لعلك لاحظت في إحدى مباريات كرة القدم شخصًا يلف الشاش على ساق أو فخذ لاعب تمت إصابته في الملعب، بل لعل أحد أقربائك أصيب بكسرٍ وفقد حركة المفصل جزئيًّا ونصحه الطبيب بضرورة تلقي العلاج الطبيعي. مجالات العلاج الطبيعي عديدة، وفي هذا المقال سيتم شرح أهم التساؤلات حوله، مثل لماذا له دور مهم في الحركة وتحسين طبيعة حياة الفرد؟ وماذا تعرف عن العلاج الطبيعي ؟ وهل هو تخصص قائم على أسس علمية؟ ما مجالاته؟ والعديد العديد من المعلومات حوله.
ما هو العلاج الطبيعي ؟
هو تخصص فرعي من التخصصات الطبية يتمحور حول استعادة الحركة المفقودة جزيئًا أو كليًا مهما كان السبب، سواء كان اعتلالًا عصبيًّا، أو مشكلةً عضليةً، أو اضطرابات خَلقية ولادية، أو مشكلات في الجهاز التنفسي أو في القلب والأوعية الدموية.
يعد تخصص العلاج الطبيعي أو الفيزيائي من التخصصات التي تستند على أسس علمية ودراسات بحثية كثيرة، ولا شك أنه من المجالات التي يطرأ عليها العديد من التجديدات حول طرق العلاج المستخدمة.
ما هي الأمراض التي يفيد فيها العلاج الطبيعي ؟
المشكلات العضلية
هنالك العديد من المشاكل العضلية التي تؤثر على حركة الجسم، فقد تكون الإحالة للعلاج الطبيعي بسبب الرضوض، وقد تكون الحالة متقدمة أكثر مثلما يحدث في كسور العمود الفقري. فيما يلي أهم المشكلات التي تحتاج للعلاج الطبيعي:
-
آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة ومشكلاتهما.
-
بعد عمليات تبديل المفاصل كمفصل الركبة والورك.
-
الإصابات الرياضية كإصابة تمزق الغضروف الهلالي والرباط الصليبي الأمامي.
-
التهاب المفاصل كالتهاب المفاصل الروماتويدي.
-
هشاشة العظام.
-
التأهيل ما بعد الكسور والجبائر.
-
الشد العضلي المزمن.
-
التليف العضلي الليفي.
المشكلات العصبية
تعد المشكلات العصبية من المشكلات التي تحتاج وقتًا، خاصة في تأهيلها نظرًا لبطء تجدد الأعصاب والجهاز العصبي. وفيما يلي أهم الاعتلالات العصبية التي تحتاج للعلاج الطبيعي:
-
التهاب العصب السابع (الوجهي).
-
الشلل الدماغي.
-
انضغاط جذور الأعصاب في الفقرات العنقية أو القَطَنية والعَجزية (أسفل الظهر).
-
متلازمة النفق الرسغي.
-
إصابات الحبل الشوكي.
-
مرض باركينسون.
-
مرض التصلب المتعدد.
-
الإصابات المباشرة للدماغ.
-
اعتلال الأعصاب الطَّرَفي أو المحيطي.
مشكلات الجهاز القلبي التنفسي
يلعب العلاج الطبيعي للجهاز القلبي التنفسي دورا مهمًا وأساسيًا في مهنة العلاج الفيزيائي، إذ يساعد على تحسين جودة التنفس والحركة الناتجة عن الضعف العضلي جرّاء كميات الأوكسجين القليلة وغير الكافية للعضلات عند الأشخاص المصابين بهذا النوع من الأمراض، ومنها ما سنذكره في التالي:
-
مرض الانسداد الرئوي المزمن.
-
الربو.
-
النوبات القلبية.
-
بعد عمليات القسطرة القلبية.
-
التهاب القصبات الهوائية.
-
الاضرابات التنفسية
-
توسع القصبات.
اضطرابات التأخر الحركي
يعد التأهيل لمشكلات الأطفال والتطور الحركي الخاص بهم من الجوانب الرئيسية في العلاج الطبيعي، ويخص ذوي الهمم الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا، ويندرج تحتها العديد من الاضطرابات العصبية والهيكلية بالإضافة لتشوهات الولادة، ومنها ما سنعرضه في التالي:
-
حالات نقص الأوكسجين والشلل الدماغي بأنواعها.
-
متلازمة داون.
-
حالات القدم المنبسطة أو المسطحة.
-
اضطراب طيف التوحد.
-
تقوس العمود الفقري (الجَنَف).
أمراض كبار السن
يعد المُسنّون من الفئات المجتمعية التي تحتاج إلى العلاج الطبيعي بسبب الضعف العام الذي يحدث مع التقدم في العمر، وعلى المشكلات التي تتطور معه مثل أمراض القلب وألزهايمر، ولا ننسى الإصابات التي قد يتعرض لها كبار السن مثل الكسور بسبب هشاشة العظام، وبالتالي يتمثل دور العلاج الطبيعي في تحسين نوعية حياتهم وجعلهم أقرب ما يمكن للاستقلالية والاعتماد على نفسهم في نشاطاتهم اليومية، وذلك من خلال برامج التقوية والتوازن وزيادة الإدراك وتخفيف الألم وغيرها.
أدوات العلاج الطبيعي
يُعتبر العلاج الفيزيائي والطبيعي من العلاجات التي تَستخدم العديد من الاجراءات بحسب الأعراض التي يشتكي منها المريض، بالإضافة للتشخيص والفحوصات السريرية التي يتم تقديمها للمريض من قِبل المعالج الطبيعي لتحديد المشكلة، من هذه الأدوات ما يلي:
العلاج بالتمارين الرياضية
تتضمن التمارين العلاجية الكثير من الأنواع والاستراتيجيات، كالتمارين المائية والتحفيزية التطورية للحركة، بالإضافة لتمارين التناسق والتوازن وتمارين تنظيف المجاري التنفسية من البلغم، ويتم استعمال هذه الطريق بناءً على حالة المريض وأعراضه.
العلاج بالأجهزة الكهربائية
مجال العلاج بالكهرباء يتم تحديثه بشكل مستمر، فقد ظهر العلاج بالموجات التصادمية وأنواعها، والعلاج بالموجات الكهرومغناطيسية، والعلاج بالتحفيز العصبي، والعلاج بالموجات فوق الصوتية، وغيرها الكثير كالروبوتات حاليًا. ويشتمل هذا النوع من العلاج الكثير من الأهداف العلاجية كتحفيز التئام الجروح وبناء العظام، وتخفيف الألم، والتحفيز العضلي لتقوية العضلات وتثبيط عضلات أخرى.
العلاج اليدوي
يتمثل العلاج اليدوي في العديد من الإجراءات، ويتضمن تحريك المفاصل بأنواعه، والمساجات العلاجية بأنواعها وأشكالها وأدواتها المتعددة في استخدامها. يهتم العلاج الطبيعي بالعلاج اليدوي بسبب كونه أحد الركائز الأساسية التي يبنى عليه (بعد التمارين) لأهميته في تخفيف الألم وزيادة كفاءة العضلات والمفاصل.
العلاج بالحرارة والبرودة
يعد هذا النوع من العلاج ممهدًا أو طريقة لإنهاء جلسة العلاج الطبيعي، تتمثل أدواته باستخدام الكمادات والعلاج بالطين الساخن أو أجهزة الأشعة ما تحت الحمراء والموجات القصيرة المدى والمايكروويف. تساعِد هذه الأداة في تخفيف الألم، والتمهيد للجلسة، وتحسين الدورة الدموية أو تقليلها لجزء معين من الجسم، وهذا بحسب حالة المريض وبحسب أعراضه ونوعها.
هل جلسات العلاج الطبيعي لها أضرار؟
من المهم معرفة أن العلاج الطبيعي، مثل أي تخصص في المجال الطبي، قد يصدر فيه من المعالج الطبيعي بعض الأخطاء، كالحكم المتسرع على الحالة، ولكنه في العموم لا يؤدي لأي أضرار واضحة، إنما قد ينجم عنه بعض مما يلي:
-
آلام في العضلات على شكل كدمات.
-
الشد العضلي.
-
الحرارة الواضحة على الجزء الذي تم عليه إجراء العلاج الطبيعي.
-
عدم القدرة اللحظية على المشي على الطرف المصاب.
-
زيادة انتفاخ الجزء المصاب.
-
الإجهاد العام والمحدد.
في حال حدث أي من هذه الأعراض؛ فيجب عليك وضع الكمادات الباردة وجعل الجلسات متباعدة أكثر، والراحة بعد الجلسة، ليتهيأ الجسم فيما بعد للجلسة التي تليها، بالإضافة لاتباع نصائح المعالج الفيزيائي.
الخلاصة
يعد العلاج الطبيعي أو الفيزيائي من التخصصات الطبية التي تعنى بالجانب الحركي والنفسي للمريض، والتي تهتم وتشخص وتعالج العديد من الأمراض والاضطرابات. لا شك أن مجال التأهيل الرياضي والمجال الهيكلي هما الشائعان فيه، ولكن لا ننكر أهميته في المجال العصبي والمجال القلبي التنفسي، بالإضافة للحالات الحرجة كالموجودة في العناية المشددة، ويأتي دوره في جعل حالة المريض أخف أعراضًا وأكثر قدرة على التكيف والتعايش مع حالته بصورة مائلة للاستقلالية والاعتماد على النفس.