يعتبر مرض السكري من النوع الثاني (سكري الكبار) حالة مرَضية دائمة، لا يمكن الشفاء منها بشكل عام ونهائي، وهو يصيب مئات الملايين من الأشخاص، ويعتبر من الأسباب العالمية العشرة الأولى التي تؤدي إلى الوفاة. يرتفع سكر الدم والسكر التراكمي (HbA1c) في هذا المرض نتيجة اضطراب في عمل هرمون الإنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس، ويرتبط عادة بزيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة. فهل يمكن علاج هذا المرض بالحمية والرياضة؟
دراسة صينية جديدة عن داء السكري
نشرت مجلة الغدد الصم والاستقلاب الأمريكية في 14 ديسمبر 2022 دراسة صينية عن فوائد الصيام المتقطع في علاج مرض السكري عند الكبار (السكري من النوع الثاني).
أصبح الصيام المتقطع شائعاً جداً بعد اتضاح فوائده في دراسات عديدة، وهناك أنماط عديدة من الصيام المتقطع (مثل الصيام 16 ساعة كل يوم، أو الصيام في أيام متبادلة، أو الصيام لأيام قليلة متتابعة، أو صيام يومين منفصلين كل أسبوع ...)، ولكن لا توجد دراسات علمية محددة عن فوائده لمرضى السكري من النوع الثاني. وقد أجريت هذه الدراسة المقارنة لدراسة نتائج الصيام المتقطع عند مرضى السكري من النوع الثاني، وبحث مدى فائدته في الشفاء من هذا المرض، والفترة التي تستمر فيها نتائجه المفيدة.
كيف أجريت الدراسة؟
تم اختيار عدد من المشاركين في الدراسة (36 مريضاً) ممن لديهم مرض السكري من النوع الثاني، والذين تتراوح أعمارهم من 38 إلى 72 سنة، وأصيبوا بالمرض منذ سنة على الأقل، ويأخذون علاجات مخفضة لسكر الدم بشكل حبوب فموية وحقن الإنسولين. كان بينهم 66.7 بالمئة من الذكور. قسم المشاركون إلى مجموعتَين متناظرتَين، تناول أفراد المجموعة الأولى غذاء قليل الحريرات، وطبق أفرادها برنامج صيام متقطع مدة يومين في الأسبوع، بينما تابع أفراد المجموعة الثانية غذاءهم وأدويتهم دون تغيير.
تمت متابعة نتائج التحليل المخبري لمستوى سكر الدم الصباحي، والسكر التراكمي (HbA1c)، وقياس ضغط الدم، والوزن، ونوعية الحياة، وتكاليف الأدوية على مدى سنة كاملة. اعتبر في هذه الدراسة أن شفاء الداء السكري قد حصل إذا بلغ مستوى السكر التراكمي أقل من 6.5 بالمئة، واستمر على ذلك فترة أكثر من ثلاثة أشهر بعد وقف جميع أدوية السكري.
نتائج الدراسة
بعد تطبيق برنامج الغذاء والصيام المتقطع فترة ثلاثة أشهر، ومتابعة نتائج الفحوصات بعد ثلاثة أشهر أخرى، لوحظ أن 47.2 بالمئة من أفراد المجموعة الأولى قد نجحوا في تحقيق شرط الشفاء من السكري، بينما لم يحقق ذلك سوى 2.8 بالمئة من أفراد المجموعة الثانية. في الفترة ذاتها، انخفض متوسط وزن أفراد المجموعة الأولى بمقدار 5.93 كيلوغراماً، بينما لم ينخفض متوسط وزن أفراد المجموعة الثانية إلا بنحو 0.27 كيلوغراماً. وكانت المفاجأة السارة أنه بعد سنة كاملة من المتابعة، احتفظ 44.4 بالمئة من أفراد المجموعة الأولى بمعايير الشفاء من السكري، وظل متوسط السكر التراكمي لديهم 6.33 بالمئة. كان متوسط تكلفة الأدوية عند أفراد المجوعة الأولى أقل بنحو 77.2 بالمئة من متوسط تكلفة أدوية أفراد المجموعة الثانية.
ما هي استنتاجات هذه الدراسة؟
- على الرغم من قلة عدد المشاركين في هذه الدراسة، إلا أنها تطرح احتمال نجاح نظام الحمية والصيام المتقطع في علاج الداء السكري من النوع الثاني.
- نظام الغذاء القليل الحريرات مع الصيام المتقطع يفيد في تحقيق الشفاء من الداء السكري من النوع الثاني لمدة سنة على الأقل.
- تخفيض الوزن يساعد في ضبط السكري من النوع الثاني.
- الحمية الغذائية ونمط الحياة النشيطة بممارسة رياضة يومية يساعد على ضبط داء السكري، وتقليل الحاجة إلى الأدوية والإنسولين.
المصادر:
Effect of Calorie Restriction and Exercise on Type 2 Diabetes - PubMed (nih.gov)
Intermittent Fasting Completely Reverses Type 2 Diabetes in Study (scitechdaily.com)