صحــــتك

الأقراص المنومة قد تزيد الإصابة بالخرف

ربطت دراسة حديثة نشرت مؤخرًا في مجلة خاصة بمرض الزهايمر بين الاستخدام المفرط للأدوية المنومة واحتمالية تطور مرض الخرف مستقبلًا. كما وجدت هذه الدراسة أن استخدام الأدوية المنومة قد يزيد خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن، وبشكل خاص لدى ذوي البشرة البيضاء، ولم تجد هذه الدراسة رابط إصابة للأشخاص ذوي البشرة السوداء بنفس الوتيرة.

حيث درس الباحثون أكثر من 3000 حالة من كبار السن غير المصابين بالخرف بمتوسط عمر 74 عامًا، وتألفت الدراسة من 58% من ذوي البشرة البيضاء و42% من ذوي البشرة السوداء، وبناءً عليه تبين خلال فترة الدراسة التي استمرت 15 عامًا أن 5 من المشاركين قد أصيبوا بالخرف.

وأفاد ما يقرب من 8% من الأشخاص البيض في الدراسة وما يقرب من 3% من الأشخاص السود أنهم تناولوا الأدوية المنومة إما "غالبا" أو "دائما" تقريبا، ومن خلال ذلك تبين أن الأشخاص ذوي البشرة البيضاء أكثر عرضة بمرتين من ذوي البشرة السوداء, وبالنسب المئوية وجدت الدراسة أن الذين تناولوا الأقراص المنومة من البيض لديهم فرصة أعلى بنسبة 79% للإصابة بالخرف مقارنة بأصحاب البشرة السوداء.

لكن من ناحية أخرى كان هناك فرصة مماثلة للأشخاص ذوي البشرة السوداء الذين يتناولون الأقراص المنومة للإصابة بالخرف مقارنة بالذين نادراً ما يستخدمونها أو لم يستخدموها أبداً من نفس العرق ولون البشرة.

وعند تحيز الدراسة لبعض الأدوية المنومة مثل البنزوديازيبينات أظهرت أن كبار السن من ذوي البشرة السوداء أقل عرضة بشكل ملحوظ لتلقي وصفات طبية من البنزوديازيبينات مقارنة مع كبار السن ذوي البشرة البيضاء، فأظهرت النتائج أن كبار السن البيض كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بالخرف من المشاركين من ذوي البشرة السوداء في البنزوديازيبينات, وهذا يعني أن الأشخاص ذوي البشرة السوداء ربما كانوا يستخدمون أدوية منومة أقل ارتباطاً بالإصابة بالخرف مقارنة بالأشخاص البيض.

ووضح القائمون على الدراسة أن المزيد من الأبحاث ستساعد على فهم الآلية المحتملة التي تربط بين الأدوية المنومة والإصابة بالخرف خاصة مع وجود الاختلافات العرقية الملحوظة.

نتائج: هل الأدوية المنومة فعلًا تسبب الخرف؟

اقترحت الأبحاث وجود علاقة محتملة بين الاستخدام طويل الأمد للحبوب المنومة وزيادة خطر الإصابة بالخرف كما يقول دونج ترينه، كبير المسؤولين الطبيين في Irvine Clinical Research في كاليفورنيا.

لكن هذا الرابط غير مفهوم تمامًا، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد أي علاقة سببية، كما يقول ترين، وهو أيضًا المدير الطبي لمركز الشيخوخة الصحية في أكاسيا، والمسؤول الطبي الرئيسي في عيادة الدماغ الصحي في لونج بيتش كاليفورنيا.

ويطرح ترين بعض الأسئلة التي يجب استكشافها، وهي: ما إذا كانت الأدوية المنومة هي سبب الخرف، أم أنها تعكس السبب الأساسي الذي يزيد من خطر الإصابة بالخرف، والتي تعمل على علاجه وهو الأرق الشديد.

كما أن الآلية التي قد تكون مسؤولة عن هذا الارتباط ليست مفهومة تماماً، لكن بعض الدراسات تشير إلى أن هذه الأدوية قد تؤثر على مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل أستيل كولين التي تلعب دورًا في الذاكرة والتعلم.

وعلى وجه الخصوص قد تكون البنزوديازيبينات ذات تأثير ضار على الدماغ أكثر من الأنواع الأخرى من الأدوية المنومة، ويعتقد أن هذه الأدوية تؤثر على مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى ضعف في الإدراك وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر مع مرور الوقت.

ويجب التنويه أن كل فرد قد يتفاعل بشكل مختلف مع أنواع مختلفة من الأدوية المنومة، لذا ينصح باتباع النصائح الشخصية المقدمة من اختصاصيّ الرعاية الصحية قبل بدء أو إيقاف أي نوع من الأدوية.

الحفاظ على صحة الدماغ:

يرى ترين أن التثقيف حول الصلة المحتملة بين الاستخدام طويل الأمد لأنواع معينة من الأدوية المنومة وزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر أمر مهم. كما يمكن أن يساعد هذا التعليم الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خيارات العلاج الخاصة بهم، وموازنة الفوائد والأخطار المرتبطة بأنواع الأدوية المختلفة.

وبعبارات أوضح، يشير التثقيف الصحي للدماغ عادةً إلى عملية تعليم الأفراد الاستراتيجيات وخيارات نمط الحياة التي يمكن أن تعزز صحة الدماغ، وتقلل من خطر التدهور المعرفي بمرور الوقت.

قد يشمل ذلك معلومات حول التغذية السليمة، والتمارين الرياضية، ونظافة النوم، وتقنيات إدارة الإجهاد، وأنشطة التحفيز المعرفي مثل الألغاز أو تعلم مهارات جديدة، بالإضافة إلى زيادة الوعي حول المخاطر المحتملة لسلوكيات معينة أو عوامل بيئية، مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول, واستهلاك أو التعرض للسموم.

والهدف من التثقيف الصحي فيما يخص المخ هو تمكين الأفراد من زيادة المعرفة، والتعرف على الأدوات والظروف والمعلومات التي يحتاجونها للحفاظ على المخ نشطًا وبصحة جيدة طوال فترة حياتهم، مثل تناول الخضار والفواكه بشكل أفضل، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تحفز العقل أو الانضمام إلى نادي الكتاب.

كما أن تقنيات الاسترخاء يمكن أن تحسن من النوم، بالإضافة إلى اليوجا وتمارين التنفس، ويعدّ الضغط النفسي أحد أسباب الأرق، لذلك العلاج النفسي قد يساعد على حل هذه المشكلة أيضًا.

 

المصادر:

آخر تعديل بتاريخ
25 أبريل 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.