يحبني ومحترم لكني غير مقتنعة به ولا يمكنني الابتعاد عنه!
لدي مشكلة قد تأثرت بنفسيتي كثيراً تعلقت برجُل ودامت علاقتنا 6 سنوات. لكن، على الرغم من كونه جيدا ومتدين ويحبني ومحترم، لديه بعض الصفات السيئة كالعصيية وأنه يضغط عليه وملح ويكرر كثيرا وأنا غير مقتنعة به واسمه إسماعيل احس انه اسم قديم وشكله ومظهره عادي نوعاً ما مقبول. أنا حقاً تعبت اتعذب كثير لأننا في علاقة منذ سنوات تعلقنا كثيرا ببعض أرجو مساعدتي رجاءً بحاجة لمساعدة ونصيحة من القلب فكلما حاولنا الابتعاد نرجع لبعض!
عزيزتي؛
كنت دوماً حين أدرس موضوعا كبيرا هو"العلاقات الاعتمادية" بين الناس، وخصوصا النوع المسمى "العلاقات الاعتمادية المتواطئة" أجدني أتألم لمعاناة الإنسان الذي يظل في علاقة لا تقدم له ما يطلبه من "عنوانها الخارجي الأساسي"، وتفتقر لطبيعة هذا النوع من العلاقة التي يستظل بظلها، ولكنه يبقى هو والآخر فيها!
فعلاقتك به هي هذا النوع من الاعتمادية المتواطئة بينكما، حيث تواطأ كل منكما نفسياً لتكونا معاً دون أن تحصلا على جودة أو طبيعة أو النتائج المرجوة من علاقة الحب التي تجمع ظاهرياً بينكما، فأنت تعانين من عصبيته، وسوء صفات أخرى لديه، ولا تحبين حتى اسمه، وترفضين لنفسك هذا الوضع، وتلك الصفات، وهذا المظهر؛ والشكل والاسم، وطريقة حديثه المكررة والإلحاح، وتقنعين نفسك غصباً أن تبقي معه؛ لأنه متدين ويحبك!
لكن، ما علاقة هذا بحبك أنت له كإنسان درست تفاصيله لمدة ست سنوات ولم تشعري بالحب فعلاً تجاهه؟ فمن يحب؛ يهنأ في وجود محبوبه، ينتظر أن يسمعه، يحب اسمه وشكله وطباعه مع وعيه بصفاته التي لا يحبها ولكنه قادر بصدق على قبولها. وكذلك هو، بقي معك كل تلك السنوات دون حبك؛ فإن أحببته بصدق، فسيشعر بلا أدنى شك، وأنت لا تقبلين لنفسك كل تفاصيله بداية من اسمه! ولكنكما معاً لسنوات ولم تنته بعد! فما هي الأسباب الحقيقية لبقائكما معاً حتى الآن هو السؤال الأهم؛ حتى تتخلصي من اعتماديتك النفسية معه، أو مع غيره.
ولقد وجدنا أن السبب الرئيسي هو احتياجات مجردة عند كل طرف مثل، احتياج لوجود شريك، أو احتياج لأن يراني أحد خاصة من الجنس الآخر، أو أن أشعر بأني أستحق الحب وأني محبوب، ولسبب "ما" اختار كل شخص منكما الآخر؛ ليكون معه في علاقة اعتمادية ليشعر أنه موجود، دون أن تكون تفاصيل علاقة الحب كحب موجودة بينكما، لذا إن لم تعرفي لماذا أنت معه كل تلك السنوات؛ فستفرطين في سنوات كثيرة قادمة، سواء بزواج أو بادمان لتلك العلاقة، هيا يا ابنتي أفيقي من تلك العلاقة واستكشفي احتياجاتك لتجعليها طريقاً لمزيد من الراحة والرضا؛ بدلا من جعلها قيدا يكبلك في علاقة لا تقدم لك سوى المعاناة والمشاعر السلبية وبلا احتياجات كذلك.