كثيراً ما يتلقى أطباء القلب أسئلة عمّا إذا كان للصيام تأثير سيئ على مرضى القلب؟ وكيف يمكن مراعاة الأمراض القلبية الوعائية الشائعة خلال شهر رمضان؟
نناقش هنا موضوع الصيام عند مرضى داء القلب الإكليلي، أو ما يُعرف بـ"مرض الشرايين التاجية"، وقصور القلب الاحتقاني، وكذلك ارتفاع الضغط الشرياني.
داء القلب الإكليلي "الشرايين التاجية"
أجريت عدة دراسات حول ما إذا كان للصيام تأثير في ازدياد حدوث المتلازمة الإكليلية الحادة، كاحتشاء العضلة القلبية وخناق الصدر غير المستقر.
ففي دراسة أجريت في تركيا، أظهرت أن عدد المرضى الذين أدخلوا المستشفى بسبب متلازمة إكليلية حادة (ضيق أو انسداد حاد في الشرايين التاجية)، كان أقل بكثير في شهر رمضان مقارنة مع بقية أشهر السنة.
وخلصت الدراسة إلى أن صيام رمضان لم يؤدِ إلى ازدياد الحوادث القلبية الوعائية الحادة (الأزمات القلبية الحادة)؛ ونظراً لكون الدراسة رجعية، حيث تمت بدراسة ملفات لحالات في فترة زمنية سابقة، ولذلك فقد نصحت بإجراء دراسات مستقبلية لتأكيد النتائج.
وفي دراسة ثانية أجريت في قطر، لم يكن هناك فارق مهم في حدوث احتشاء العضلة القلبية أو خناق الصدر غير المستقر (الذبحة الصدرية غير المستقرة) في رمضان أو خارج رمضان.
وهناك دراسة مستقبلية أجريت على 465 مريضاً قلبياً، في مراكز طبية متعددة في منطقة الخليج العربي، حيث قامت تلك الدراسة بتقييم وضع المرضى قبل وأثناء وبعد رمضان.
وأظهرت الدراسة أن 91.2% من المرضى يستطيع الصيام، وأن 6.7% ساءت حالتهم أثناء الصيام؛ ووجدت أيضاً أن 82.8% من المرضى التزموا بتناول أدويتهم بشكل صحيح، وأن 68.8% منهم التزموا بالإرشادات الغذائية، واحتاج 19 مريضاً فقط للاستشفاء لأسباب قلبية في شهر رمضان.
إن نتائج الدراسات السابقة تظهر أن للصيام تأثير محدود على مرضى الداء الإكليلي المستقر (مرضى الشرايين التاجية المزمنة)، وأن معظم هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام دون الخوف من تعرضهم لاختلاطات خطيرة.
وأخيراً، فإن تبدّل مواعيد تناول الطعام وتبدل أوقات النوم والاستيقاظ في رمضان، يمكن أن يؤثر على التوقيت اليومي لظهور الأعراض القلبية، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن أعراض المرضى الصائمين تبدأ بالظهور بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً، وبين الساعة الخامسة والسادسة مساءً، وتكثر مراجعاتهم لأقسام الإسعاف بين الخامسة والسادسة صباحاً وعند الحادية عشرة ليلاً.
قصور القلب الاحتقاني
يقوم النصف الأيمن من القلب باستقبال الدم العائد من أوردة الجسم، وتدهور وظائف هذا النصف يؤدي إلى تراكم الدم في هذه الأوردة، مسبباً احتقاناً عاماً في الجسم، ومن هنا جاءت تسميته فشل القلب الاحتقاني.
وقد أجريت دراسة في جدة بالمملكة العربية السعودية على 86 مريضاً مصاباً بقصور القلب، تم تقييمهم في اليوم الأول وفي اليوم الأخير من شهر رمضان.
واعتمد الفريق البحثي على التصنيف الوظيفي لأمراض القلب (NYHA Functional Classification)، الصادر من مؤسسة نيويورك لأمراض القلب، والذي يقسم المرضى وفقاً لدرجات شدة الأعراض ومدى التعطل الوظيفي، وشارك في الدراسة 62 مريضاً بقصور القلب من الدرجة الأولى، و18 مريضاً من الدرجة الثانية و6 مرضى من الدرجة الثالثة.
واستطاع 74 مريضاً صيام شهر رمضان كاملاً، وتمكن 9 مرضى آخرين من صيام معظم أيام الشهر، سوى أيام قليلة لم تتجاوز السبعة أيام.
وفي دراسة ثانية أجريت في قطر حول ما إذا كان للصيام دوراً في زيادة عدد حالات زيارة المستشفى بسبب قصور القلب، تبيّن أن عدد الحالات المقبولة في المستشفى لم يختلف بصورة مهمة بين شهر رمضان وبين الأشهر السابقة أو اللاحقة، ولم يكن هناك تغيّر مهم في درجة قصور القلب أو في مستوى الكيماويات في الدم.
ومن هاتين الدراستين نرى أن تأثير الصيام على المرض القلبي المستقر، تأثير ضعيف ولا يؤدي لزيادة معدلات المرض أو سوء حالات المرضى.
ارتفاع الضغط الشرياني
يمكن لعوامل عديدة أن تؤثر نظرياً على الضغط الشرياني أثناء الصيام. من هذه العوامل تبدّل مواعيد تناول الطعام والنوم وتناول الأدوية.
وقد أجريت دراسات عديدة حول تأثير الصيام على مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، واستخدمت تلك الدراسات طريقة قياس الضغط الجوال لمدة 24 ساعة، وقارنت بين النتائج قبل شهر رمضان وفي نهايته.
وخلصت هذه الدراسات إلى أن الصيام لم يكن له تأثير مهم على أرقام الضغط الشرياني المختلفة (الضغط الانقباضي أو الانبساطي أو الوسطي). ووجدت إحدى الدراسات زيادة خفيفة في معدلات الضغط الشرياني قبل الفجر، مرتبطة مع تناول وجبة السحور.
نصائح لصيام مرضى ارتفاع الضغط
أصدرت مجموعة استشارية من الأطباء، توصيات خاصة حول صيام رمضان عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، تضمنت النقاط التالية:
1.على الطبيب أن يقيّم كل حالة مرضية لارتفاع الضغط الشرياني بشكل فردي وبدون تعميم.
2. يجب التأكيد على المرضى باستمرار تناول الأدوية الخافضة للضغط الشرياني وباستمرار اتباع التعليمات غير الدوائية لضبط الضغط الشرياني.
3. ينصح بتجنّب مدرّات البول أو تخفيضها باستشارة الطبيب، وخاصة في الأجواء الحارة، وفي حال استخدامها ينصح بتناولها مع وجبة الإفطار المسائية، وتناول خافض ضغط طويل المفعول مع وجبة السحور.
4. على المرضى استشارة أطبائهم قبل الصيام لضبط الجرعات العلاجية حسب رأي الطبيب.
5. ينصح باستخدام خافض ضغط طويل أمد التأثير وبجرعة يومية وحيدة.
6. على مرضى ارتفاع الضغط الاستمرار باتباع الحمية ناقصة الملح وناقصة الدسم.
7. ينصح بعدم الصيام عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني غير المضبوط إلى أن يتم ضبطه بشكل جيد.
8. في الحالات الإسعافية التالية لارتفاع الضغط الشديد، يجب معالجة المرضى بالطريقة المناسبة بغض النظر عن الصيام.
9. ينصح بتجنب الطعام الغني بالملح، وشراب عرق السوس.
الخلاصة
يعتبر صيام رمضان آمناً عند المرضى المصابين بمرض قلبي وعائي مستقر. فمعظم الأدوية القلبية يمكن وصفها بجرعة يومية وحيدة أو بجرعتين يومياً.
كما أن الدراسات العديدة أوضحت عدم زيادة معدل الجلطات أو المشكلات التي تحدث لعضلة القلب في شهر رمضان.
فئات لا ينصح بصومها
ولكن هناك مجموعة صغيرة من المرضى يجب أن تتجنب الصيام، وهذه الفئة تشمل:
1- مرضى احتشاء العضلة القلبية الحاد (أو ما يعرف باسم الجلطة القلبية).
2- المتلازمة الإكليلية الحادة (انسداد الشرايين التاجية الحاد).
3- مرضى انكسار المعاوضة القلبية (وهي ضعف عمل القلب بشكل يؤدي لتوقف الدم واحتقانه في القلب، بسبب عدم خروج الكمية اللازمة إلى الدورة الدموية).
4- مرضى قصور القلب الشديد ومرضى ارتفاع الضغط الشرياني الشديد وغير المضبوط، وذلك لحاجتهم لتناول العديد من الأدوية عدة مرات باليوم.
5- المرضى الذين يتدهور وضعهم الصحي مع الصيام.
* اختصاصي في أمراض القلب.
داء القلب الإكليلي "الشرايين التاجية"
أجريت عدة دراسات حول ما إذا كان للصيام تأثير في ازدياد حدوث المتلازمة الإكليلية الحادة، كاحتشاء العضلة القلبية وخناق الصدر غير المستقر.
ففي دراسة أجريت في تركيا، أظهرت أن عدد المرضى الذين أدخلوا المستشفى بسبب متلازمة إكليلية حادة (ضيق أو انسداد حاد في الشرايين التاجية)، كان أقل بكثير في شهر رمضان مقارنة مع بقية أشهر السنة.
وخلصت الدراسة إلى أن صيام رمضان لم يؤدِ إلى ازدياد الحوادث القلبية الوعائية الحادة (الأزمات القلبية الحادة)؛ ونظراً لكون الدراسة رجعية، حيث تمت بدراسة ملفات لحالات في فترة زمنية سابقة، ولذلك فقد نصحت بإجراء دراسات مستقبلية لتأكيد النتائج.
وفي دراسة ثانية أجريت في قطر، لم يكن هناك فارق مهم في حدوث احتشاء العضلة القلبية أو خناق الصدر غير المستقر (الذبحة الصدرية غير المستقرة) في رمضان أو خارج رمضان.
وهناك دراسة مستقبلية أجريت على 465 مريضاً قلبياً، في مراكز طبية متعددة في منطقة الخليج العربي، حيث قامت تلك الدراسة بتقييم وضع المرضى قبل وأثناء وبعد رمضان.
وأظهرت الدراسة أن 91.2% من المرضى يستطيع الصيام، وأن 6.7% ساءت حالتهم أثناء الصيام؛ ووجدت أيضاً أن 82.8% من المرضى التزموا بتناول أدويتهم بشكل صحيح، وأن 68.8% منهم التزموا بالإرشادات الغذائية، واحتاج 19 مريضاً فقط للاستشفاء لأسباب قلبية في شهر رمضان.
إن نتائج الدراسات السابقة تظهر أن للصيام تأثير محدود على مرضى الداء الإكليلي المستقر (مرضى الشرايين التاجية المزمنة)، وأن معظم هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام دون الخوف من تعرضهم لاختلاطات خطيرة.
وأخيراً، فإن تبدّل مواعيد تناول الطعام وتبدل أوقات النوم والاستيقاظ في رمضان، يمكن أن يؤثر على التوقيت اليومي لظهور الأعراض القلبية، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن أعراض المرضى الصائمين تبدأ بالظهور بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً، وبين الساعة الخامسة والسادسة مساءً، وتكثر مراجعاتهم لأقسام الإسعاف بين الخامسة والسادسة صباحاً وعند الحادية عشرة ليلاً.
قصور القلب الاحتقاني
يقوم النصف الأيمن من القلب باستقبال الدم العائد من أوردة الجسم، وتدهور وظائف هذا النصف يؤدي إلى تراكم الدم في هذه الأوردة، مسبباً احتقاناً عاماً في الجسم، ومن هنا جاءت تسميته فشل القلب الاحتقاني.
وقد أجريت دراسة في جدة بالمملكة العربية السعودية على 86 مريضاً مصاباً بقصور القلب، تم تقييمهم في اليوم الأول وفي اليوم الأخير من شهر رمضان.
واعتمد الفريق البحثي على التصنيف الوظيفي لأمراض القلب (NYHA Functional Classification)، الصادر من مؤسسة نيويورك لأمراض القلب، والذي يقسم المرضى وفقاً لدرجات شدة الأعراض ومدى التعطل الوظيفي، وشارك في الدراسة 62 مريضاً بقصور القلب من الدرجة الأولى، و18 مريضاً من الدرجة الثانية و6 مرضى من الدرجة الثالثة.
واستطاع 74 مريضاً صيام شهر رمضان كاملاً، وتمكن 9 مرضى آخرين من صيام معظم أيام الشهر، سوى أيام قليلة لم تتجاوز السبعة أيام.
وفي دراسة ثانية أجريت في قطر حول ما إذا كان للصيام دوراً في زيادة عدد حالات زيارة المستشفى بسبب قصور القلب، تبيّن أن عدد الحالات المقبولة في المستشفى لم يختلف بصورة مهمة بين شهر رمضان وبين الأشهر السابقة أو اللاحقة، ولم يكن هناك تغيّر مهم في درجة قصور القلب أو في مستوى الكيماويات في الدم.
ومن هاتين الدراستين نرى أن تأثير الصيام على المرض القلبي المستقر، تأثير ضعيف ولا يؤدي لزيادة معدلات المرض أو سوء حالات المرضى.
ارتفاع الضغط الشرياني
يمكن لعوامل عديدة أن تؤثر نظرياً على الضغط الشرياني أثناء الصيام. من هذه العوامل تبدّل مواعيد تناول الطعام والنوم وتناول الأدوية.
وقد أجريت دراسات عديدة حول تأثير الصيام على مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، واستخدمت تلك الدراسات طريقة قياس الضغط الجوال لمدة 24 ساعة، وقارنت بين النتائج قبل شهر رمضان وفي نهايته.
وخلصت هذه الدراسات إلى أن الصيام لم يكن له تأثير مهم على أرقام الضغط الشرياني المختلفة (الضغط الانقباضي أو الانبساطي أو الوسطي). ووجدت إحدى الدراسات زيادة خفيفة في معدلات الضغط الشرياني قبل الفجر، مرتبطة مع تناول وجبة السحور.
نصائح لصيام مرضى ارتفاع الضغط
أصدرت مجموعة استشارية من الأطباء، توصيات خاصة حول صيام رمضان عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، تضمنت النقاط التالية:
1.على الطبيب أن يقيّم كل حالة مرضية لارتفاع الضغط الشرياني بشكل فردي وبدون تعميم.
2. يجب التأكيد على المرضى باستمرار تناول الأدوية الخافضة للضغط الشرياني وباستمرار اتباع التعليمات غير الدوائية لضبط الضغط الشرياني.
3. ينصح بتجنّب مدرّات البول أو تخفيضها باستشارة الطبيب، وخاصة في الأجواء الحارة، وفي حال استخدامها ينصح بتناولها مع وجبة الإفطار المسائية، وتناول خافض ضغط طويل المفعول مع وجبة السحور.
4. على المرضى استشارة أطبائهم قبل الصيام لضبط الجرعات العلاجية حسب رأي الطبيب.
5. ينصح باستخدام خافض ضغط طويل أمد التأثير وبجرعة يومية وحيدة.
6. على مرضى ارتفاع الضغط الاستمرار باتباع الحمية ناقصة الملح وناقصة الدسم.
7. ينصح بعدم الصيام عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني غير المضبوط إلى أن يتم ضبطه بشكل جيد.
8. في الحالات الإسعافية التالية لارتفاع الضغط الشديد، يجب معالجة المرضى بالطريقة المناسبة بغض النظر عن الصيام.
9. ينصح بتجنب الطعام الغني بالملح، وشراب عرق السوس.
الخلاصة
يعتبر صيام رمضان آمناً عند المرضى المصابين بمرض قلبي وعائي مستقر. فمعظم الأدوية القلبية يمكن وصفها بجرعة يومية وحيدة أو بجرعتين يومياً.
كما أن الدراسات العديدة أوضحت عدم زيادة معدل الجلطات أو المشكلات التي تحدث لعضلة القلب في شهر رمضان.
فئات لا ينصح بصومها
ولكن هناك مجموعة صغيرة من المرضى يجب أن تتجنب الصيام، وهذه الفئة تشمل:
1- مرضى احتشاء العضلة القلبية الحاد (أو ما يعرف باسم الجلطة القلبية).
2- المتلازمة الإكليلية الحادة (انسداد الشرايين التاجية الحاد).
3- مرضى انكسار المعاوضة القلبية (وهي ضعف عمل القلب بشكل يؤدي لتوقف الدم واحتقانه في القلب، بسبب عدم خروج الكمية اللازمة إلى الدورة الدموية).
4- مرضى قصور القلب الشديد ومرضى ارتفاع الضغط الشرياني الشديد وغير المضبوط، وذلك لحاجتهم لتناول العديد من الأدوية عدة مرات باليوم.
5- المرضى الذين يتدهور وضعهم الصحي مع الصيام.
* اختصاصي في أمراض القلب.