صحــــتك

مكملات الفيتامين د قد تخفض ضغط الدم لكبار السن

الصورة
عمرو زيدان
مكملات الفيتامين د قد تخفض ضغط الدم لكبار السن.jpg

أشارت دراسة حديثة إلى أن تناول مكملات الفيتامين د والكالسيوم قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، خاصةً مع كبار السن الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. ومع ذلك، أشارت الدراسة أيضًا إلى أن تناول أكثر من الجرعة اليومية الموصى بها لا يوفر أي فوائد صحية إضافية.

يعد نقص الفيتامين د شائعًا في جميع أنحاء العالم، ويرتبط بالعديد من الأمراض والحالات المزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، والأمراض المناعية والالتهابية والسرطان. وقد ربطت الدراسات بين نقص الفيتامين د وارتفاع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولكن الأدلة ما زالت غير قاطعة فيما يتعلق بالتأثير المفيد لمكملات الفيتامين د على نتائج ضغط الدم.

كبار السن معرَّضون بشكل خاص لنقص الفيتامين د وارتفاع ضغط الدم، ويعتبر نقص الفيتامين د مشكلة صحية مرتبطة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وهذا يجعل كبار السن أكثر استجابة للفوائد المحتملة للفيتامين د.

مكملات الفيتامين د مرتبطة بانخفاض ضغط الدم

في هذه الدراسة، قام الباحثون بفحص 221 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا فأكثر، وكان مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من 25 (يصنفون جميعًا على أنهم يعانون من زيادة الوزن والسمنة). كما أن مستوى 25- هيدروكسي الفيتامين د في الدم لدى المشاركين بين 10 و30 نانوجرامًا/مل. أي مستوى أقل من 30 نانوجرامًا/مل يعني مستويات "غير كافية" من الفيتامين د، في حين يتم تصنيف القيم الأقل من 20 على أنها نقص الفيتامين د.

تفاصيل الدراسة

تلقى جميع المشاركين جرعة 250 مجم من سترات الكالسيوم يوميًا، وقام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين بالنسبة لتناول الفيتامين د. مجموعة تناولت الجرعة المنخفضة، 600 وحدة دولية يوميًا (الجرعة اليومية الموصى بها من قبل المعهد الطبي IOM) مع أقراص الدواء الوهمي، وتناولت المجموعة الأخرى الجرعة العالية 3750 وحدة دولية يوميًا، وراقب الباحثون المشاركين في الدراسة لمدة عام.

نتائج الدراسة

وجدت الدراسة أن مكملات الفيتامين د ساعدت في خفض ضغط الدم، كما وجدوا أن الجرعة الأعلى من الفيتامين د لم تقدم فائدة أكبر من الجرعة الأقل، عند مقارنة المجموعتين.

على الرغم من عدم وجود فرق إحصائي كبير بين المجموعتين، فإن المشاركين شهدوا في المتوسط ​​انخفاضًا بمقدار 3.5 ملم زئبقي في ضغط الدم الانقباضي (SBP)، وانخفاضًا بمقدار 2.8 ملم زئبقي في ضغط الدم الانبساطي (DBP) بعد عام واحد.

أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة وانخفاض مستوى الفيتامين د تحسن ضغط دمهم بشكل أكبر.

قيود الدراسة

هناك بعض القيود الموجودة في الدراسة، خاصة فيما يتعلق بعدد المشاركين بها والتنوع والأمراض المصاحبة للمشاركين، على سبيل المثال:

  • عدم إمكانية تعميم نتائج هذه الدراسة على فئات عمرية أخرى، إذ كان المشاركون في المقام الأول من كبار السن (متوسط ​​العمر 71.1 سنة) مع مؤشر مرتفع لكتلة الجسم (متوسط ​​مؤشر كتلة الجسم 30.2)، كما شارك تسعة مشاركين فقط في نشاط بدني منتظم.
  • صعوبة إمكانية تعميم هذه النتائج أيضًا على الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، إذ كان يعاني المشاركون من أمراض مصاحبة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وقد عولج 48٪ منهم بأدوية مضادة لارتفاع ضغط الدم، كما أن بعض المشاركين قد بدأوا العلاج بعد دخولهم الدراسة.

العلاقة بين مكملات الفيتامين د وضغط الدم

قد يكون السؤال الذي يدور في ذهن الجميع بعد نتائج هذه الدراسة: هل توجد علاقة بالفعل بين الفيتامين د وضغط الدم؟ وكيف تؤثر هذه المكملات على ضغط الدم؟ في الحقيقة، يمكن أن يؤثر الفيتامين د على ضغط الدم بعدة طرق، ومنها:

يشارك الفيتامين د في تنظيم نظام الرينين أنجيوتنسين، والذي يلعب دورًا رئيسيًا في التحكم في ضغط الدم. يمكن أن يزداد إفراز الرنين، وهو إنزيم تفرزه الكلى لتنشيط نظام الرينين أنجيوتنسين، عندما تكون مستويات الفيتامين د منخفضة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. بالتالي عندما يتناول الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم مستويات كافية من مكملات الفيتامين د، قد تعمل على تقليل نشاط هذا النظام، وتساعد في التحكم بشكل أفضل في ضغط الدم.

يقوم الفيتامين د أيضًا بالمساعدة في تنظيم مستويات الكالسيوم، وهذه من إحدى الطرق الأساسية، فالكالسيوم معروف بدوره في دعم تنظيم ضغط الدم بسبب تأثيره على وظيفة الأوعية الدموية. يساهم الفيتامين د والكالسيوم في خفض ضغط الدم من خلال مساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء.

الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بنقص الفيتامين د، وذلك لأن الخلايا الدهنية يمكنها تخزين الفيتامين د، مما يقلل من توفره للجسم. كما أنهم معرَّضون للإصابة بالتهاب مزمن منخفض الدرجة، والذي يمكن أن يُضعف صحة الأوعية الدموية، وبالتالي يساهم في ارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تساعد مكملات الفيتامين د التي تحتوي على مستويات كافية في تحسين صحة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، وذلك بسبب الخصائص المضادة للالتهابات التي يتمتع بها الفيتامين د، والتي قد تساعد في مواجهة هذا التأثير للأشخاص المصابين بالسمنة.

اعراض نقص فيتامين د عند الأطفال

الأسئلة الشائعة

هل مكملات الفيتامين د مناسبة لك؟

الخطوة الأولى لمعرفة ما إذا كنت بحاجة لتناول مكملات فيتامين د أم لا، هو تحديد ما إذا كنت تعاني بالفعل من نقص الفيتامين د. ومع نتائج هذه الدراسة وسهولة الحصول على الفيتامين د، فقد يتساءل المرضى المصابون بارتفاع ضغط الدم عن إمكانية تناول الفيتامين د للعلاج وكيفية تطبيق نتائج الدراسة على حياتهم الخاصة.

يمكن القيام بتحليل دم للكشف عن أي نقص قد يساهم في مشكلات ضغط الدم، فإذا كان المريض يعاني من مستويات منخفضة من الفيتامين د، فإن المكملات الغذائية أو التعرض لأشعة الشمس الطبيعية (عندما يكون ذلك آمنًا) يمكن أن يساعد في تحسين مستويات الفيتامين د بمرور الوقت، والمساعدة في تنظيم ضغط الدم. لكن تجب معرفة أن مكملات الفيتامين د يجب أن تكون جزءًا من خطة علاجية أكبر، وخاصة للأفراد الذين يعانون من السمنة وارتفاع ضغط الدم. فضغط الدم يستجيب بشكل جيد لخطة علاجية مشتركة، تشمل ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي للقلب، والتحكم في الوزن بطريقة فعالة، لتحقيق فوائد طويلة الأمد.

لماذا لا تكون الجرعات الأعلى من الفيتامين د دائمًا أفضل؟

يعتقد العديد من الناس أن تناول الجرعة الأعلى من الدواء أو المكملات الغذائية دائمًا أفضل أو لها مفعول أكبر، وهذا تفكير خاطئ، فهناك عوامل عديدة تتحكم في جرعة الأدوية، وأيضًا العناصر والمكملات الغذائية، فيجب مراعاة عوامل مثل نتائج التحاليل والنظام الغذائي والتاريخ الطبي الخاص بالمريض، مع إيجاد التوازن الصحيح للجسم. يجب أن يكون الهدف من تناول الفيتامين د والمكملات الغذائية هو الحصول على الجرعة المناسبة التي تكفي لتلبية احتياجات الجسم. من النتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة هو أن تناول جرعات أعلى من الجرعة الموصى بها من الفيتامين د لا يحقق أي فوائد إضافية، خاصةً من حيث صحة القلب والأوعية الدموية.

ما هو أفضل مكمل غذائي للفيتامين د؟

يُفضل القيام بفحص دم لتحديد ما إذا كنت تعاني بالفعل من نقص الفيتامين د، ولتحديد الجرعة المناسبة لك. تختلف المكملات الغذائية عن بعضها البعض، بالتالي يجب استشارة الطبيب لمعرفة أفضل مكمل غذائي مناسب، ويجب اتباع الجرعة الموصوفة. يحذر استخدام مكملات الفيتامين د لفترات طويلة وبجرعات أعلى من اللازم.

الفيتامين د قابل للذوبان في الدهون، ولذا فإن تناوله مع وجبة تحتوي على دهون يمكن أن يعزز الامتصاص ويضمن عمله بشكل أكثر فعالية، كما تجب معرفة أن العديد من المكملات الغذائية قد تحتوي على زيوت يمكن أن تفسد عند تعرضها للحرارة أثناء التخزين أو النقل.

هل حبوب الفيتامين د لها أضرار؟

نعم، يمكن أن يؤدي تناول الكثير من حبوب الفيتامين د إلى العديد من الأضرار. تناول الفيتامين د لفترات طويلة –كما ذكرنا– بجرعات أعلى من 4000 وحدة دولية يوميًا قد يكون غير آمن، بالإضافة إلى أنه قد يسبب مستويات عالية جدًا من الكالسيوم في الدم. تشمل بعض الآثار الجانبية لتناول الكثير من الفيتامين د ما يلي:

  • الغثيان والقيء.
  • جفاف الفم.
  • الضعف والألم.
  • ضعف العضلات.
  • فقدان الشهية.
  • العطش وكثرة التبول.
  • الارتباك.
  • حصيات الكلى.

نصيحة من موقع صحتك

على الرغم من النتائج الإيجابية للدراسة التي أشارت إلى فوائد مكملات الفيتامين د المتوقعة لخفض ضغط الدم لدى كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فإن هذه المكملات الغذائية للفيتامين د يجب أن تكون جزءًا من نهج مشترك يتضمن نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة الرياضة وخفض الوزن. يجب استشارة الطبيب أيضًا لمعرفة الجرعة المناسبة من الفيتامين د.

آخر تعديل بتاريخ
17 نوفمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.