كثرة السائل السلوي أو الاستسقاء السلوي (Polyhydramnios)، هو زيادة كمية السائل المحيط بالجنين، الذي يعمل على حماية الجنين من أي ضرر أو ضربات يتعرض لها في بطنكِ، بالإضافة إلى حمايته من العدوى ومساعدة الرئتين على النمو والتطور الطبيعي. ويحدث الاستسقاء السلوي في نسبةٍ تقارب 1 بالمائة من حالات الحمل.
* هل تسبب كثرة السائل السلوي أعراضا للحامل؟
تنتج أعراض الاستسقاء السلوي من الضغط الواقع على داخل الرحم وعلى الأعضاء القريبة منه، وقد تسبب الحالات الخفيفة علامات وأعراضًا قليلة؛ هذا إن وُجدت من الأساس، ويمكن للحالات الشديدة أن تسبب ما يلي:- قصر النفس أو عدم القدرة على التنفس، إلا في الوضعية المستقيمة للجسم.
- تورّم الرجلين والفرج وجدار البطن.
- انخفاض في إدرار البول.
وقد تشك الطبيبة في إصابتك بالاستسقاء السلوي إذا كان الرحم متضخمًا بدرجة زائدة، وإذا وجدت صعوبة في الإحساس بالطفل أو في سماع نبض قلبه.
* أسباب كثرة السائل السلوي
من الأسباب المعروفة للاستسقاء السلوي ما يلي:- عيب خَلقي يؤثر على الجهاز المعدي المعوي أو الجهاز العصبي المركزي.
- إصابة الأم بداء السكري.
- متلازمة نقل الدم من توأم إلى توأم؛ وهي من المضاعفات الممكنة لحالات الحمل في التوائم المتطابقة التي يتلقى فيها أحد التوأمين دمًا أكثر من اللازم بينما يتلقى الآخر دمًا أقل من اللازم.
- قلة خلايا الدم الحمراء عند الطفل (فقر الدم الجنيني).
- عدم التوافق بين فصيلة دم الأم وفصيلة دم الطفل.
ومع ذلك، فغالبًا ما يكون سبب الاستسقاء السلوي غير واضح.
* مضاعفات كثرة السائل السلوي
يصاحب الاستسقاء السلوي ما يلي:- الولادة المبكرة.
- تمزق الأغشية السابق لأوانه؛ حين ينزل ماء الولادة مبكرًا.
- النمو الجنيني الزائد.
- انفصال المشيمة المبكر؛ حين تنفصل المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة.
- تدلي الحبل السري؛ حينما يسقط الحبل السري في المهبل سابقًا الجنين.
- الولادة القيصرية.
- وِلادة الجنين ميتًا.
- النزيف الشديد نتيجة قلة شدِّ عضلات الرحم بعد الولادة.
* تشخيص كثرة السائل السلوي
إذا شكت الطبيبة في إصابتك بكثرة السائل الأمنيوسي أو ما يسمى بالاستسقاء السلوي، فستجري اختبار الموجات فوق الصوتية على الجنين، وستقوم بتقدير حجم السائل الأمنيوسي عن طريق قياس أعمق مكان موجود في أربعة أجزاء محددة من الرحم، ومجموع هذه القياسات هو ما يسمى بمؤشر السائل الأمنيوسي (AFI). فإذا كانت قيمته 25 سم أو أكثر فهذا يشير إلى وجود الاستسقاء السلوي، وستستخدم تصويرًا مفصلاً بالموجات فوق الصوتية لتشخيص العيوب الخَلقية والمضاعفات الأخرى أو لاستبعادها. وربما تحتاجين للخضوع لاختبارات إضافية كذلك، وتشمل ما يلي:- بزل السائل الأمنيوسي.
- اختبار تحدي الغلوكوز.
- التنميط النووي لفحص صبغيات الطفل بحثًا عن وجود أي شذوذ فيها.
- اختبار عدم الإجهاد.
- اختبار العلامات الحيوية للجنين (الشاكلة البيوفسيولوجية).
- موجات دوبلر فوق الصوتية.
* علاج كثرة السائل السلوي
نادرًا ما تتطلب الحالات الخفيفة من الاستسقاء السلوي علاجًا وقد تزول دون أي علاج، وحتى الحالات التي تسبب عدم الراحة يمكن إدارتها عادةً بدون تدخل طبي، وفي حالات أخرى، قد يساعد علاج حالة أساسية كامنة مثل داء السكري في حل المشكلة. وإذا تعرضت للمخاض المبكر، أو قصر النفس أو ألم في البطن، فقد تحتاجين لعلاج؛ ومن المحتمل أن يتم في المستشفى.وقد يتضمن العلاج ما يلي:
- تصريف السائل الأمنيوسي الزائد
ربما يستخدم بزل السائل الأمنيوسي لتصريفه من الرحم، وربما تحتاجين لتكرير هذا الإجراء أحيانًا يُشار إليه باسم تقليل السائل الأمنيوسي عدة مرات بينما يتقدم الحمل. ولكنه يحمل خطرًا بسيطًا من الإصابة بمضاعفات، بما في ذلك المخاض المبكر، وانفصال المشيمة وتمزق الأغشية السابق للأوان.
- الأدوية
قد تصف لكِ الطبيبة دواءً عن طريق الفم وهو إندوميثاسين (إندوسين) للمساعدة في تقليل إدرار الجنين للبول، وحجم السائل الأمنيوسي، ولا يوصى بتناول إندوميثاسين بعد الحمل الذي يتجاوز 31 أسبوعًا. ونتيجةً لخطر إصابة الجنين بـ مشكلات في القلب، فقد يحتاج قلب طفلك للخضوع للمراقبة بواسطة مخطط صدى القلب وموجات دوبلر فوق الصوتية، وقد تشمل الآثار الجانبية الأخرى الغثيان والقيء والارتجاع الحمضي والتهاب بطانة المعدة (التهاب المعدة).وبعد العلاج، سترغب الطبيبة في استمرار مراقبة مستوى السائل الأمنيوسي تقريبًا كل أسبوع أو كل ثلاثة أسابيع، إذا كنتِ مصابةً بالاستسقاء السلوي الخفيف إلى المتوسط، فمن المحتمل أن يستمر الحمل لديكِ حتى موعد ولادته الطبيعي، وقد تلدين في الأسبوع 39 أو الأسبوع 40.
أما إذا ما أُصبتِ باستسقاء سلوي شديد أو إذا كان السبب وراء زيادة السائل الأمنيوسي يهدد صحة الطفل، فربما يتم تحفيز المخاض في الأسبوع 37 تقريبًا وربما قبل ذلك لمحاولة الوقاية من المضاعفات الخطيرة.