صحــــتك

الضوضاء البيضاء لمساعدة الطفل على النوم.. الإيجابيات والسلبيات

الضوضاء البيضاء
الضوضاء البيضاء

الضوضاء البيضاء والتي تُعرف أيضاً باسم الضوضاء الناعمة، هي من الأنشطة المساعِدة على النوم التي يوصي بها الأطباء لمساعدة طفلك على النوم في الليل بشكل أفضل، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الأخرى المساعِدة على الاسترخاء مثل الحمامات الدافئة، إذ يبدو نوم الطفل ليلاً، خاصة الطفل الحديث الولادة، حلماً بالنسبة للوالدين، حتى لو كنت تجاوزت مرحلة الاستيقاظ كل بضع ساعات في مرحلة الرضاعة، فربما ما يزال طفلك يواجه بعض المشكلات في النوم. هل الضوضاء البيضاء هي الحل؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟ تعرّف على ذلك.

كيف تعمل الضوضاء البيضاء مع الأطفال؟

تشير الضوضاء البيضاء إلى الأصوات التي تحجب الأصوات الأخرى التي قد تحدث بشكل طبيعي في البيئة، إذا كنت تعيش في مدينة على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الضوضاء البيضاء في حجب الضوضاء المرتبطة بحركة المرور، ويمكن استخدام أصوات محدَّدة للمساعدة في التشجيع على النوم بغضّ النظر عن الضوضاء البيئية، وتشمل الأمثلة على الضوضاء البيضاء أصوات الغابات الماطرة أو أصوات الشاطئ الهادئة.

 

وهناك آلات مصممة خصيصاً للاستخدام مع الأطفال الرضع، وقد تم تجهيز بعض الألحان الموسيقية أو حتى صوت نبضات القلب التي تُستخدم لتقليد تهويدات الأم. ووجَدت دراسة رائدة أجريت عام 1990 في أرشيف أمراض الطفولة أن الضوضاء البيضاء يمكن أن تكون مفيدة. تمت دراسة أربعين طفلاً حديث الولادة، وتبين أن 80% منهم تمكنوا من النوم بعد خمس دقائق من سماع الضوضاء البيضاء.

إيجابيات الضوضاء البيضاء للأطفال

قد يتمكن الأطفال من النوم بشكل أسرع مع وجود ضوضاء بيضاء في الخلفية، ويمكن للضوضاء البيضاء أن تحجب الضوضاء المنزلية، مثل ضوضاء الأشقاء الأكبر سناً، وتحتوي بعض أجهزة الضوضاء البيضاء المخصصة للأطفال على إعداد نبضات قلب يحاكي صوت قلب الأم، مما قد يكون مريحاً ومهدئاً لحديثي الولادة. ومن إيجابيات الضوضاء البيضاء ما يلي:

  • الضوضاء البيضاء قد تساعد على النوم

الميزة الأكثر وضوحًا للضوضاء البيضاء بالنسبة للأطفال هي أنها يمكن أن تساعدهم على النوم، إذا لاحظت أن طفلك يميل إلى النوم في الأوقات الصاخبة خارج وقت القيلولة المعتادة أو وقت النوم فقد يَستجيب بشكل إيجابي للضوضاء البيضاء، وقد يكون طفلك معتادًا على أن يكون محاطًا بالضوضاء، لذا فإن البيئة الهادئة تمامًا يمكن أن يكون لها تأثير عكسي عندما يحين وقت النوم.

  • يمكن لمساعِدات النوم إخفاء الضوضاء المنزلية

يمكن أن تفيد آلات إصدار الضوضاء البيضاء أيضاً العائلات التي لديها عدة أطفال من مختلف الأعمار، على سبيل المثال، إذا كان لديك طفل يحتاج إلى قيلولة ولكن هناك طفل آخر لم يعد يأخذ قيلولة، يمكن أن تساعد الضوضاء البيضاء في حجب أصوات الأشقاء لمساعدة طفلك على النوم بشكل أفضل.

سلبيات الضوضاء البيضاء عند الأطفال

قد تتجاوز أجهزة إصدار الضوضاء البيضاء حدود الضوضاء الموصَى بها للأطفال الرضع، ويمكن أن يعتمد الأطفال على آلات الضوضاء البيضاء ليتمكنوا من النوم، ولا يستجيب جميع الأطفال بشكل جيد لهذه الضوضاء. ومن أهم سلبياتها ما يلي:

  • مشكلات النمو المحتملة

على الرغم من الفوائد المحتملة فإن الضوضاء البيضاء لا توفر دائماً السلام والهدوء الخالي من السلبيات، ففي عام 2014، اختبرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال 14 آلة إصدار ضوضاء بيضاء مصممة للرضع، ووجدوا أن جميعها تجاوزت حدود الضوضاء الموصى بها لحضانات المستشفيات، وخلصت الدراسة إلى أن التعرض المنتظم لمستويات ضغط الصوت هذه قد يضر بسمع الطفل ونموه السمعي.

 

وبناء على نتائج هذه الدراسة، يوصي أطباء الأطفال بوضع آلات الضوضاء البيضاء على بعد 7 أقدام (200 سم) على الأقل من سرير طفلك، ويجب عليك أيضاً إبقاء مستوى الصوت على الجهاز أقل من الحد الأقصى لمستوى الصوت.

  • قد يصبح الطفل معتمدًا على الضوضاء الناعمة

قد ينام الأطفال الذين يستجيبون بشكل إيجابي للضوضاء البيضاء بشكل أفضل في الليل وأثناء القيلولة، ولكن فقط إذا كانت الضوضاء البيضاء متاحة باستمرار، وقد يكون هذا مشكلة إذا كان طفلك في وضع يحتاج فيه إلى النوم ولم يكن هذا الجهاز معه، وتشمل الأمثلة على ذلك فترات الإجازات أو قضاء ليلة في منزل الجدة، أو حتى في أماكن الرعاية النهارية، ويمكن أن يصبح هذا الأمر مزعجاً.

  • بعض الأطفال لا يحبون الضوضاء البيضاء

من المهم أن ندرك أن هذه الضوضاء لا تناسب جميع الأطفال، ويختلف كل طفل عن الآخر عندما يتعلق الأمر باحتياجات النوم، لذلك قد تكون الضوضاء البيضاء في نهاية المطاف بمثابة تجربة قد تنجح أو تفشل، فإذا قررتِ تجربتها فتأكدي من قيامك بذلك بشكل آمن.

أهمية النوم للأطفال الرضع

عندما يفكر الأشخاص البالغين بقلة النوم فهم غالباً ما يفكرون بأيام مزعجة ومتعبة مليئة بالعديد من فناجين القهوة للتغلب عليها، لكن عند الأطفال والرضع قد لا تكون آثار عدم الحصول على قسط كاف من النوم واضحة، وقد تتضمن بعض المخاوف المرتبطة بقلة النوم عند الأطفال ما يلي:

  • عدم الرضا المتكرر.
  • فرط النشاط.
  • التقلبات السلوكية الشديد.
  • الإفراط في الكلام.

ما مقدار النوم الذي يحتاجه طفلك؟

لمعالجة آثار قلة النوم من المهم أيضاً معرفة مقدار النوم الذي يحتاجه طفلك حقاً، وفيما يلي عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل لكل فئة عمرية:

  • الأطفال حديثو الولادة: ما يصل إلى 18 ساعة في اليوم، مع الاستيقاظ كل بضع ساعات للرضاعة.
  • من شهر إلى شهرين: يستطيع الأطفال النوم من 4 إلى 5 ساعات متواصلة.
  • من 3 إلى 6 أشهر: يمكن أن يتراوح إجمالي عدد ساعات النوم ليلاً من 8 إلى 9 ساعات، بالإضافة إلى القيلولة القصيرة أثناء النهار.
  • من 6 إلى 12 شهراً: إجمالي 14 ساعة من النوم مع 2 إلى 3 ساعات قيلولة خلال النهار.

وضعي في اعتبارك أن ساعات النوم هذه هي الموصى بها عامة، لكن كل طفل مختلف عن الآخر، فقد ينام بعض الأطفال أكثر بينما لا يحتاج آخرون إلى القدر نفسه من النوم.

هل يمكنك استخدام الضوضاء البيضاء طوال اليوم للأطفال؟

كما هو الحال مع التقميط، ليس من المفترض استخدام الضوضاء البيضاء على مدار 24 ساعة في اليوم، وذلك لأنكِ تريدين أن تمنحي أذنَي طفلك وعقله فترة راحة لعدة ساعات كل يوم ليتعلم الأصوات الطبيعية للمنزل والأصوات الموجودة داخل وخارج المنزل. لذا اكتفي باستخدام الضوضاء لتهدئة انزعاج طفلك وتحسين القيلولة والنوم أثناء الليل.

الأسئلة الأكثر شيوعاً

لماذا ينام الطفل على الضوضاء البيضاء؟

الضوضاء الناعمة أو الهادئة تخلق فقاعة تشبه الشرنقة لينام فيها الطفل بهدوء، فهي في الواقع تقوم بتشغيل رد الفعل المهدئ في دماغ الطفل، مما يسمح له بالنوم بسهولة أفضل وبشكل أسرع.

هل الضوضاء البيضاء تساعد على النوم؟

لقد وجدت الدراسات أن الاستماع إلى الضوضاء البيضاء يساعد الأطفال حديثي الولادة على النوم بشكل أسرع، كما وجدت دراسة أخرى أن الضوضاء الناعمة ساعدت أيضاً الأشخاص البالغين على النوم بنسبة 38% أسرع، وعلى تقليل الوقت الذي يقضيه البالغون في مراحل النوم المختلفة.

ما هي فوائد الضوضاء البيضاء؟

تعزز الضوضاء الناعمة الاسترخاء وتقلل التوتر، وقد ثبت أن الصوت المتَّسق الذي يخرج من آلة الضوضاء الناعمة يساعد على خلق بيئة تساعد على النوم، ويمكن أن يساعد صوتها على إخفاء الأصوات الأخرى التي قد تكون مرهقة ومزعجة، فإذا كنت تعيش في منطقة صاخبة فقد تكون الضوضاء الناعمة هي المنقذة لك ولطفلك، مما يجعل من السهل النوم والبقاء في وضعية النوم العميق، كما أن الضوضاء البيضاء تحسّن من نوعية النوم من خلال خلق بيئة هادئة ومريحة والتمتع بنوم أعمق وأكثر راحة.

 

 

ختاماً، قد تكون الضوضاء البيضاء حلاً مؤقتاً لمشكلة النوم عند الأطفال، ولكنها ليست طريقة علاجية لمساعدة الأطفال على النوم، نظراً لأن الضوضاء الناعمة لا تكون دائماً حلاً عملياً أو متاحاً باستمرار، فإنها يمكن أن تصبح سلبية وتسبب إشكالية بدلًا من كونها حلاً لطفلك.

 

وتذكّر أن الأطفال الذين يستيقظون ليلاً، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، من المحتمل أنهم يعانون من شيء يسبب لهم الانزعاج والاستيقاظ من النوم، فليس من المعقول أن نتوقع دائماً أن ينام الأطفال الصغار بهدوء خلال الليل دون الحاجة إلى الرضاعة أو زجاجة الحليب أو تغيير الحفاضات أو الحضن. في النهاية؛ تحدَّثي إلى طبيب الأطفال إذا كان طفلك يواجه مشكلات في النوم، خاصة مع تقدمه في العمر.

آخر تعديل بتاريخ
08 يونيو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.