صحــــتك

هرمون الميلاتونين.. خبراء يصدرون تحذيرات بشأن إعطائه للأطفال

الصورة
عمرو زيدان
خبراء يصدرون تحذيرات صحية بخصوص إعطاء الميلاتونين للأطفال

أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب النوم (The American Academy of Sleep Medicine) توصية طبية تحث فيها الآباء على استشارة أخصائي الرعاية الصحية قبل إعطاء هرمون الميلاتونين أو أي مكمل غذائي للأطفال، فما هو هرمون الميلاتونين؟ وهل هو آمن وفعال لعلاج مشكلات النوم عند الأطفال أم لا؟ هذا ما سنتعرف إليه في هذا المقال.

ما هو هرمون الميلاتونين وما هي فوائده؟

الميلاتونين هو هرمون طبيعي يفرزه الجسم ويساعد على تنظيم توقيت النوم والاستيقاظ. يقوم الدماغ بإنتاج الميلاتونين استجابة للظلام، إذ يحفز الظلام الجسم على إنتاج المزيد من هرمون الميلاتونين، مما يشير إلى الجسم بحاجته إلى النوم. بعض الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النوم لديهم مستويات منخفضة من الميلاتونين، ولذلك يُعتقد أن إضافته في المكملات الغذائية قد يساعد هؤلاء الأشخاص على النوم.

يلعب النوم دورًا رئيسا في استعادة أنظمة الجسم وفي التعلم وتقوية الذاكرة والنمو الصحي للدماغ، وقد تؤدي قلة النوم إلى أعراض جسدية وسلوكية يمكن تشخيصها بشكل خاطئ على أنها اضطرابات عقلية أو سلوكية حادة، كما أن قلة النوم تقلل من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة نزلات البرد والإنفلونزا.

فوائد الميلاتونين

يُستخدم الميلاتونين بشكل شائع لعلاج الأرق وتحسين النوم في حالات مختلفة، مثل اضطراب النوم المصاحب للسفر. كما يمكن أن تساعد مكملات الميلاتونين في علاج بعض الحالات، مثل تأخر النوم، بعض اضطرابات النوم عند الأطفال، والقلق قبل وبعد العمليات الجراحية.

كم ساعة يجب أن ينام الطفل حسب العمر؟

يحتاج الأطفال إلى قدر كبير من الراحة كل يوم، ويعتمد عدد ساعات النوم اللازمة للجسم على عمر الطفل واحتياجاته، إذ يفضل أن يحظى:

  • الأطفال بعمر 3 سنوات على 9 إلى 13 ساعة من النوم ليلاً، وساعة إلى ثلاث ساعات من القيلولة.
  • الأطفال بعمر 4 سنوات يجب أن يحصلوا على 9 إلى 12 ساعة من النوم ليلاً، مع توصية بالقيلولة، ويختلف هذا من طفل لآخر، ولكن يجب ألا تزيد القيلولة عن ساعتين ونصف.
  • الأطفال بعمر 5 سنوات يجب أن يحصلوا على 8 إلى 11 ساعة من النوم ليلاً، وساعات القيلولة اختيارية، ويجب ألا تزيد عن ساعتين ونصف.
  • الأطفال من سن 6 إلى 13 سنة يجب أن يحصلوا على 10 إلى 11 ساعة من النوم ليلاً ولا يأخذوا قيلولة.
  • المراهقون من سن 14 إلى 17 سنة يجب أن يحصلوا على 9 إلى 10 ساعات من النوم ليلًا.

تحذيرات صحية بخصوص إعطاء الميلاتونين للأطفال

عادةً ما يُستخدم هرمون الميلاتونين -كمكمل على نطاق واسع- دون وصفة طبية لمساعدة الأطفال على النوم، وغالبًا ما يحصل الأطفال على جرعة الميلاتونين على شكل حلوى أو أقراص قابلة للمضغ، ما يجعل تناولها أكثر جاذبية للأطفال، وهو الأمر الذي يزيد من احتمال تناولهم جرعات زائدة منه. غير أن الأدلة قليلة بخصوص مدى فاعليته في علاج الأرق لدى الأطفال الأصحاء.

وعلى الرغم من ذلك، فإن استخدام الميلاتونين بين الأطفال والمراهقين في تزايد مستمر، إذ أشارت تقارير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إلى تسجيل زيادة ملحوظة في تناول الميلاتونين لدى الأطفال الصغار، وقد زادت نسبة هؤلاء الأطفال في الفترة بين عامي 2012 و2021 بنسبة 530%.

كما أصبح الميلاتونين ثاني أكثر مادة شيوعا -بعد الفيتامينات- التي يتناولها الأطفال، وقد رصدت مراكز السيطرة على الأمراض أكثر من 4 آلاف شخص من المبلغ عنهم قد احتاجوا إلى دخول المستشفى، واحتاج 287 مريضًا من الأطفال إلى عناية مركزة، ويمكن أن تسبب الجرعة الزائدة من الميلاتونين صداعا ودوارًا وتهيجًا.

وفي هذا الصدد، يذكر الدكتور محمد أديل ريشي، نائب رئيس لجنة السلامة العامة في الأكاديمية الأميركية لطب النوم وأخصائي أمراض الرئة وطب النوم والرعاية الحرجة في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة، أنه "على الرغم من أن هرمون الميلاتونين ربما يكون مفيدًا في علاج بعض اضطرابات النوم والاستيقاظ، مثل الاضطرابات المصاحِبة للرحلات الجوية الطويلة، فإن هناك أدلة قليلة جدًا على أنه من الممكن أن يساعد الأطفال الأصحاء أو البالغين على النوم بشكل أسرع".

إرشادات خاصة باستخدام هرمون الميلاتونين

يتعين على الآباء أن يحثوا أبناءهم على اتباع عادات نوم جيدة، مثل تحديد موعد منتظم للنوم والاستيقاظ، والحد من النظر إلى الشاشات كلما اقترب موعد النوم. كما أوصت الأكاديمية الأميركية لطب النوم بالإرشادات التالية:

  • يجب التعامل مع الميلاتونين مثل أي دواء آخر، وإبقاؤه بعيدًا عن متناول الأطفال.
  • قبل البدء في تناول الميلاتونين أو أي مكمل غذائي للأطفال، يجب على الآباء مناقشة هذا القرار مع أخصائي الرعاية الصحية للأطفال، إذ يمكن ضبط العديد من مشكلات النوم بشكل أفضل من خلال تغيير الجداول أو العادات أو السلوكيات اليومية بدلاً من تناول الميلاتونين.
  • إذا تم استخدام الميلاتونين، فإن أخصائي الرعاية الصحية هو الذي يوصي بجرعة الميلاتونين المناسبة وتوقيتها.

ما هي الآثار الجانبية للميلاتونين؟

غالبًا ما يكون الميلاتونين آمنًا لمعظم البالغين عند استخدامه على المدى القصير عن طريق الفم، ومن المحتمل أن يكون آمنًا أيضًا عند تناوله على المدى الطويل، لكنه يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل:

  • الصداع.
  • الدوخة.
  • الغثيان.
  • النعاس.

بالنسبة للأطفال، مكملات الميلاتونين آمنة بجرعات طبيعية لمعظم الأطفال للاستخدام قصير المدى، ولكن في الحقيقة لا توجد دراسات كثيرة تخص الأطفال والميلاتونين. قد يؤثر هرمون الميلاتونين على التطور الهرموني للأطفال، بما في ذلك البلوغ، والدورة الشهرية، والإفراط في إنتاج هرمون البرولاكتين، لكن لا يوجد دليل يؤكد صحة هذا الكلام.

 تشمل الآثار الجانبية المحتملة لمكملات الميلاتونين عند استخدامها مع الأطفال:

  • النعاس.
  • الصداع.
  • الدوخة.
  • الهياج والانفعال.
  • كثرة التبول في الفراش أو التبول الليلي.

 

هل هناك آثار جانبية لاستخدام الميلاتونين؟

التحذيرات والاحتياطات اللازمة أثناء استخدام الميلاتونين

الميلاتونين آمن –كما ذكرنا– عند تناوله عن طريق الفم لفترة قصيرة، فقد استُخدم بأمان لمدة تصل إلى عامين، لكنه مع ذلك يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية، ولذا يجب توخي الحذر واتباع هذه الاحتياطات عند استخدامه.

  • يحذر قيادة السيارة أو استخدام الآلات لمدة 4-5 ساعات بعد تناول الميلاتونين، وذلك لأنه قد يسبب النعاس والدوخة.
  • يمكن أن يجعل الميلاتونين أعراض الاكتئاب أسوأ، بالتالي يحذر استخدامه مع مرضى الاكتئاب.
  • يحذر تناول الميلاتونين إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات النزيف، لأنه قد يجعل النزيف أسوأ.
  • يمكن أن يرفع الميلاتونين ضغط الدم عند الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة للتحكم في ضغط الدم، لذا يفضل تجنب استخدامه مع مرضى ارتفاع ضغط الدم.
  • قد يزيد استخدام الميلاتونين من خطر الإصابة بنوبة صرع، بالتالي يحذر استخدامه مع مرضى الصرع.
  • لا توجد معلومات كافية لمعرفة ما إذا كان الميلاتونين آمنًا للاستخدام أثناء الحمل، بالتالي من المحتمل أن يكون الميلاتونين غير آمن عند تناوله بانتظام عن طريق الفم أو بجرعات عالية أثناء محاولة الحمل.
  • يحذر استخدام الميلاتونين أثناء الرضاعة الطبيعية، وذلك لعدم توافر معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كان الميلاتونين آمنًا للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية.
  • عادةً ما يكون الميلاتونين جيد التحمل عند تناوله بجرعات تصل إلى 5 مجم يوميًا عند المراهقين و3 مجم يوميًا عند الأطفال، لكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل إعطاء هذا الدواء للأطفال، لأن هناك بعض المخاوف من أن الميلاتونين قد يتداخل مع النمو أثناء المراهقة.

الأسئلة الشائعة

ما هي أعراض نقص هرمون الميلاتونين؟

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لنقص الميلاتونين ما يلي:

  • الأرق.
  • الاستيقاظ الليلي أو مبكرًا جدًا في الصباح.
  • الشعور بالتوتر والتعب في الليل.
  • النعاس المفرط والتعب أثناء النهار.
  • مشكلات في التركيز.
  • القلق والاكتئاب.
  • زيادة الوزن.

أين يوجد هرمون الميلاتونين في الطعام؟

يعد تناول مكملات الميلاتونين طريقة شائعة لتعزيز مستوى الميلاتونين في الجسم، لكنها قد تتداخل مع بعض الأدوية الموصوفة، وقد لا تكون ضرورية. كما أنه يمكن رفع مستوى هرمون الميلاتونين في الدم عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالميلاتونين، مثل:

  • البيض.
  • الحليب.
  • السمك.
  • الكرز الحامض.
  • المكسرات.

هل يجوز أخذ الميلاتونين يومياً؟

الميلاتونين آمن بشكل عام للبالغين إذا تم تناوله كل ليلة لفترات قصيرة، وهناك عدة عوامل تؤثر على ما إذا كان يجب على الشخص تناول مكمل الميلاتونين كل يوم أم لا، مثل تحديد مشكلة النوم الخاصة للمريض، والعمر، وعوامل صحية أخرى. يجب على أي شخص يرغب في تناول مكمل الميلاتونين استشارة طبيبه أولاً لمعرفة ما إذا كان الميلاتونين آمنًا له ولمعرفة الجرعة المناسبة، فالميلاتونين قد يؤثر سلبًا على الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة أو يعانون من حالات صحية معينة.

نصيحة من موقع صحتك

في حين أن هرمون الميلاتونين يمكن أن يكون مفيدًا في علاج بعض اضطرابات النوم وعلاج الأرق، فإنه لا توجد أدلة قوية تثبت أنه يمكن أن يساعد الأطفال الأصحاء أو البالغين على النوم بشكل أسرع. ويجب على الآباء العمل على تشجيع أطفالهم على اتباع عادات نوم جيدة، مثل تحديد وقت منتظم وثابت للنوم والاستيقاظ، والحد من وقت استخدام الهواتف الذكية أو مشاهدة التلفاز مع اقتراب موعد النوم، والتشجيع على القراءة بهدوء أو قراءة قصة، بدلًا من اللجوء إلى الميلاتونين.

آخر تعديل بتاريخ
02 نوفمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.