تحدث الولادة المبكرة عندما يولد الطفل مبكراً جداً أو قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد له، أي في الأسبوع 37 أو قبل ذلك، إذ إن مدة الحمل الطبيعية التي يحتاجها الجنين للنمو الكامل هي 40 أسبوعاً، ويمكن أن تسبب الولادة المبكرة مخاطر صحية خطيرة على المولود الجنين. ويسمى المولود الذي يولد مبكراً قبل أوانه الطفل الخديج أو المبتسر، وينتج الخطر على المولود بسبب هذه الولادة لأن العديد من الأعضاء مثل الدماغ والرئتين والكبد لا تزال تنمو وتتطور في الأسابيع الأخيرة من الحمل، فقد يكون الطفل معرَّضاً لخطر التأخر في النمو مراحل لاحقة من حياته. ولحسن الحظ؛ فإن التقدم الطبي في الوقت الحالي جعل من الممكن أن يتمكن الطفل الخديج من التغلب على العقبات لينمو ويصبح طفلاً يتمتع بصحة جيدة.
ما هي أنواع الولادة المبكرة ؟
تعتبر فترة الحمل كاملة عندما تحدث الولادة في الأسبوع 39 أسبوعاً أو بعد ذلك، إذ إن الذين يولدون بعد الأسبوع 39 أقل عرضة لقضاء بعض الوقت في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، وتعتبر الولادات قبل 37 أسبوعاً سابقة لأوانها، وتنقسم إلى أربع فئات:
- الخديج المتأخر: المولود بين الأسبوع 34 إلى 36، وتحدث معظم الولادات المبكرة خلال هذا الإطار الزمني.
- الخديج المتوسط: المولود بين الأسبوع 32 و 34.
- خديج جداً: ولد قبل الأسبوع 32.
- الخديج للغاية: ولد قبل 25 أسبوعاً.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الولادة المبكرة ؟
يمكن أن تحدث الولادات المبكرة فجأة دون وجود سبب واضح، فقد يتعين على الطبيب في بعض الحالات تحفيز وبدء المخاض مبكراً لأسباب طبية، ويمكن لبعض النساء أن تدخل في المخاض المبكر للأسباب التالية:
- الحالات الصحية المزمنة: مثل مرض السكري أو أمراض القلب، وسيقوم طبيبك بمساعدتك على إدارة هذه الحالات الصحية المزمنة خلال الحمل.
- حالات المشيمة: مثل انفصال المشيمة أو المشيمة المنزاحة.
- تسمم الحمل.
- التوائم: 60% من التوائم والثلاثة توائم يولدون قبل الأوان.
- مشكلات في الرحم أو عنق الرحم.
- نزيف مهبلي أو التهابات أثناء الحمل.
- تعاطي مواد مثل المخدرات والكحول أو التدخين أثناء الحمل.
أعراض الولادة المبكرة
عليك التوجه إلى قسم الطوارئ أو طبيب النساء والولادة في حال كان عمر الحمل أقل من 37 أسبوعاً من الحمل وقد ظهرت عليك الأعراض التالية، فقد تكونين في مرحلة المخاض المبكر:
- تقلصات منتظمة.
- آلام تشبه الدورة الشهرية أو الضغط في منطقة المهبل.
- خروج السدادة المخاطية التي تغلق عنق الرحم من المهبل، فقد تكون على شكل نقطة لزجة تشبه الهلام مع وجود خطوط من الدم الوردي أو البني، وقد تخرج على مراحل شيئاً فشيئاً.
- تدفق القليل من السوائل من المهبل، فقد يكون ذلك بسبب انفجار كيس الماء حول الجنين، وفي حال كانت هذه المياه ذات رائحة كريهة أو بها لون مثل الأخضر أو البني أو الأسود، فيجب التوجه إلى قسم الطوارئ فوراً، فقد يدل ذلك على الإصابة بالعدوى.
- آلام الظهر التي تأتي وتذهب قد تكون دلالة على حدوث المخاض.
- نزيف من المهبل.
- إذا لاحظت تغيراً أو انخفاضًا في حركات الجنين.
علامات الولادة المبكرة عند الجنين
قد يعاني الطفل من أعراض خفيفة جداً للولادة المبكرة أو مشكلات صحية أكثر خطورة، فتشمل بعض العلامات للولادة المبكرة التي تظهر على الجنين ما يلي:
- صغير الحجم ورأسه كبير مقارنة بجسمه.
- تكون الملامح أكثر وضوحاً وأقل استدارة من سمات الطفل المكتمل النمو بسبب نقص الخلايا التي تخزن الدهون.
- شعر ناعم يغطي معظم الجسم.
- انخفاض درجة حرارة الجسم، خاصة بعد الولادة مباشرة في غرفة الولادة.
- صعوبة في التنفس.
- مشكلات التغذية.
عوامل خطر حدوث الولادة المبكرة
تحدث الولادات المبكرة في حالة من بين 10 حالات من النساء الحوامل ولكن يمكن أن يتضاعف خطر حدوث هذه الولادة في بعض الحالات والتي تشمل ما يلي:
- أصحاب البشرة الداكنة أو من هم من أصل إسباني.
- الحمل بتوأم أو ثلاثة توائم أو أكثر.
- أن يكون عمر الحامل أقل من 17 سنة أو أكبر من 35 عاماً.
- لديك تاريخ عائلي أو شخصي للولادات المبكرة.
- التدخين أو شرب الكحول أو استخدام مواد أخرى أثناء الحمل.
- تعانين من نقص الوزن قبل الحمل أو لا تكسبين الوزن الكافي أثناء الحمل.
مضاعفات الولادة المبكرة
الولادات المبكرة لا تعطي الوقت الكافي للجنين للنمو بشكل كامل، إذ إن بعض الأعضاء وأنظمة الجسم لا تكون جاهزة لدعم حياة الجنين خارج الرحم، وهذا ما قد يسبب مشكلات صحية خطيرة للأطفال المبتسرين، وغالباً ما يحتاجون إلى رعاية خاصة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU)، فبعد ولادة الطفل يقوم طبيب حديثي الولادة بتقييمه لتحديد العناية التي قد يحتاجها، وتشمل بعض الحالات الصحية الأكثر شيوعاً التي تؤثر على الأطفال الخدج ما يلي:
- فقر الدم أو عدم وجود ما يكفي من كريات الدم الحمراء السليمة.
- انقطاع النفس الخداجي، أو توقف التنفس مؤقتاً.
- خلل التنسج القصبي الرئوي أو متلازمة الضائقة التنفسية أو عدم اكتمال الرئتين.
- نزيف داخل البطينات أو نزيف داخل الدماغ.
- يرقان الأطفال حديثي الولادة أو فرط بيليروبين الدم، أي وجود مستويات عالية من البيليروبين في الدم.
- التهاب الأمعاء والقولون الناخر.
- الإنتان الوليدي أو عدوى الدم.
- القناة الشريانية السالكة (PDA) أو تدفق الدم غير الطبيعي.
- اعتلال الشبكية الخداجي.
- يمكن أيضاً أن يتعرضوا لمشكلات في النمو خلال مرحلة الطفولة، والتي قد تعرضهم لمشكلات لاحقة في حياتهم مثل:
- الشلل الدماغي.
- مشكلات في السمع والرؤية.
- صعوبات التعلم.
- ضعف النمو.
- مشكلات في التواصل أو التنمية الاجتماعية.
ما هي المخاطر الصحية التي تشكلها الولادة المبكرة على الحامل؟
يمكن أن يكون للطفل الذي يولد قبل الأوان تأثير عاطفي كبير على الأسرة بأكملها، والنساء الحوامل اللواتي يدخلن في المخاض المبكر هن أكثر عرضة للإصابة بما يلي:
- القلق.
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- مشكلات في الترابط والتواصل مع الطفل.
ماذا تفعل الحامل لتجنب الولادة المبكرة؟
لا توجد طريقة معينة واضحة لمنع حدوث الولادات المبكرة، لكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات واتباع بعض النصائح لتقليل وتجنب حدوثها قدر المستطاع، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- تجنب التبغ أو الكحول أو غيرها من المواد خلال الحمل.
- تناول الأطعمة المغذية المتوازنة أثناء الحمل.
- البدء برعاية ما قبل الولادة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حتى يتمكن مقدم الرعاية الأولية من تحديد المخاطر الصحية في أقرب وقت ممكن.
- ناقشي كيفية إدارة الحالات الصحية مع طبيبك، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، إذ تؤدي هذه الظروف الصحية إلى الولادة قبل الأوان بالإضافة إلى مضاعفات أخرى.
- تقليل مستوى التوتر.
- الانتظار 18 شهرًا على الأقل بين حالات الحمل.
كيف يمنع الطبيب الولادة المبكرة؟
بعض النساء أكثر عرضة للولادة المبكرة، مثل اللواتي لديهن عنق رحم قصير أو ضعيف، أو اللواتي أنجبن طفلاً مبكراً من قبل، هن الأكثر عرضة للولادة المبكرة، وفي هذه الحالات قد يوصي الطبيب بعلاجات مثل:
- البروجسترون: ويمكن إعطاء هذا الهرمون كحقنة أو وضعه في المهبل، فيمكن أن يساعد ذلك في تقليل احتمال حدوث المخاض مبكراً بالنسبة للنساء اللاتي أنجبن طفلاً بوقت مبكر من قبل أو اللواتي لديهن عنق رحم قصير.
- التطويق: في هذا الإجراء تغلق الغرز عنق رحم المرأة للمساعدة في منع الولادة المبكرة، وقد يوصي الأطباء بالتطويق للنساء اللواتي أنجبن أطفالاً مبتسرين، أو تعرَّضن للإجهاض، أو اللاتي لديهن عنق رحم قصير، أو اللاتي لديهن عنق رحم يبدأ بالانفتاح (التوسع) في وقت مبكر جداً.
ما هي الأدوية المستخدمة لمنع الولادة المبكرة؟
الهدف من الدواء هو إيقاف تقدم المخاض ومنح الجنين أكبر قدر ممكن من الوقت للبقاء في رحم الأم، ومساعدته على النمو والتطور بشكل طبيعي، ويمكن لبعض الأدوية إيقاف حالة المخاض المبكرة، وفي بعض الحالات قد لا تكون ناجحة، وتشمل هذه الأدوية:
- مانعات تقلصات الرحم (Tocolytics): أشهر مثال عليها هي حاصرات قنوات الكالسيوم، وأهمها نيفيديبين (Nifedipine)، إذ يوقف هذا الدواء التقلصات لمدة 48 ساعة لتأخير الولادة المبكرة، وبمجرد توقف المخاض يمكن أن يقوم الطبيب بإعطائك كبريتات المغنيسيوم أو الكورتيكوستيرويدات.
- كبريتات المغنيسيوم: يتم إعطاء هذا الدواء عن طريق الوريد للمساعدة في تقليل خطر إصابة الجنين بالشلل الدماغي ومشكلات في الحركة الجسدية، ويتم إعطاؤه للمرأة الحامل الأقل من 32 أسبوعاً والمعرَّضة لخطر الولادة خلال 24 ساعة القادمة.
- الكورتيكوستيرويدات: تعمل السترويدات على تطوير رئتي الجنين وأعضائه الهضمية ودماغه قبل الولادة، ويتم إعطاؤها عادة ما بين 24 إلى 34 أسبوعاً من الحمل.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
في أي أسبوع تكون الولادة المبكرة آمنة؟
عادة كلما كانت ولادة الطفل مبكرة كلما زاد خطر حدوث مضاعفات صحية، وأظهرت الدراسات أن الطفل من المرجح أن يولد بصحة جيدة عندما يصل إلى 37 أسبوعاً على الأقل من الحمل قبل الولادة.
متى يمكن أن يعيش الجنين في الولادة المبكرة؟
أثبت الدراسات أن معدل البقاء على قيد الحياة لدى الأطفال الخدج يبلغ حوالي 40% لجميع الأطفال المولودين في الأسبوع 24 من الحمل، و50% لأولئك الذين ولدوا في الأسبوع 25، و60% لأولئك الذين ولدوا في الأسبوع 26، و70% لأولئك الذين ولدوا في الأسبوع 27، و80% للذين ولدوا في الأسبوع 28.
هل الراحة تمنع الولادة المبكرة؟
لا يوجد أي دليل يدعم أو يدحض أن الراحة في الفراش سواء في المنزل أو المستشفى تمنع حدوث الولادة المبكرة، وعلى الرغم من أن الراحة تُستخدم على نطاق واسع كخطوة أولى للعلاج، فإنه لا يوجد دليل على أن هذه الممارسة مفيدة.
هل المشي يسبب الولادة المبكرة؟
لا يوجد دليل على أن ممارسة الرياضة أو النشاط البدني بما في ذلك المشي يسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة، فإذا لم يكن حملك خطراً يمكنك المشي وممارسة الرياضة بشكل آمن.
نصيحة من موقع صحتك
الولادة المبكرة يمكن أن تسبب مشكلات صحية خطيرة للطفل، إذ لا يكون لدى الرضيع الوقت الكافي للنمو والتطور داخل الرحم، فقد لا تتطور الأعضاء المهمة بشكل كامل، ومع ذلك؛ فإن التطور في رعاية الأطفال حديثي الولادة ساعد العديد من الأطفال المبتسرين على النمو ليصبحوا أطفالاً أصحاء وأقوياء. وننصح الأمهات لتجنب حدوث الولادة قبل أوانها في وقت مبكر حضورَ جميع مواعيد الكشف للاطمئنان وإدارة أي حالات صحية سابقة، والعيش بأسلوب صحي أثناء الحمل، وتأكدي من مشاركة تاريخك الطبي مع طبيبك للحصول على أفضل رعاية أثناء الحمل.