هل تؤثر وضعية الذراع على دقة قياس ضغط الدم ؟

أظهرت تجربة عشوائية نُشرت في مجلة JAMA Internal Medicine أن بعض وضعيات الذراعين، مثل أن تكون مدعومة على الحضن أو معلقة بجانب الجسم، قد أدت إلى مبالغة كبيرة في تقدير قراءات قياس ضغط الدم مقارنة بالوضعية المثالية، مما يثير المخاوف بشأن التشخيص الخاطئ أو المبالغة في قياس ارتفاع ضغط الدم.

لماذا نحتاج إلى قياس ضغط الدم ؟

أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم. في الواقع، في الولايات المتحدة الأمريكية، تتسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بحدوث حوالي 800,000 حالة وفاة سنويًا. إن المفتاح الرئيسي للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية هو قياس ضغط الدم، ومفتاح قياس ارتفاع ضغط الدم هو الحصول على قياسات دقيقة لضغط الدم.

التزام مقدمي الرعاية الصحة بمعايير قياس ضغط الدم

لا يدرك العديد من الأشخاص أن هناك العديد من الخطوات والمواقف التحضيرية للمريض الموصى بها في الإرشادات الخاصة بالقياس، وتستغرق العديد من هذه الخطوات وقتًا، وتتطلب أحيانًا موارد إضافية للالتزام بها. وأظهرت العديد من الدراسات أن مقدمي الرعاية الصحية لا يلتزمون دائمًا بهذه الخطوات. ومع وضع ذلك في الاعتبار، كان الباحثون في الدراسة مهتمين بمعرفة مدى أهمية دعم الذراع ووضعيته في دقة قياس ضغط الدم.

ما هي معايير قياس ضغط الدم بشكل دقيق؟

تنص الإرشادات الخاصة بقياس ضغط الدم على ضرورة دعم الذراع على مكتب أو طاولة، مع وضع الذراع بطريقة تجعل منتصف كفة جهاز قياس ضغط الدم في مستوى القلب. والآن، لا يتوفر في العديد من الإعدادات مكتب أو أي دعم آخر للذراع، لذلك غالبًا ما يستعينون إما بوضع الذراع في حضنهم أو تعليقها على جانبهم. لذا مرة أخرى، كان لدينا فضول لمعرفة ما إذا كان لأي من هذين الوضعين الآخرين تأثير على دقة قياس ضغط الدم.

ما هي تفاصيل الدراسة التي أجراها الباحثون؟

قام الباحثون بإجراء تجربة على 133 شخصًا بالغاً للمشاركة في تجربة سريرية عشوائية متقاطعة، إذ تم تصنيفهم عشوائياً إلى مجموعة من ست مجموعات محتملة تختلف حسب ترتيب وضعيات الجلوس ووضعية الذراعين، على المكتب أو في الحضن أو على الجانب.

كل شيء آخر يتعلق بقياس ضغط الدم كان موحدًا، وتحديدًا قبل إجراء كل قياس تأكد الباحثون من أن جميع المشاركين أفرغوا مثاناتهم ثم جعلوهم يمشون لمدة دقيقتين لمحاكاة السيناريو المعتاد لهم أثناء دخولهم إلى العيادة أو إلى المكتب قبل إجراء الفحص. ثم خضع كل منهم لفترة راحة لمدة 5 دقائق وهم جالسون مع دعم الظهر والقدمين جيدًا، ثم وضع كل منهم كفة جهاز ضغط الدم في أعلى الذراع الذي تم اختيار حجمها بناءً على حجم الذراع.

ما وجده الباحثون هو أن عدم وجود دعم للذراع على الطاولة أو على مسند الكرسي، وأن وضعية الذراع دون المستوى الأمثل قد أثر عمليًا بشكل كبير على قراءات ضغط الدم، فقد زادت قياسات ضغط الدم التي تم الحصول عليها عندما كانت الذراع موضوعة في الحضن على قياس ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3.9 ملم زئبقي وعلى قياس ضغط الدم الانبساطي بمقدار 4 ملم زئبقي، وأفرطت القياسات التي تم الحصول عليها والذراع معلقة إلى جانب الجسم في قياس ضغط الدم الانقباضي بمقدار 6.5 ملم زئبقي، وعلى قياس ضغط الدم الانبساطي بمقدار 4.4 ملم زئبقي.

ما هي نصيحة الباحثين في الدراسة؟

عند إجراء قياس ارتفاع ضغط الدم، يظهر أنه من الضروري جدًا التأكد من وضع ذراعك بشكل صحيح، لأن عدم القيام بذلك يعرّضك لخطر تسجيل ارتفاع ضغط الدم بشكل خاطئ، واحتمال تشخيص المريض بشكل خاطئ. هذا البحث يسلط الضوء أيضًا على مدى أهمية تثقيف ليس فقط مقدمي الرعاية الصحية، ولكن أيضًا المرضى الذين يُجرون قياسات ضغط الدم في المنزل للتأكد من وضع أذرعهم بشكل صحيح.

وينص أحد الإرشادات المهمة في إرشادات قياس ضغط الدم على أنه قبل تشخيص إصابة شخص ما بارتفاع ضغط الدم، يحتاج المرضى إلى إجراء قياسات ضغط الدم خارج العيادة أيضًا لاستبعاد تأثير التوتر النفسي بسبب التواجد في عيادة الطبيب، مما قد يرفع قياس ضغط الدم في العيادة بشكل خاطئ. وتنطبق النتائج التي توصلت إليها دراستنا فيما يتعلق بوضعية الذراع بغض النظر عن المكان، سواء كان في المنزل أم العيادة. لذلك إذا كان المرضى لا يعلمون أنهم بحاجة إلى دعم أذرعهم ووضعها بشكل صحيح، فقد يقدمون لمقدمي الرعاية الصحية قراءات غير دقيقة، مما يساهم في الوصول إلى التشخيص الخاطئ.