء العضلات، وتفضل التمارين التي لا تضغط على المفاصل كالسباحة، ويجب دائما استشارة الطبيب قبل الالتزام بأي جدول تمارين.
- تطبيق الكمادات الباردة والدافئة على المفاصل المؤلمة، لكن لا تستخدمي الأكياس الساخنة أو أكياس الثلج مباشرة على الجلد العاري، بل يجب لفها بمنشفة ثم وضعها على المفصل المؤلم.
- التدليك بالاستعانة بشخص آخر، أو قومي بالتدليك بنفسكِ، ويمكنكِ استخدام زيوت أو مراهم معينة معروفة بتقليل آلام المفاصل.
- وجدت بعض النساء راحة كبيرة من آلام المفاصل من خلال اللجوء إلى تقنيات الوخز بالإبر، بالاستعانة بخبير متخصص في العلاجات التكميلية والبديلة.
- أثناء إرضاع الطفل، يجب توخي الحذر للحفاظ على وضعية الرضاعة الطبيعية المناسبة، وعدم رفع الطفل من وضع منخفض للغاية، ومراعاة حمل الطفل بشكل مريح، وحمل الطفل لفترات زمنية أقصر. ويمكن أن يؤدي عدم الاهتمام بهذه الأمور إلى تفاقم آلام المفاصل والتسبب في آلام المفاصل العجزية الحرقفية بعد الحمل.
الرعاية المنزلية والوقاية
قد يكون من الممكن تخفيف ألم المفاصل بعد الولادة من خلال الرعاية المنزلية، فعلى سبيل المثال؛ يمكن علاج ألم أسفل الظهر عن طريق تطبيق الحرارة على المنطقة من خلال استخدام الكمادات الساخنة أو كيس الماء الساخن، ويمكن أيضاً التركيز على وضعية المشي والجلوس والتحرك دون الضغط على العمود الفقري، وقد يتضمن هذا النوع من الإدارة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض.
ونظراً لأن الحمل والولادة يتطلبان جهداً بدنياً، فإن الوقاية من ألم المفاصل بعد الولادة قد لا يكون ممكناً دائماً، ومع ذلك هناك بعض النصائح العامة للوقاية من آلام المفاصل، وتشمل هذه النصائح:
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة النشاط البدني.
- تقوية العضلات.
- تناول الكثير من الخضار.
- تقليل تناول الكافيين.
- الحصول على ما يكفي من الفيتامين د والكالسيوم.
- ارتداء الأحذية الداعمة.
- ممارسة تمارين التمدد والتوازن مثل اليوغا.
متى يجب استشارة الطبيب؟
تسبب العديد من الحالات ألم المفاصل بعد الولادة، وبعض الحالات أكثر خطورة من غيرها، ويجب عليكِ زيارة الطبيب إذا كانت آلام المفاصل بعد الولادة مستمرة أو تزداد سوءاً، فقد يشير الألم الشديد إلى حالة صحية كامنة وتحتاج إلى تشخيص والمزيد من العلاج مثل متلازمة النفق الرسغي أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل الرضاعة الطبيعية تسبب ألمًا في المفاصل؟
إذا لم تكوني حذرة بشأن وضعية جسمك وطفلك خلال الرضاعة؛ فيمكن أن يسبب ذلك آلام المفاصل والعضلات، ويمكن استخدام الوسائد لدعم الذراعين والظهر للمساعدة في منع آلام المفاصل.
ما سبب وجع الركب بعد الولادة؟
بعد ولادة الطفل قد تعانين من آلام المفاصل، ومنها ألم الركبة، بسبب التغيرات الهرمونية والمتطلبات الجسدية للمخاض ورعاية الطفل، فإذا بدأت لديك آلام المفاصل خلال الحمل فقد يستمر ذلك إلى ما بعد الولادة حتى يعود جسمك إلى حالته ما قبل الحمل.
متى يزول ألم المفاصل بعد الولادة؟
تختلف مستويات بعد الولادة من شخص لآخر، وقد تستمر بعض الآلام من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، ويمكن لبعض الآلام أن تستمر أشهرا أو سنوات حسب سبب الألم وشدته، فإذا استمر الألم لفترة طويلة أو ازداد سوءاً ننصح باستشارة الطبيب.
نصيحة من موقع صحتك
آلام العظام والمفاصل بعد الولادة التي تحدث غالباً هي جزء من الاستجابة الطبيعية للتغيرات التي تحدث طوال فترة الحمل، بعد أن خضع الجسم لتغييرات كبيرة خلال فترة تسعة أشهر، وبمجرد أن تمنحي جسمكِ الوقت المناسب للتعافي وتحقيق التوازن بين الاسترخاء والنشاط بالطريقة الصحيحة، سيبدأ الألم في التراجع، لكن في حال تفاقم الألم أو بدأتِ في ملاحظة تغييرات في جسمك لم تريها من قبل، استشيري طبيبكِ لاستبعاد أي مضاعفات بعد الولادة، أو للحصول على علاجات لتخفيف الآلام.