قررت منظمة الصحة العالمية تغيير اسم مرض جدري القرود “Monkeypox” إلى الاسم الجديد: "إم بوكس Mpox"، وذلك انسجاماً مع سياستها الحالية في منح الأمراض أسماء تتجنب الوصم بالتمييز العنصري، أو العرقي، أو الجغرافي الذي قد يرتبط ببعض أسماء الأمراض السابقة، خاصة بعض الأمراض الفيروسية والجرثومية، مثل الانفلونزا الاسبانية، والمنغولية، وانفلونزا الخنازير ...
وقد صرحت منظمة الصحة العالمية أنها ستستعمل الاسم الجديد "إم بوكس" في مراسلاتها، وستشجع الآخرين على فعل ذلك، وذلك لتجنب كل تأثير سلبي للاسم الحالي. وقد أيدت الحكومة الأمريكية رسمياً هذا التوجه. وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن الاسم الجديد سيساعد على التواصل مع معظم المجتمعات التي تأثرت بالاسم القديم، ويحميها من تلقي العلاج والمساعدات والدعم الذي تحتاج إليه.
ما هو مرض جدري القرود؟
اكتشف هذا المرض الفيروسي أولاً حوالي سنة 1958 عند القرود الموجودة في الأسر، واكتشف انتشاره في الكونغو عند الإنسان سنة 1970. كان انتشاره محدوداً جداً، ولم يشكل وباء محلياً أو جائحة عالمية حتى أوائل سنة 2022 عندما سجلت بعض الحالات في عدد من دول العالم، وقد بلغت هذه الإصابات أكثر من 80 ألف حالة حتى الآن، كان معظمها بشكل طفح جلدي متعمم، يترافق بارتفاع درجة الحرارة، وتضخم في العقد اللمفاوية، وقد تصيب التقرحات الفم والمستقيم أحياناً. يستمر المرض أسابيع قليلة، ونادراً ما يؤدي إلى الوفاة. لا ينتقل هذا المرض عن طريق الهواء، بل يحتاج انتقاله إلى تلامس مباشر ووثيق، أو بالتعامل المباشر مع المصابين من الإنسان والحيوان ومفرزاتها.
أظهرت دراسة المادة الوراثية للفيروس الذي يسبب جدري القرود أنه من نوع الحمض النووي DNA الأكثر استقراراً والأقل تنوعاً وتغيراً من فيروسات RNA ، مثل الإنفلونزا والكورونا، وأنه يشبه فيروس الجدري عند الإنسان، ولذلك فقد لوحظ أن الذين أخذوا لقاح الجدري من البشر لديهم مناعة بحوالي 85 بالمئة ضد فيروس جدري القرود.
انتشرت الإصابات بجدري القرود خلال سنة 2022 في نحو 60 دولة من دول العالم، خاصة بين المثليين، وأعلنت منظمة الصحة العالمية والولايات المتحدة الأمريكية أن مرض جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عامة في يوليو 2022، وتم توزيع لقاح الجدري لدى الفئات الأكثر تعرضاً للإصابة.
اعتراضات
صدرت بعض الاعتراضات على الاسم القديم "جدري القرود" لأنه يوحي خطأ بأن المرض ينتشر إلى الإنسان من القرود، كما أنه قد يثير ردود فعل سلبية تجاه الأفارقة وأصحاب البشرة السوداء. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أصدرت سنة 2015 تعليمات عن تسمية الأمراض بطريقة لا تسبب تأثيرات سلبية غير مباشرة على الفئات العرقية والمجتمعات الجغرافية، ولا تضر بالتجارة المحلية أو الإقليمية أو العالمية. وأوصت بتغيير أسماء أمراض مثل: جدري البقر، وجدري الحصان، وجدري الجِمال.
كيف توصلت منظمة الصحة العالمية إلى الاسم الجديد؟
بدأت المنظمة بمناقشة تغيير اسم مرض جدري القرود قبل حوالي ستة أشهر، واستشارت خبراء ودول وهيئات عامة بشأن ضرورة فعل ذلك، وعن كيفية التوصل إلى اسم مناسب علمياً وعملياً، مع تجنب الإشارة إلى مواقع جغرافية أو حيوانية محددة. إضافة إلى سهولة لفظه واستخدامه في لغات متعددة. وضعت المنظمة فترة انتقالية مدتها سنة واحدة للانتقال من الاسم القديم إلى الاسم الجديد في كافة النشرات والمجلات والبرامج الطبية العالمية.
المصادر: