بحثَت دراسة برازيلية حديثة في العلاقة بين استخدام الميلاتونين لتعزيز النوم وبين أعراض مرض التهاب الأمعاء. تبيَّن في الدراسة التي أُجريت في جامعة ساو باولو البرازيلية أنّ مكمّلات الميلاتونين التي تؤخذ لتحسين جودة النوم قد تؤدي إلى تفاقم أعراض مرض التهاب الأمعاء، وقد نُشرِت نتائج هذه الدراسة في مجلة الأحياء الدقيقة.
وجدت بعض الدراسات الأولية السابقة أن تناول مكمّلات الميلاتونين بجرعات منخفضة يحمل تأثيرات مفيدة للمصابين بمرض التهاب الأمعاء، بينما وجدت دراسات أخرى أن الاستخدام المزمن لهذه المكمّلات يُسهم في زيادة مستويات الالتهاب في الجسم.
ما هو الميلاتونين؟
الميلاتونين هرمون يفرزه الجسم ليلاً من الغدة الصنوبرية في الدماغ بشكل طبيعي لتنظيم النوم، ولهذا ساد الاعتقاد أن تناول مكمّلات هذا الهرمون بهدف تعزيز جودة النوم لا يؤثّر سلباً على الصحة، ولكنْ قد تُغيِّر هذه الدراسة هذا الاعتقاد.
كيف أُجريت الدراسة؟
أجرى الباحثون الدراسة على الفئران، أُعطِيت مجموعة من الفئران مادة كيميائية تُعرف بدكستران كبريتات الصوديوم لتحفيز التهاب الأمعاء فيها، ثم أُعطِيت الفئران الميلاتونين مع العلاج بدكستران كبريتات الصوديوم.
ما نتائج الدراسة؟
لاحظ الباحثون أن إعطاء الميلاتونين للفئران أثناء علاجها بدكستران كبريتات الصوديوم أدى إلى زيادة شدة التهاب الأمعاء، وزيادة مستويات علامات الالتهاب في الدم والأمعاء، وتبيّن أيضاً أن الاستمرار بإعطاء الميلاتونين للفئران بعد إنهاء العلاج بدكستران كبريتات الصوديوم أدى إلى إطالة الفترة اللازمة للتعافي من التهاب الأمعاء، ورافقها مستويات أكبر من الالتهاب على مستوى الجسم، وفي الأمعاء تحديداً.
بيَّنت دراسات سابقة أن المصابين بمرض التهاب الأمعاء يَظهَر لديهم زيادة في نوعَين من بكتيريا الأمعاء، يُعْرفان بالبكتيريا البروتينية وشعبة البكتيريا الشعاوية، بينما تتناقص نسبة نوعَين آخرَين من بكتيريا الأمعاء يُعْرفان بمتينات الجدار والعصوانيات، وأظهرت هذه الدراسة أن تناول الميلاتونين أثناء الإصابة بالتهاب الأمعاء المحفّز كيميائياً يؤدي إلى زيادة في البكتيريا الشعاوية ونقص في العصوانيات، وتبيّن أيضاً زيادة في نوع من البكتيريا يُعرَف بشعبة الجراثيم الثؤلولية، والتي ترتبط بعض أنواعها الفرعية بتكسير الميوسين، وهو بروتين يشكِّل الطبقة المخاطية التي تُبطِّن جدران الجهاز الهضمي، وتحميه من الالتهاب والعدوى.
نظر الباحثون بعدها في دور ميكروبات الأمعاء في تحييد التأثيرات السلبية لتناول الميلاتونين، وتبيَّن أنّ استنفاد ميكروبات الأمعاء باستخدام المضادات الحيوية قبل بداية العلاج بدكستران كبريتات الصوديوم يؤدي إلى تعافي أسرع من مرض التهاب الأمعاء، وتقليل الالتهاب في الأمعاء.
المصدر: