معدلات الولادة المبكرة آخذة في الارتفاع في الولايات المتحدة، ولكن الأسباب غير واضحة ومتعددة العوامل. تم ربط مواد الفثالات (Phthalates)، المعروفة أيضًا باسم "المواد الكيميائية الموجودة في كل مكان"، بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك:
- السُّمنة.
- السرطان.
- مشكلات الخصوبة.
يمكن أن يؤثر التعرض لهذه المواد الكيميائية المعطِّلة لبعض الهرمونات أيضًا على كيفية عمل المشيمة.
بحثت دراسة جديدة في تأثير المواد الكيميائية الموجودة في العبوات البلاستيكية ومستحضرات التجميل على الحمل والولادة المبكرة. تُظهر النتائج التي نُشرت في 6 فبراير في مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث الأمريكية، أن مواد الفثالات قد تؤثر على نتائج الحمل. في عام 2018، ربما تم ربط ما يقرب من 56600 ولادة مبكرة في الولايات المتحدة بالتعرّض اليومي للفثالات المستخدَمة في صناعة عبوات المواد الغذائية البلاستيكية ومستحضرات التجميل المختلفة.
ويشير مؤلفو الدراسة إلى أنه من المتوقع أن تصل التكاليف الطبية المرتبطة بهذه الولادات المبكرة إلى 8.1 مليار دولار على مدى حياة الأطفال.
مع استمرار ارتفاع معدلات الولادة المبكرة لأسباب عديدة، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثير "الفثالات" على نتائج الحمل، والعوامل الأخرى التي تؤدي إلى هذه الزيادة.
ازدياد معدلات الولادة المبكرة بنسبة 12% في العقد الماضي
يُظهر تقرير حديث من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن معدلات الولادات المبكرة في الولايات المتحدة قد زادت خلال العَقد الماضي.
يعرض تقرير الإحصاءات الحيوية للولايات المتحدة وحدَها تفاصيل التغييرات في عمر الحمل للمواليد الجدد التي حدثت في فترة ما قبل موعد الولادة والولادات المبكرة من عام 2014 إلى عام 2022. خلال تلك السنوات الثمانية، ارتفعت نسب الولادة المبكرة بنسبة 12%، وانخفضت نسبة الولادة في موعدها الطبيعي (full-term births) بنسبة 6%، وانخفضت نسبة الحمل المديد (post term pregnancy) بنسبة 28%، وهو الحمل الذي يستمر لمدة 42 أسبوعًا أو أكثر .
وبينما كانت هناك تغيرات في معدلات الولادة المبكرة، والولادة في موعدها الطبيعي، والحمل المديد طوال فترة كورونا بين عامي 2020 و2022، استمرت الزيادة في الولادات المبكرة.
أسباب محتملة لارتفاع معدلات الولادة المبكرة
لا يغطي تقرير مركز السيطرة على الأمراض أسباب أو مؤشرات الولادة المبكرة، لذا تظل أسباب هذه الزيادة غير واضحة، ولا يمكن التكهُّن بها في الوقت الحالي، ولكن هناك عدة أسباب للزيادة في الولادات المبكرة التلقائية والعلاجية المَنشأ، وهذه الأسباب المذكورة هي مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة. إليك بعض الأسباب الرئيسية:
- المخاض المبكر، يمكن أن يحدث المخاض المبكر نتيجة لعدة عوامل، مثل الإجهاد البدني أو النفسي، أو توتر عنق الرحم.
- مشكلات في الرحم والمشيمة، تشمل هذه المشكلات أحجام الرحم غير الطبيعية، ومشكلات في المشيمة التي تؤثر على تغذية الجنين.
- الأمراض المُعدية والمزمنة، مثل الأمراض المُعدية التي تؤثر على الجهاز التناسلي والسائل السلوي عند الجنين، والأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- مشكلات في تركيب الرحم أو عنق الرحم، فقد يزيد قصور عنق الرحم أو تغييرات في تركيبه من خطر الولادة المبكرة.
- قد يزيد إجراء عملية جراحية في منطقة البطن أثناء الحمل من خطر الولادة المبكرة.
- قد تزيد المدة الزمنية القصيرة بين الحمل والحمل التالي من خطر الولادة المبكرة.
- قد يؤثر التدخين وتعاطي المخدرات على صحة الجنين، ويزيد من خطر الولادة المبكرة.
- قد تؤثر الإصابات الجسدية أو الصدمات على الحمل وتزيد من خطر الولادة المبكرة.
- قد يزيد الإجهاض لعدة مرات من خطر الولادة المبكرة في الحمل الذي يلي الإجهاض.
- عوامل وراثية جينية أو عِرقية، النساء ذوات البشرة السوداء قد يكُنّ أكثر عرضة للولادة المبكرة، على الرغم من أن أسباب ذلك غير معروفة.
الولادة المبكرة ومخاطر الإنجاب بعد سنّ 35
الساعة البيولوجية هي حقيقة من حقائق الحياة، ولكن لا يوجد شيء سحري في سنّ 35، إنه ببساطة العمر الذي تصبح فيه المخاطر جديرة أكثر بالمناقشة. على سبيل المثال:
- زيادة احتمال حدوث الحمل المتعدد: يزداد خطر إنجاب التوائم مع التقدم في السنّ بسبب إطلاق أكثر من بويضة في نفس الوقت.
- ارتفاع خطر الإصابة بسكري الحمل: يحدث هذا النوع من السكري فقط أثناء الحمل، ويكون أكثر شيوعًا في الأكبر سنًّا.
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل: يكون أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، ويتطلب متابعة دقيقة.
- خطر الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الأطفال: يزداد خطرهما مع التقدم في السنّ.
- زيادة احتمال الولادة القيصرية: يرتفع خطرها بعد سنّ الـ35.
- ارتفاع خطر الظروف الوراثية الكروموسومية: مثل متلازمة داون لدى الأطفال الذين يولَدون لأمهات أكبر سنًا.
- زيادة احتمال فقدان الحمل: بسبب انخفاض جودة البويضات، وارتفاع احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة.
نهايةً، في ظل ارتفاع معدلات الولادة المبكرة وتأثير مواد الفثالات المحتمل، يلزم التركيز على البحث، وتبني السياسات الصحية لفَهم الأسباب وتقليل المخاطر المرتبطة بالولادة المبكرة، مما يؤكد على أهمية الوعي والاهتمام بصحة الأمهات والأطفال في مجتمعنا.