* ما أهمية الكليتين لجسم الإنسان؟
هاتان الكليتان تعملان كمصفاة ذكية تحافظ للجسم على احتياجاته، وتتخلص من المواد السامة، وبالتالي يعاني المصابون بأمراض الكلى من تراكم هذه المواد في أجسامهم.
في الحالات الطبيعية يكون البول معقماً ورائقاً، أصفر اللون، حمضياً، ويحتوي على عدد محدود من الخلايا وكمية من الأملاح، ولا يجب أن يقل حجم البول عن 500 مل يومياً.
يعرف "انقطاع البول Anuria" بنقص كمية البول الذي يتم إفرازه عن 100 مل يومياً، بينما يعتبر إنتاج الكلى لـ 400 مل "نقصاً في كمية البول Oliguria"، وفي المقابل يعتبر إنتاج البول "زائداً زيادة مرضية Polyurea" إذا وصل إلى أكثر من 3 لترات يومياً أو 50 مل لكل كيلو غرام من الوزن.
لكن وظيفة الكلى لا تقتصر على تنقية الدم وإفراز البول؛ فالكلى تقوم بدور هام في عملية التوازن الخاصة بالمواد داخل الجسم "Homeostasis"، حيث تقوم بتنظيم كمية الماء والسوائل في الجسم، وكذلك تنظيم مستويات الحموضة والقلوية، ومستوى الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور في الدم، كما تعمل الكلى كغدة صماء تفرز العديد من الهرمونات التي تشمل هرمون "إريثروبويتين Erythropoietin" الذي يحفز خلايا نخاع العظام على إنتاج كرات الدم الحمراء، وهرمون "الرينين Renin" الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم، وكذلك على تنشيط "فيتامين د" لتكوين ما يعرف "بالكالسيتريول Calcitriol" عن طريق الإنزيم المسؤول عن ذلك في الكلى.
* أمراض الكلى وأعراضها
من المثير للاهتمام أنه على الرغم من وجود كليتين لدى الإنسان، فإن كلية واحدة قد تمكنه من الحياة بشكل طبيعي حتى لو أصيبت الأخرى بالمرض أو تمت إزالتها لأي سبب. تظهر المشاكل الصحية إذا قلت وظائف الكلى عن 25 بالمائة من قدراتها، ويحتاج الشخص إلى القيام بالغسيل الكلوي إذا قلت الوظائف عن 10-15 بالمائة.
هناك العديد من الصور والأسباب لأمراض الكلى، بعضها يظهر في صورة حادة، وبعضها الآخر يحدث مزمنا على مدى زمني طويل وقد لا تظهر أية أعراض محددة للمرض لسنوات طويلة في حالات أمراض الكلى المزمنة، لذلك يجب عمل تحاليل الدم والبول بشكل دوري للتأكد من عدم وجود مشاكل في الكلى.
بشكل عام هناك مجموعة من الأعراض التي يجب طلب المساعدة الطبية عند وجودها؛ وهذه الأعراض تشمل:
- وجود تورم في الجسم، وبشكل خاص حول العينين أو في الوجه والبطن والساقين.
- حدوث تغيرات في لون البول.
- نقص كمية البول بشكل كبير.
- وجود مشاكل في التبول مثل صعوبة التبول أو وجود إفرازات غير طبيعية أو تغير عدد مرات التبول.
* كيف يتم تقييم وظيفة الكلى؟
هناك العديد من الاختبارات التي يمكن بها الكشف عن وجود قصور أو مشاكل في وظائف الكلى. هذه الاختبارات قد يتعلق بعضها بتقييم وظائف الكلى ذاتها، وبعضها قد يساعد على كشف أسباب القصور.
الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأمراض الكلى يجب فحصهم بشكل دوري لتقييم المرض في مراحله الأولية، وتشمل قائمة الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكلى:
- مرضى السكري.
- مرضى ضغط الدم المرتفع.
- مرضى القلب.
- وجود تاريخ مرضي عائلي للإصابة بأمراض الكلى.
على سبيل المثال يجب على كل مريض بالسكري بين 12 و70 عاماً أن يتم فحصه للكشف عن وجود مشاكل الكلى مرة كل عام على الأقل، وهذه الاختبارات يجب أن تشمل إجراء فحصين من الاختبارات التالية على الأقل بالإضافة إلى قياس ضغط الدم.
1. قياس نسبة البروتين في البول Urine protein
وهو ما يمكن أن يتم عن طريق تجميع كمية من البول لمدة 24 ساعة، أو قياس نسبة الألبيومين إلي الكرياتينين في عينة بول واحدة.
هذا الاختبار الأخير يساعد بوجه خاص على الكشف عن وجود كمية قليلة للغاية من البروتين في البول "Microalbuminuria"، وهو ما يحدث في مراحل المرض المبكرة.
2. تحليل البول Urine analysis
هذا التحليل يساعد في اكتشاف وجود البروتينات وخلايا الدم الحمراء والبيضاء، وهي التي لا توجد بشكل طبيعي في البول، بالتالي يشير وجودها إلى مشكلة ما.
3. "معدل الترشيح الكبيبي Estimated glomerular filtration rate"
"الكبيبات Glomeruli" هي الوحدة الوظيفية المكونة لنسيج الكلية، وهي وحدة ميكروسكوبية لا تظهر بالعين المجردة، وهي التي تقوم بترشيح الدم وتخليصه من السموم والمواد الضارة، واختبار معدل الترشيح الكبيبي يقيس كمية الدم التي يتم فلترتها في الكلى كل دقيقة، والذي يقل مع تناقص وظائف الكلى بسبب المرض، مما يؤدي إلى انخفاض معدل إفراز المواد الضارة من الجسم لتتراكم في الدم.
4. اليوريا Urea
مستوى اليوريا في الدم يزيد عادة مع نقص وظيفة الفلترة في الكلى، لكن تجدر الإشارة إلى أن مستواها يزيد كذلك في بعض الحالات الأخرى التي يقل فيها تدفق الدم إلى الكلى مثل فشل القلب الاحتقاني، والجفاف.
5. تخليص الكرياتينين Creatinine clearance
هذا الاختبار يقيس مستوى الكرياتينين في عينة من الدم، وأخرى من البول تم الحصول عليها من تجميع البول لمدة 24 ساعة، ويستخدم هذا الاختبار لحساب كمية الكرياتينين التي تم تخليص الجسم منها عن طريق البول، وهو يستخدم كوسيلة لتقييم كمية الدم التي تمت فلترتها في الكلى خلال مدة 24 ساعة.
* أما إذا تم تشخيص وتأكيد وجود مرض بالكلى، فهناك مجموعة من الاختبارات التي تستخدم لمتابعة وظائف الكلى، وهذه الاختبارات تشمل:
1. عمل تحاليل اليوريا والكرياتينين بين الحين والآخر لتقييم ما إذا كانت الحالة مستقرة أم تسوء.
2. كما يمكن أن يتم قياس نسبة الكالسيوم والفوسفور في الدم حيث يتأثر مستواهما نتيجة عدم إنتاج فيتامين د النشط بسبب مرض الكلى.
3. هناك أيضاً قياس مستوى الغازات ومستوى الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم في الدم والبول حيث يؤثر عليها مرض الكلى.
4. يصاب مرضى الكلى أيضاً بفقر الدم (الأنيميا) نتيجة نقص إريثروبويتين الذي يمكن قياسه مباشرة أو تقييم الأنيميا عن طريق قياس نسبة الهيموغلوبين.
* المجموعة الثالثة من الاختبارات تساعد في تحديد سبب المرض والمساعدة في تحديد العلاج
هذه الاختبارات تشمل:
1. تحليل البول.
2. المزارع البكتيرية والفطرية إذا كان السبب هو العدوى.
3. تحاليل خاصة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الحمراء وهو الذي قد يؤثر على الكلى.
4. هناك أيضاً تحاليل تتعلق بحصوات الكلى لتحديد محتواها الذي يساعد على تحديد أسباب تكوينها واختيار العلاج المناسب لمنع حدوثها مرة أخرى.
هذه الاختبارات قد يطلب معها بعض الأشعات باستخدام الصبغة أو المواد المشعة، وقد يتطلب الأمر أخذ عينة من الكلى في بعض الأحيان للحصول على تشخيص نهائي ومؤكد للحالة المرضية.
اقرأ أيضاً:
إجراءات بسيطة تجنبك الفشل الكلوي
16 إجراء لحمايتك من الفشل الكلوي السكري
لمرضى السكري.. كيف تطمئن على كليتك؟
الهرمونات.. أنواع كثيرة ووظائف متعددة
لماذا نصاب بأنيميا نقص الفيتامينات؟
استشارات ذات صلة:
لدي حصى والكلية اليمنى منتفخة.. نصائح وفحوصات هامة
مغص كلوي وتغير في لون البول
السكري أدى لاسوداد جلدي وأخشى الفشل الكلوي
ألم في الخصيتين والبول قليل
المصادر:
Tietz Fundamentals of Clinical Chemistry, 6th edition ,2008
Kidney Disease