أدوية تخفيض الكوليسترول
يؤدي الارتفاع المستمر في مستويات كوليسترول الدم إلى حدوث مرض تصلب الشرايين، وتشكّل تضيقات وانسدادات في بعض شرايين الجسم، وبالتالي احتمال حدوث الذبحة الصدرية والأزمة القلبية والسكتة الدماغية ونقص تروية الطرفين السفليَّين ...
تنصَح الجمعيات الطبية الأمريكية والأوروبية باستخدام أدوية لتخفيض الكوليسترول إذا لم تنجَح الحمية والرياضة في ذلك. وأكثر أدوية تخفيض الكوليسترول استخدامًا في العالم حاليًّا هي أدوية الستاتينات، مثل أتورفاستاتين، سيمفاستاتين، روسوفاستاتين ...
على الرغم من فوائدها المثبتَة في كثير من الدراسات العلمية، هناك بعض الأعراض الجانبية التي قد تَحدث عند استخدام هذه الأدوية، مثل الآلام العضلية، والدوخة، والصداع، والأرق، وارتفاع خمائر الكبد، وربما زيادة حدوث السكري والمياه البيضاء في العيون (السَّاد).
دراسة مقارَنة عن الآثار الجانبية المهمّة بين نوعَين من الستاتينات
نَشرت المجلة الطبية البريطانية BMJ في عَددها الصادر بتاريخ 18 أكتوبر 2023 نتائج دراسة LODESTAR، التي قارنَت بين دواءَين من الستاتينات القوية هما دواء أتورفاستاتين ودواء روسوفاستاتين، خاصّة مِن حيث فعاليتهما في تخفيض الكوليسترول على المدَى البعيد، وآثارهما الجانبية لدَى الكبار المصابين بنقص تروية القلب.
كيف أُجريت هذه الدراسة؟
اشترك في هذه الدراسة 12 مستشفى في كوريا الجنوبية في الفترة من سبتمبر 2016 إلى نوفمبر 2019. تم في الدراسة متابعة حالة 4400 مريضًا مصابًا بنقص تروية القلب وارتفاع الكوليسترول، ممَّن تَجاوزت أعمارهم 19 سنة. كان متوسط عمر المشاركين 65 سنة، 78 بالمئة منهم ذكور.
أُعطِي أفراد مجموعة مِن المشاركين دواء روسوفاستاتين (2204 مريضًا)، وأُعطِي أفراد المجموعة الثانية دواء أتورفاستاتين (2196 مريضًا). تمّت متابعة هؤلاء المرضى على مَدى ثلاث سنوات، ودراسة عدد الوفيات، والأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، ومَدى حاجتهم للإجراءات التداخلية بقسطرة القلب أو للعمليات الجراحية لعلاج نقص تروية القلب لديهم، كما تم تسجيل أي إصابات جديدة عند جميع المشاركين بمرض السكري، وقصور القلب، والجلطات الوريدية، والصمامات الرئوية، وقصور الكلية، وعمليات علاج المياه البيضاء في العيون (السَّاد) ...
ما هي نتائج هذه الدراسة؟
كانت فعالية هذين الدواءَين في تخفيض الكوليسترول متكافِئة، ولم تُلاحَظ بينهما فروق مهمّة إحصائيًّا في نسبة الوفيات، أو الأزمات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو مَدى حاجتهم للإجراءات التداخلية بقسطرة القلب أو للعمليات الجراحية لعلاج نقص تروية القلب لديهم.
ولكن لوحِظ وجود فروق مهمّة في نسبة حدوث بعض الأعراض الجانبية، كان أهمها:
- نسبة حدوث مرض السكري الجديد لدى أفراد مجموعة الروسوفاستاتين بلغت 7.2 بالمئة، بينما كانت 5.3 بالمئة لدى أفراد مجموعة الأتورفاستاتين.
- كما أن نسبة الحاجة لعمليات علاج الماء البيضاء في العيون (السَّاد) لدى أفراد مجموعة الروسوفاستاتين 2.5 بالمئة، بينما كانت 1.5 بالمئة لدى أفراد مجموعة الأتورفاستاتين.
- يجب الانتباه إلى أن جميع المشاركين في هذه الدراسة كانوا من الآسيويين.
أفضلية دواء الأتورفاستاتين؟
- أظهرَت هذه الدراسة أن استخدام أدوية الستاتينات القوية، مثل الأتورفاستاتين والروسوفاستاتين لدى الكبار المصابين بنقص تروية القلب يفيد في تخفيض الكوليسترول، وتقليل حدوث الوفيات، والأزمات القلبية، والسكتات الدماغية.
- ترافَق استخدام دواء الروسوفاستاتين بزيادة قليلة، ولكنها مهمّة إحصائيًّا في نسبة حدوث السكري من النوع الثاني، ومرض المياه البيضاء (السَّاد) في العين.
- سبب زيادة احتمال حدوث السكري عند استخدام هذه الأدوية غير واضح.
- ربما يتعلّق سبب زيادة احتمال حدوث المياه البيضاء (السَّاد) في العين بانخفاض الكوليسترول لدرجة تمنع تطور الخلايا السطحية في عدَسة العين.
- يجب الانتباه إلى اتباع نظام الحياة الصحية بالتغذية الجيدة والرياضة المناسبة، ومتابعة تطور السكري وفحص العين، وليس لمجرد تخفيض الكوليسترول فقط.
المصادر:
Highly Potent Statin Stands Out for Diabetes, Cataract Risks | MedPage Today