صَنع اكتشاف أدوية الستاتينات ثورة في مجال تخفيض الكوليسترول وتقليل احتمال التعرض لأمراض القلب والشرايين، إلا أن حوالي 29 بالمئة من الأشخاص الذين ينصحون بتناول أحد أدوية الستاتينات (مثل أتورفاستاتين وسيمفاستاتين ...)، تحدث لديهم أعراض جانبية مزعجة، مثل ألم العضلات وضعفها، والشعور بالتعب والوهن العام، مما يدفعهم للتوقف عن تناول هذه الأدوية، وبالتالي يزيد احتمال تعرضهم لارتفاع الكوليسترول وحدوث أمراض القلب والشرايين، خاصة عند النساء. قدر باحثون في أحد المستشفيات الأمريكية المتقدمة أن أكثر من 20 بالمئة ممن عولجوا في هذه المشفى في الفترة 2000-2018 قد توقفوا عن تناول أدوية الستاتينات، وحدث لديهم ارتفاع في مستويات الكوليسترول الضار.
هل هناك دواء بديل للستاتينات في تخفيض الكوليسترول؟
نشرت المجلة الطبية المرموقة New England Journal of Medicine في عددها الصادر بتاريخ 4 مارس 2023، دراسة عن استخدام دواء جديد نجح في تخفيض مستويات الكوليسترول الضار، وفي تقليل حدوث أمراض القلب والشرايين، وهو حمض بِمبِدويك Bempedoic acid المتوفر تجارياً تحت اسم نِكسلِتول Nexletol، وقد حصل هذا الدواء على ترخيص هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية لاستخدامه في تخفيض الكوليسترول.
كيف أجريت الدراسة؟
شملت الدراسة 13970 شخصاً لديهم ارتفاع في مستوى كوليسترول الدم ممن رفضوا تناول أدوية الستاتينات. أعطي دواء حمض بِمبِدويك بجرعة 180 مغ يومياً لنحو 6992 منهم، بينما أعطي 6978 دواء وهمياً للمقارنة. تم تسجيل حدوث حالات قلبية وعائية لديهم (مثل الوفيات، والأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، والحاجة لإجراءات تحسين تروية القلب) خلال فترة متابعة بلغت وسطياً 40 شهراً. كما تم قياس مستويات الكوليسترول عند جميع المشاركين.
هل نجح الدواء الجديد؟
سجلت الدراسة انخفاضاً مهماً في مستويات الكوليسترول عند المرضى الذين تناولوا دواء حمض بِمبِدويك بعد ستة أشهر من بدء العلاج، بنسبة بلغت 21 بالمئة أفضل من الذين تناولوا العلاج الوهمي. كما كانت نسبة حدوث الأمراض والاختلاطات القلبية الشريانية أقل بشكل مهم (13 بالمئة) عند أفراد المجموعة الذين تناولوا دواء حمض بِمبِدويك، بما فيها نسبة الوفيات والأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، والحاجة لإجراءات وعمليات تحسين تروية القلب. لم تسجَّل أعراض جانبية مهمة ضارة في استخدام الدواء الجديد سوى ارتفاعاً بسيطاً في حدوث هجمات مرض النقرس (ارتفاع حمض البول)، وحصيات المرارة بنسبة أعلى مما حدث لدى أفراد المجموعة الذين تناولوا دواء وهمياً. وكذلك سجِّل ارتفاع صغير في مستويات الكرياتينين وحمض البول وخمائر الكبد في مجموعة الذين تناولوا دواء حمض بِمبِدويك.
ما هي استنتاجات الدراسة الجديدة؟
- نجح دواء حمض بِمبِدويك في تخفيض الكوليسترول عند الأشخاص الذين رفضوا تناول أدوية الستاتينات بسبب إصابتهم بأعراض جانبية مزعجة.
- نجح الدواء الجديد في تقليل حدوث الاختلاطات القلبية الوعائية.
- يمكن أن ينصح الأشخاص المعرضون لارتفاع الكوليسترول أو لاحتمال إصابتهم بأمراض قلبية شريانية بتناول دواء حمض بِمبِدويك إذا لم يتحملوا تناول أدوية الستاتينات.
- يجب الانتباه إلى قياس مستويات حمض البول ومتابعة وظائف الكلية والكبد عند تناول هذا الدواء الجديد.
المصادر:
Bempedoic Acid and Cardiovascular Outcomes in Statin-Intolerant Patients | NEJM
Here’s an Alternative to Statins for Lowering Cholesterol | Time